فيسبوك
واتساب
من الشائع سماع طقطقة ركبتيك عند الوقوف أو فرقعة مفاصلك عند مد أصابعك، وتُعرف هذه الأصوات، التي تُوصف غالبًا بأنها طقطقة أو نقر، طبيًا باسم "الفرقعة"، وعلى الرغم من أنها قد تُشعرك بالقلق أحيانًا، إلا أن طقطقة المفاصل عادةً ما تكون غير ضارة وترتبط بميكانيكا الجسم اليومية، وفي معظم الحالات، يأتي الصوت من فقاعات غازية في سائل المفصل أو من حركة الأوتار والأربطة فوق العظام، وهو ما يوضحه تقرير موقع Webms".
ومع ذلك، عندما تكون الطقطقة متكررة أو مؤلمة أو مصحوبة بتورم أو تصلب، فقد تشير إلى مشكلات كامنة مثل التهاب المفاصل أو الإصابة أو الالتهاب، لذلك فإن فهم أسباب طقطقة مفاصلك ومتى تكون علامة على طلب المساعدة يمكن أن يساعدك في حماية صحة المفاصل، ومنع التآكل، والحفاظ على حركة جسمك بسلاسة مع تقدمك في السن.
5 أسباب وراء طقطقة المفاصل
هناك عدة أسباب لطقطقة مفاصلك، بدءًا من خروج الغازات وصولًا إلى تغيرات في بنية المفصل أو حركته، ويساعدك فهم هذه الأسباب على تحديد ما إذا كانت طقطقة مفاصلك طبيعية أم علامة على مشكلة أكثر خطورة.
خروج الغازات من المفاصل
من أكثر أسباب طقطقة المفاصل شيوعًا وهى تعتبر آمنة هي خروج فقاعات غازية صغيرة محصورة داخل السائل الزليلي، وهو السائل المُزلق الذي يُساعد المفاصل على الحركة بسلاسة، ووفقًا لدراسة نُشرت في مجلةPLOS ONE ، تحدث طقطقة المفاصل نتيجة تكون تجاويف مملوءة بالغاز داخل السائل الزليلي عند انفصال أسطح المفصل، مما يُصدر صوت فرقعة.
يحتوي هذا السائل بشكل طبيعي على غازات مثل الأكسجين والنيتروجين وثاني أكسيد الكربون، وعند شد المفصل أو ثنيه أو لويه، يتغير الضغط داخل كبسولة المفصل، مما يؤدي إلى انفجار فقاعات الغاز هذه أو خروجها، ويُصدر هذا التغير المفاجئ في الضغط صوت الفرقعة المألوف، وهو نفس السبب الذي يجعلك تسمع صوت طقطقة عند شد مفاصلك، وخلافًا للاعتقاد الشائع، لا تُلحق هذه العملية الضرر بالمفاصل ولا تُسبب التهاب المفاصل، بل هي ببساطة نتيجة طبيعية لحركة المفصل وتغيرات الضغط.
التلامس المفصلي وتآكل الغضروف
الغضروف هو نسيج ناعم يشبه المطاط يُخفف من وطأة الصدمات على العظام عند التقائها بالمفصل، ويسمح لها بالانزلاق بسلاسة على بعضها البعض دون احتكاك، ومع ذلك، مع التقدم في السن أو التعرض المتكرر للضغط على مفاصلنا، يمكن أن يتآكل هذا الغضروف تدريجيًا، وعندما تصبح الطبقة الواقية رقيقة، قد تبدأ العظام بالاحتكاك ببعضها مباشرةً، مما يُصدر أصوات طحن أو طقطقة، ويُلاحظ هذا بشكل خاص في المفاصل الحاملة للوزن مثل الركبتين والوركين والعمود الفقري.
وفي الحالات الخفيفة، قد لا يكون الصوت مؤلمًا، ولكن عندما يصاحبه تصلب أو انزعاج، فقد يُشير إلى المراحل المبكرة من هشاشة العظام أو تنكس الغضروف، ويمكن أن يُساعد الحفاظ على وزن صحي وتقوية العضلات المحيطة والنشاط البدني على حماية الغضروف وتقليل التآكل مع مرور الوقت.
حركة الأربطة والأوتار
الأربطة والأوتار أنسجة ضامة ليفية تلعب دورًا رئيسيًا في استقرار المفاصل وحركتها، وتربط الأربطة العظام ببعضها، بينما تربط الأوتار العضلات بالعظام، وأثناء الحركة، تتمدد هذه الأنسجة وتنزلق فوق العظام والأنسجة الأخرى، وفي بعض الأحيان، قد ينزلق رباط أو وتر قليلًا من موضعه الطبيعي ثم يعود إلى مكانه محدثًا صوت فرقعة أو طقطقة، ويحدث هذا غالبًا في المفاصل التي تسمح بنطاق حركة واسع، مثل الكتف أو الكاحل أو الركبة، فعلى سبيل المثال، عند تدوير الكتف أو ثني الركبة، قد يتحرك الوتر عبر نتوء عظمي ويصدر صوت فرقعة سريع، وعادةً ما يكون هذا الصوت غير ضار، ولكن قد يشير الصوت المتكرر أو المؤلم إلى شد عضلي أو اختلال في التوازن، ويمكن تحسينه من خلال تمارين التمدد والتقوية.
الأوتار والعضلات المشدودة
عندما تكون عضلاتك أو أوتارك مشدودة، فقد تضغط بشكل غير متساوٍ على مفاصلك، مما يؤدي إلى إحساس بالطقطقة خاصة مع الحركة، ويحدث هذا غالبًا بعد فترات طويلة من الخمول، أو تمارين إحماء غير مناسبة، أو إجهاد متكرر ناتج عن الإفراط في الاستخدام، وينتج الصوت الذي تسمعه عن حركة الأنسجة المشدودة بشكل مفاجئ فوق عظم أو مفصل.
ومع أن هذا ليس ضارًا عادةً، إلا أنه قد يكون علامة على أن عضلاتك بحاجة إلى مزيد من المرونة وتدريبات الحركة، ويمكن أن يساعد دمج تمارين التمدد المنتظمة، أو اليوجا، أو تمارين الإحماء الديناميكية في الحفاظ على مرونة العضلات وارتخاء الأوتار، مما يقلل من تردد هذه الأصوات، كما أن الحفاظ على ترطيب الجسم والحفاظ على وضعية جيدة يدعم صحة العضلات والمفاصل من خلال تحسين مرونة الأنسجة وتناسقها.
الإصابات أو الحالات الكامنة
على الرغم من أن معظم طقطقة المفاصل غير مؤلمة، إلا أن الألم والتورم المصاحب للضوضاء قد يشير إلى مشكلة مثل:
التهاب الجراب: يمكن أن يسبب التهاب الجراب (كيس مملوء بالسوائل يعمل على تخفيف ألم المفاصل) فرقعة مؤلمة.
تمزق الغضروف المفصلي أو الأربطة: يمكن أن يؤدي تلف غضروف الركبة أو الأربطة الداعمة لها إلى حدوث نقرة أو فرقعة مصحوبة بالألم.
الفصال العظمي: يؤدي الانهيار التدريجي للغضاريف إلى تصلب المفاصل وتورمها وإصدار أصوات مزعجة منها.
متلازمة البليكا: يمكن أن يسبب التهاب أنسجة الركبة إحساسًا بالفرقعة في مقدمة الركبة.
طرق للحفاظ على صحة المفاصل
من أفضل الطرق للحفاظ على صحة المفاصل هو النشاط البدني المنتظم لأنه يقوي العضلات المحيطة بالمفاصل، مما يساعدها على الحركة بسلاسة واحتكاك أقل.. وإليك بعض الاستراتيجيات الفعالة:
حافظ على نشاطك: قم بممارسة أنشطة مثل المشي أو السباحة أو ركوب الدراجات لتعزيز مرونة المفاصل وتدفق الدم.
حاول ممارسة تمارين القوة: حيث أن بناء العضلات حول مفاصلك يوفر لك دعمًا واستقرارًا أفضل.
دمج تمارين التمدد: يساعد التمدد اللطيف قبل وبعد التمرين على إرخاء العضلات والأوتار المشدودة.
حافظ على الوضعية الصحيحة: يمكن أن يؤدي سوء المحاذاة إلى إجهاد المفاصل، وخاصة في الظهر والرقبة والركبتين.
حماية مفاصلك: استخدم الأحذية والمعدات المناسبة أثناء ممارسة الرياضة لتجنب الإصابة.
ويمكن للأشخاص المصابين بالتهاب المفاصل، وخاصة هشاشة العظام، الاستفادة من أنواع معينة من التمارين الرياضية مثل التدريبات المائية، وتدريب التوازن، وتمارين الأعصاب العضلية لتحسين التنسيق واستقرار المفاصل.
وإذا كان صوت المفصل مصحوبًا بألم أو تصلب أو تورم، فقد يساعد العلاج الطبيعي على استعادة الحركة وتقوية العضلات المحيطة، وفي الحالات الشديدة، مثل تمزق الغضروف المفصلي أو متلازمة الطية، قد تكون الجراحة ضرورية لتصحيح المشكلة الأساسية، فعادةً ما يكون صوت الطقطقة أو الفرقعة العرضي غير ضار، ولكن إذا كان مصحوبًا بألم مستمر أو تورم أو احمرار أو صعوبة في الحركة، فمن الأفضل استشارة الطبيب.
