من وصفات 30 ثانية ومقاطع فيديو للحيوانات الأليفة إلى فيديوهات العناية بالبشرة وروتين اللياقة البدنية، تطورت مواقع التواصل إلى وجهة للمعلومات والترفيه، حتى نصائح الصحة العقلية والنظام الغذائي اليومي، أصبحت من هذا التطور مؤخرا
وفقا لتقرير نشره الموقع الإلكتروني "اونلي ماي هيلث"، قال الدكتور ديفانشي ديساي، عالم النفس الإرشادي، في الهند، إن الشباب يثقون في نصائح الصحة النفسية من وسائل التواصل الإجتماعي، لأنه يمكن الوصول لمعلومات صحتهم العقلية بسهولة، وأنها متاح على مدار الساعة طوال أيام الأسبوع، ويشعر بأنه لا يحكم عليه أحد ، ولا يتوقع أحد أي شيء منه".
وأضاف ديفانشي أن العلاج مساحة آمنة لأنها خالية من الوصمة ومليئة بالمبدعين الذين يتحدثون بسهولة عن العواطف التي كانت تعتبر ذات يوم من المحرمات، سبب رئيسي آخر هو اللغة نفسها وهي لغة العلاج التقليدي سريرية أو ثقيلة، لكن منشئي محتوى انستجرام يقسمون هذه المفاهيم إلى رسائل خفيفة وسهلة الهضم مثل "أنت لا تبالغ في رد الفعل" أو "مشاعرك صالحة" أو "اقرأ هذا إذا كنت تتعامل مع الإرهاق"، فتساعد هذه الطمأنينات الصغيرة المستخدمين الذين قد يشعرون بسوء الفهم في المنزل أو تطغى عليهم الضغوط الأكاديمية والمهنية.
فوائد مختلفة لاستخدام وسائل التواصل الإجتماعي لعلاج الصحة النفسية
أوضح الدكتور ديساي أن على الرغم من المخاوف من استخدام وسائل التواصل لعلاج الصحة النفسية الرقمية إلا أن لها فوائد مختلفة وهى
١.زيادة الوعي
تبسط وسائل التواصل الإجتماعي علاج المفاهيم النفسية المعقدة حتى يتمكن المستخدمون من تحديد الأعراض التي لم يكن لديهم أي فكرة عن وجودها، مثل القلق والإرهاق العاطفي وإرضاء الناس وأنماط التعلق.
وغالبا ما يحفز هذا الوعي الناس على استكشاف صحتهم العقلية بشكل أكبر
2. تقليل الوصمة حول العلاج
أشار الدكتور ديساي إلى أنه من خلال وسائل التواصل الاجتماعي، تم تطبيع كانت محادثات الصحة العقلية صامتة واعتبرت من المحرمات. ومع ذلك، فهي اليوم سائدة، وكثيرا ما يتحدث عنها المؤثرون المفضلون لدينا وعلماء النفس وحتى المشاهير. هذا يجعل المزيد من الناس منفتحين على طلب المساعدة دون خجل
٣.الإسعافات الأولية العاطفية في اللحظات الصعبة
على الرغم من أن إنستجرام لن يحل محل العلاج، إلا أن المنشورات المهدئة يمكن أن تكون مساعدة في اللحظات العصيبة وقد تجعل التقنية المشتركة في نصيحة عملية للتنفيس عن القلق الشخص فيشعر الشخص بتحسن في الوقت الحالي
مخاطر الاعتماد على إنستجرام لتحسين الصحة النفسية
1. تبسيط المواضيع المهمة بشكل مفرط
لا يمكن تفسير أو علاج الاضطرابات المعقدة، بما في ذلك اضطراب ما بعد الصدمة، أو الاكتئاب، أو الوسواس القهري، في لقطات فيديو مدتها 30 ثانية، فيؤدي تبسيط المحتوى بشكل مفرط إلى قيام المستخدمين بتشخيص أنفسهم، أو سوء فهم الأعراض، أو تجاهل العلامات التحذيرية التي تستدعي تدخلًا مهنيًا.
2. معلومات مضللة من منشئي محتوى غير مؤهلين
حذر الدكتور ديساي قائلاً: "ليس كل منشئي محتوى الصحة النفسية عبر الإنترنت محترفين مدربين"، فالعديد من الصفحات الشهيرة يديرها مؤثرون دون أي خلفية أكاديمية في علم النفس و قد تكون نصائحهم ذات صلة، ولكنها قد تكون أيضًا غير صحيحة أو ضارة.
٣. إرتفاع ثقافة الحلول السريعة
يشجع إنستجرام على الحلول الفورية، مثل "ثلاث طرق للشفاء" و"خمس حيل لإدارة القلق" ومع ذلك، فإن الشفاء النفسي عملية طويلة وتتطلب توجيهًا منظمًا والاعتماد على مقاطع الفيديو القصيرة قد يخلق توقعات غير واقعية للتعافي.