رهاب الليل.. اعرف أعراض الخوف من الظلام وعلاجه

الإثنين، 03 نوفمبر 2025 09:00 م
رهاب الليل.. اعرف أعراض الخوف من الظلام وعلاجه الخوف أو رهاب الليل

كتبت فاطمة خليل

هل تشعر بالتوتر عند إطفاء الأنوار؟ هل يزداد خوفك كلما حل الليل؟.. إذا كانت الإجابة نعم، فأنت لست وحدك، فالخوف من الظلام، أو ما يُعرف طبيًا باسم رهاب الليل (Nyctophobia)، من أكثر أنواع الرهاب النفسي شيوعًا بين الأطفال، بل ويمتد أحيانًا إلى مرحلة البلوغ، مسببًا قلقًا واضطرابًا في النوم والحياة اليومية، وفقا لموقع  usa today.

بحسب المعهد الوطني للصحة العقلية الأمريكي (NIMH)، فإن نحو 12.5% من الأمريكيين يعانون من أحد أنواع الرهاب خلال حياتهم، ومن بينهم نسبة ليست قليلة تخاف من الظلام بدرجات متفاوتة.

 

ما رهاب الليل؟

رهاب الليل، ويُعرف أيضًا بـ رهاب الظلام أو الليجوفوبيا، هو الخوف غير المبرر من الظلام أو الأماكن المظلمة، قد يظهر هذا الخوف عند انطفاء الأضواء أو عند التواجد في أماكن مغلقة لا يمكن رؤية ما بداخلها، كما قد تزداد حدة القلق بسبب الأصوات الغامضة التي لا يمكن تفسيرها في الظلام.

ويشير موقع WebMD إلى أن هذا النوع من الرهاب قد يبدأ منذ الطفولة، عندما يطلب الطفل من والديه البقاء بجانبه أثناء النوم أو التأكد من خلو الغرفة من "الوحوش" المتخيلة تحت السرير أو داخل خزانة الملابس.

ورغم أن أغلب الأطفال يتغلبون على هذا الخوف قبل بلوغ سن 13 عامًا، إلا أن البعض يحتفظ به حتى الكبر.

 

لماذا يخاف البعض من الظلام؟

يقول الدكتور كيفن تشابمان، عالم النفس السريري ومؤسس مركز كنتاكي للقلق والاضطرابات ذات الصلة، إن رهاب الليل يرتبط عادةً بالقلق والتجارب السابقة، مشيرًا إلى أن الدماغ يربط الظلام بالخطر، خاصة عندما يعجز عن رؤية أو تفسير ما يدور حوله.

ويضيف:“الخوف من الظلام لا يعني بالضرورة أنك ضعيف، بل هو استجابة طبيعية من الدماغ لحماية الجسم من المجهول، لكن عندما يتجاوز هذا الخوف حدوده ويُسبب ضيقًا أو يمنع الشخص من ممارسة حياته اليومية، فإنه يتحول إلى رهاب مرضي يحتاج إلى علاج.”

 

أعراض رهاب الليل

تختلف أعراض الخوف من الظلام من شخص لآخر، لكنها غالبًا تشمل:

التوتر الشديد عند إطفاء الأنوار.

زيادة معدل ضربات القلب.

التعرق وصعوبة التنفس.

الدوخة أو الغثيان.

نوبات هلع أو بكاء لا إرادي، خاصة لدى الأطفال.

صعوبة النوم بمفردك أو في الظلام التام.

ويؤكد الخبراء أن رهاب الليل لا يقتصر على الشعور بالخوف فقط، بل يمتد ليؤثر على جودة الحياة، فقد يمنع الشخص من القيادة ليلًا، أو السفر، أو حتى التواجد في أماكن ذات إضاءة خافتة.

 

الفرق بين الخوف العادي والرهاب المرضي

قد يشعر أي شخص بعدم الارتياح في الظلام، لكن الفرق بين الخوف الطبيعي والرهاب المرضي يكمن في شدة الأعراض وتأثيرها على الحياة اليومية.

يوضح الدكتور تشابمان: “إذا كنت تتجنب المواقف التي تتضمن الظلام بشكل دائم، أو تشعر بقلق شديد يعطلك عن النوم أو العمل، فهذه علامات على أنك تعاني من رهاب حقيقي وليس مجرد خوف بسيط.”

 

كيف يمكن التغلب على رهاب الليل؟

الخبر السار هو أن رهاب الليل من أكثر أنواع الرهاب التي يمكن علاجها بسهولة نسبيًا.

العلاج السلوكي المعرفي (CBT) من أنجح الطرق لعلاج هذا النوع من الخوف، وفقًا للجمعية الأمريكية لعلم النفس (APA)، حيث يهدف هذا العلاج إلى تغيير أنماط التفكير السلبية التي تدفع الشخص إلى تضخيم المواقف أو توقع الخطر بشكل مبالغ فيه.

ومن أهم خطوات العلاج ما يعرف بـ العلاج بالتعرض، وهو تدريب تدريجي يجعل المريض يقضي وقتًا في أماكن مظلمة بدرجات متفاوتة حتى يتعلم أن الظلام لا يشكل خطرًا حقيقيًا.

فمثلًا، يمكن البدء بقضاء وقت قصير في غرفة مضاءة بضوء خافت، ثم الانتقال تدريجيًا إلى الظلام الكامل مع تمارين التنفس والاسترخاء.
نصائح للتغلب على الخوف من الظلام

1. ابدأ بالتدريج – لا تجبر نفسك على الجلوس في الظلام التام مرة واحدة.

2. استخدم ضوءًا خافتًا أثناء النوم بدلًا من الضوء القوي.

3. مارس تمارين التنفس العميق قبل النوم لتقليل التوتر.

4. تجنب الكافيين قبل ساعات الليل لأنه يزيد من القلق.

5. تحدث عن مخاوفك مع مختص نفسي أو أحد أفراد الأسرة.

6. تدرب على الهدوء الذهني (اليقظة mindfulness) لتقوية السيطرة على التفكير.

 

متى يجب زيارة الطبيب؟

إذا كان الخوف من الظلام يسبب اضطرابات في النوم أو يمنعك من القيام بأنشطة حياتك اليومية، أو يؤدي إلى نوبات هلع متكررة، فمن المهم استشارة طبيب نفسي مختص.
فالعلاج المبكر يمنع تطور الحالة ويُعيد للشخص توازنه النفسي والراحة أثناء الليل.



أخبار اليوم السابع على Gogole News تابعوا آخر أخبار اليوم السابع عبر Google News
قناة اليوم السابع على الواتساب اشترك في قناة اليوم السابع على واتساب