هل تشعر أحيانًا بضيق في التنفس لمجرد الانحناء لربط حذائك أو تشعر بضيق في التنفس أثناء التقاط شيء ما من الأرض قد يبدو هذا الأمر بسيطًا، ولكن يحذر طبيب أمريكي من هذه الظاهرة اليومية الشائعة جدًا على صحة القلب، وفقًا لتقرير موقع "تايمز أوف انديا".
وفقًا للدكتور دميتري يارانوف، طبيب القلب الأمريكي المعروف على إنستجرام، فقد يكون هذا الحدث اليومي بمثابة إنذار خفي لقلبك، ويحذر من أن ضيق التنفس المفاجئ أثناء الانحناء المعروف طبيًا باسم "Bendopnea"، قد يشير إلى مشكلات قلبية مبكرة، حتى قبل ظهور أعراض أكثر وضوحًا مثل ألم الصدر أو التورم، ويشير الدكتور يارانوف إلى أنه لا ينبغي تجاهل هذه العلامات الدقيقة، فقد تُمثل إنذارًا مبكرًا بالغ الأهمية، مما يتيح لك فرصة اتخاذ الإجراءات اللازمة بدلًا من انتظار الإصابة بقصور القلب الكامل.
ما هو انقطاع النفس الانسدادي ولماذا هو مهم؟
يشير مصطلح ضيق التنفس الانسدادى إلى ضيق في التنفس يُصاب به الشخص خلال ثوانٍ من الانحناء للأمام، على سبيل المثال عند ربط الحذاء أو ارتداء الجوارب أو التقاط شيء ما، وتبدأ الأعراض عادةً خلال 8-30 ثانية من الانحناء، وتخف بمجرد استقامة الجسم، ومن الناحية الطبية، يصبح ضيق التنفس أثناء النوم أكثر احتمالا عندما ترتفع الضغوط الداخلية داخل القلب، وخاصة داخل البطينين، وغالبا ما يكون ذلك لأن وظيفة ضخ القلب تكون ضعيفة بالفعل.
فعندما تنحني، يعود الدم من البطن والساقين بشكل أسرع إلى القلب، وإذا كان القلب يكافح للتعامل مع هذا الحجم المتزايد، فإن الضغط الإضافي يمكن أن يؤدي إلى ضيق التنفس، وقد حث الطبيب الأمريكى على آخذ ضيق التنفس على محمل الجد، أي الانتباه إلى حالات ضيق التنفس، حتى لو كانوا يشعرون بصحة جيدة، وأوضح أن الكثيرين يتجاهلون ضيق التنفس عند الانحناء باعتباره نتيجةً للتقدم في السن، أو عدم اللياقة البدنية، أو زيادة الوزن، أو ضعف اللياقة البدنية، قائلاً: "عندما تنحني للأمام، يعود المزيد من الدم إلى القلب، فإذا كان ضغط الامتلاء داخل القلب مرتفعًا بالفعل، فلن يتمكن القلب من تحمل الحجم الزائد، لذلك تشعر بضيق التنفس في غضون ثوانٍ، وعادةً ما يتحسن الأمر عند العودة إلى وضعية الجلوس".
وأوضح كيف أن هذه اللحظات قد تكون بمثابة محاولة من قلبك "لإرسال رسالة إليك"، قائلاً: "قد يكون هذا علامة مبكرة على قصور القلب أو زيادة السوائل في الجسم"، وما يجعل ضيق التنفس الانسدادي مقلقًا بشكل خاص هو أن الانزعاج يختفي بمجرد الاستقامة، لهذا السبب يتجاهله الكثيرون، ولا يدركون أنه أحد أعراضه، مما يتيح لمشكلات القلب أن تتفاقم بصمت.
ماذا يقول البحث؟
تم وصف مفهوم ضيق التنفس عند الانحناء لأول مرة في عام 2014 ، عندما لاحظ الأطباء أن العديد من مرضى قصور القلب يشعرون بضيق التنفس عند الانحناء لربط أحذيتهم أو ارتداء جواربهم، وفي دراسة سريرية رائدة شملت 102 مريضًا يعانون من قصور القلب الانقباضي، أبلغ ما يقرب من 28% منهم عن ضيق في التنفس عند الانحناء، وقد أظهر العديد منهم عند خضوعهم لقسطرة القلب الأيمن ارتفاعًا في ضغط الشعيرات الدموية الرئوية (PCWP) وارتفاعًا في ضغط الأذين، ببساطة، لم تتمكن قلوبهم من التعامل مع التغيرات المفاجئة في تدفق الدم، مما تسبب في إجهاد وضيق في التنفس في غضون ثوانٍ من الانحناء.
وسّعت دراسات لاحقة نطاق هذه الملاحظات، ففي إحدى متابعات 179 مريضًا متنقلًا مصابًا بقصور القلب، عانى حوالي 18% منهم من ضيق التنفس، وواجه هؤلاء الأفراد خطرًا أعلى بكثير للدخول إلى المستشفى بسبب قصور القلب على المدى القصير (خلال 3 أشهر) مقارنةً بمن لا يعانون من ضيق التنفس.
تُقيّم أبحاث أحدث تغيرات تشبع الأكسجين عند الانحناء ما يُسمى "مؤشر تشبع الأكسجين عند الانحناء" أو BOSI، وفي دراسة أُجريت على 440 مريضًا بقصور القلب المزمن، ارتبط انخفاض تشبع الأكسجين أثناء الانحناء (حتى مع عدم ظهور ضيق التنفس) بتفاقم حالات قصور القلب على مدى عامين، باختصار، لا يبدو انقطاع النفس الانسدادي أو حتى انخفاض تشبع الدم عند الانحناء مجرد حالة حميدة، بل قد تكون علامة حقيقية على إجهاد القلب، أو زيادة السوائل، أو انخفاض أداء القلب.
ماذا يجب عليك فعله؟
أولاً، انتبه جيدًا لنمط تنفسك عند الانحناء لربط حذائك أو التقاط شيء ما، فإذا شعرت بضيق في التنفس بعد ثوانٍ من الانحناء حتى لو كان ذلك أحيانًا فمن الحكمة استشارة طبيب القلب، وأخبره بالتفاصيل الدقيقة: متى يحدث ضيق التنفس (خلال ثوانٍ بعد الانحناء)، وما هي الأعراض الأخرى (التورم، التعب، السعال)، وأي حالات خطر لديك (ارتفاع ضغط الدم، داء السكري، أمراض القلب السابقة)، واخضع لتقييم طبي شامل لجميع عوامل الخطر إن وجدت.
ثانيًا، يأتي دور نمط الحياة والإدارة الطبية، ففي حال وجود خلل كامن في القلب، قد يُعدل الأطباء الأدوية (مثل مُدرّات البول، وضبط ضغط الدم)، ويوصون بضبط الملح والسوائل، ويراقبون احتباس السوائل، قد يمنع التدخل في الوقت المناسب تفاقم أي مرض، وراقب إشارات جسمك، ووضعيته وعاداتك، وتجنب الانحناء السريع إذا كنت تشعر بعدم الراحة، وتوخى الحذر عند تناول السوائل، والملح، والوزن.