ألم الكبد أثناء التمرين.. متى تكون علامة خطر؟

الثلاثاء، 04 نوفمبر 2025 05:00 ص
ألم الكبد أثناء التمرين.. متى تكون علامة خطر؟ الكبد

كتبت مروة محمود الياس

 يبدو الأمر بسيطًا في البداية — ألم خفيف في أعلى البطن أو وخزة غير مريحة أثناء الجري أو بعد تمرين مكثف. كثيرون يظنون أن ما يشعرون به مجرد إجهاد عضلي عابر، لكن في بعض الحالات، يكون هذا الألم إشارة من الكبد يطلب فيها المساعدة.

وفقًا لتقرير نشره موقع Everyday Health الطبي، فإن الكبد، وهو أكبر عضو داخلي في جسم الإنسان، يقوم بعدد هائل من الوظائف الحيوية أثناء المجهود البدني، منها تنقية الدم من السموم وتخزين الطاقة في صورة جليكوجين. لذا، فعندما يتعرض للإجهاد أو الالتهاب، قد يظهر ذلك في شكل ألم في الجزء العلوي الأيمن من البطن، خصوصًا بعد النشاط المكثف.

 

كيف يرسل الكبد إشارته؟

يصف الأطباء ألم الكبد بأنه وجع باهت أو ضغط داخلي أسفل القفص الصدري، وقد يمتد إلى الكتف أو الظهر. في أحيان أخرى، يتحول الألم إلى حدة حارقة إذا كان هناك التهاب في الأنسجة أو زيادة في تدفق الدم داخل العضو أثناء المجهود.

ورغم أن العضلات المحيطة قد تتأثر أيضًا بالتمرين، فإن استمرار الألم بعد يومين من الراحة قد يعني أن المسألة أعمق من مجرد شد عضلي. حينها، يجب الانتباه إلى أي علامات مرافقة مثل اصفرار الجلد أو تغير لون البول أو انتفاخ البطن، وهي دلائل محتملة على وجود اضطراب كبدي.

 

لماذا يشعر البعض بألم في الكبد أثناء الرياضة؟

يُرجع الأطباء الأمر إلى مجموعة من العوامل المتداخلة. فوفقًا لتوضيح عيادة كليفلاند، قد تؤدي بعض الحالات المزمنة مثل التهاب الكبد الفيروسي، أو تراكم الدهون في الكبد، أو الإفراط في تناول الكحوليات إلى جعل الكبد أكثر حساسية عند بذل مجهود.

كذلك، قد يسهم ارتفاع السكر أو السمنة في زيادة الضغط على هذا العضو الحيوي، مما يجعله يتفاعل بقوة مع أي نشاط بدني عنيف.

أما في الأشخاص الأصحاء، فقد ينشأ الألم من تقلص الأربطة التي تثبّت الكبد في موضعه أثناء الحركة السريعة أو التنفس العميق، وهو ما يُعرف بـ “الغرزة الجانبية” التي تزول عادة مع الاسترخاء وتنظيم التنفس.

 

متى يتحول الألم إلى جرس إنذار طبي؟

الألم العابر بعد التمرين لا يستدعي القلق عادة، لكن إذا كان الألم مستمرًا أو يزداد مع كل مجهود، أو رافقه غثيان ودوار، فهنا يجب مراجعة الطبيب فورًا.
في هذه المرحلة، لا يمكن الاعتماد على التقدير الشخصي؛ فالكبد لا يُظهر أعراضًا واضحة في المراحل الأولى من الالتهاب أو التليف.

لذلك، يعتمد التشخيص الدقيق على فحوصات وظائف الكبد، التي تكشف عن مستويات الإنزيمات (ALT وAST)، والبيليروبين، والفوسفاتاز القلوي. ارتفاع هذه المؤشرات يعني أن الكبد يواجه ضغطًا أو إصابة داخلية تتطلب متابعة دقيقة.

 

كيف يُعالج الأمر؟

تتوقف خطة العلاج على نتيجة الفحوص.

فإذا كانت المؤشرات طبيعية، يوصي الأطباء بتقليل شدة التمارين مؤقتًا، وزيادة فترات الراحة، وتعديل النظام الغذائي ليكون غنيًا بالبروتينات الخفيفة والخضراوات الطازجة، مع الابتعاد عن المقليات والكحوليات.

أما إذا أظهرت التحاليل التهابًا أو تراكم دهون، فقد تتطلب الحالة علاجًا دوائيًا ومتابعة طبية دورية.

ويشير تقرير جامعة جونز هوبكنز الطبية إلى أن تعديل نمط الحياة يلعب الدور الأهم في حماية الكبد: شرب الماء بانتظام، النوم الكافي، تجنب الأدوية المسكنة دون استشارة، والحفاظ على وزن صحي.

 

النشاط الرياضي بين الفائدة والخطر

الرياضة لا تؤذي الكبد في الأحوال الطبيعية، بل على العكس، تساعد على تنشيط الدورة الدموية وتحسين التمثيل الغذائي للدهون.

لكن المبالغة في التمارين، أو إهمال الراحة والتغذية، يمكن أن يحوّل الفائدة إلى ضغط غير مقصود على الأعضاء الداخلية.

إن الإصغاء إلى إشارات الجسد — مثل ألم البطن أو التعب غير المبرر — هو أول خطوة لحماية الكبد قبل أن يتحول الإنذار إلى مشكلة مزمنة.

 

 



أخبار اليوم السابع على Gogole News تابعوا آخر أخبار اليوم السابع عبر Google News
قناة اليوم السابع على الواتساب اشترك في قناة اليوم السابع على واتساب