أكد الدكتور أحمد سيد أحمد، خبير العلاقات الدولية بمركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية، أن الأولويات المصرية والأوروبية فى المرحلة الراهنة تتركز على تثبيت وقف إطلاق النار فى قطاع غزة، وتسريع الانتقال إلى "المرحلة الثانية" المتعلقة بإعادة الإعمار والحل السياسى، وذلك فى ظل المماطلة والمراوغة الإسرائيلية المستمرة منذ أكثر من شهر ونصف.
المراوغة الإسرائيلية
وأوضح خبير العلاقات الدولية، خلال مداخلة هاتفية مع قناة "إكسترا نيوز"، أن الاحتلال الإسرائيلى يضع العراقيل أمام الانتقال للمرحلة الثانية، رغم أن المرحلة الأولى المتعلقة بتبادل الأسرى والرهائن قد تم إنجاز معظمها، مشيرًا إلى أن إسرائيل تواصل خروقاتها وتمنع دخول المساعدات بشكل كافٍ، مراهنة على استمرار غياب مقومات الحياة لدفع الفلسطينيين نحو الهجرة الطوعية.
مؤتمر دولى للإعمار
وكشف "سيد أحمد" عن تحركات مصرية لاستضافة مؤتمر دولى كبير لإعادة إعمار غزة بالتعاون مع الأمم المتحدة، بهدف حشد الدعم والتمويل الدوليين، لافتًا إلى أن القطاع يحتاج لعشرات المليارات من الدولارات بعد الدمار الشامل الذى لحق به (نحو 95% من المبانى مهدمة).
شرط الإعمار: الحل السياسي
وشدد الخبير الدولى على المقاربة المصرية الشاملة التى تؤكد أن "الإعمار لن يتم إلا بوجود مسار سياسى شامل"، موضحًا أن الدول المانحة ستعزف عن التمويل إذا لم تكن هناك ضمانات بعدم تجدد الصراع وتدمير ما تم بناؤه. وأضاف أن الهدف هو إطلاق حل سياسى يضمن قيام دولة فلسطينية مستقلة.
وحدة الأراضى الفلسطينية
وفيما يخص الاتصال بين وزير الخارجية المصرى ونائب الرئيس الفلسطينى، أشار "سيد أحمد" إلى أهمية التأكيد على الاتصال الجغرافى بين الضفة الغربية وقطاع غزة، باعتباره ركيزة أساسية للدولة الفلسطينية، وقطع الطريق على المخططات الإسرائيلية الرامية لفصل المنطقتين وتقسيم الأراضى الفلسطينية.
تنسيق مصري-أوروبي
واختتم الدكتور أحمد سيد أحمد حديثه بالإشادة بمستوى التنسيق بين مصر والاتحاد الأوروبى، مؤكدًا توافق الرؤى حول ضرورة وقف الحرب وإدخال المساعدات، واستخدام الثقل الأوروبى للضغط على إسرائيل، بالإضافة إلى التنسيق اللوجستى (مثل التعاون مع قبرص) لسهولة تدفق مواد الإعمار والمساعدات إلى القطاع.