فيسبوك
واتساب
تحل اليوم، الأحد 30 نوفمبر، ذكرى رحيل القارئ الكبير الشيخ عبد الباسط عبد الصمد، الذى غاب عن دنيانا 30 نوفمبر 1988، بوصفه أحد أبرز أصوات التلاوة فى القرن العشرين.
وتتزامن هذه الذكرى هذا العام مع نجاح برنامج "دولة التلاوة" الذى يعرض حاليًا على عدد من القنوات المصرية، فى تقديم جيل جديد من القرّاء الشبان، فى امتداد واضح لمدرسة القرّاء الكبار التى كان عبد الباسط واحدًا من أبرز رموزها.
وُلد الشيخ عبد الباسط محمد عبد الصمد عام 1927 بقرية المراعزة التابعة لمركز أرمنت بمحافظة قنا فى صعيد مصر، فى أسرة قرآنية حفظ فيها القرآن الكريم صغيرًا، وأتم الحفظ فى سن العاشرة، ثم درس القراءات السبع على يد الشيخ محمد سليم، أحد كبار مشايخ القراءات فى زمانه.
فى عام 1951 تم اعتماده قارئًا بالإذاعة المصرية، وهو حدث غيَّر خريطة الاستماع فى البيوت العربية؛ إذ تشير شهادات معاصرة إلى أن الإقبال على شراء أجهزة الراديو ازداد بسبب حرص الناس على متابعة صوته عبر إذاعة القرآن الكريم.
انتقل بعدها إلى القاهرة، وعُين قارئًا لمسجد الإمام الشافعى، ثم خلف الشيخ محمود على البنا قارئًا لمسجد الإمام الحسين، قبل أن يُنتخب أول نقيب لقراء مصر، وهو المنصب الذى جعل كثيرين يلقبونه بـ"زعيم دولة التلاوة المصرية".
خلال خمسينيات وستينيات القرن الماضى، كان المصريون والعرب يتجمعون مساء كل سبت حول المذياع ليستمعوا إلى التلاوة الأسبوعية للشيخ عبد الباسط، فى طقس روحى منتظم أصبح أحد عناوين القوة الناعمة المصرية كما وصفت ذلك مقالات نقدية لاحقة.
كانت أولى سفراته خارج مصر إلى المملكة العربية السعودية لأداء فريضة الحج عام 1952، وهناك طُلِب إليه أن يسجل بعض التلاوات من الحرمين الشريفين، وبعد إذاعة هذه التسجيلات أُطلق عليه لقب "صوت مكة"، وهو أحد ألقابه الشهيرة إلى جانب "صاحب الحنجرة الذهبية".
امتد صوته بعد ذلك إلى آسيا وأفريقيا وأوروبا، فقد استُقبِل فى دول مثل الهند وإندونيسيا وجنوب أفريقيا استقبال النجوم، واحتشدت الآلاف لسماع تلاوته، حتى صار – كما تصفه صحف اليوم – "سفيرًا للقرآن" ووجهًا من وجوه حضور مصر الدينى والروحى فى العالم.
وتوج مساره بعدد من الأوسمة والتكريمات الرسمية من رؤساء ودول مختلفة، من بينها مصر وسوريا وباكستان ولبنان وماليزيا والسنغال، غير أن التكريم الأهم ظل دائمًا هو استقرار صوته فى ذاكرة ملايين المستمعين حول العالم الإسلامى.
