ليو تولستوى.. طقوس الكتابة كما روتها زوجته فى مذكراتها

الأحد، 23 نوفمبر 2025 10:00 ص
ليو تولستوى.. طقوس الكتابة كما روتها زوجته فى مذكراتها ليو تولستوى

أحمد إبراهيم الشريف

يظل ليو تولستوى واحدًا من أكثر الكتاب الذين نعرف تفاصيل حياتهم اليومية بدقة، لا بسبب رسائله وحدها، بل لأن زوجته صوفيا تولستايا تركت واحدة من أهم اليوميات العائلية فى تاريخ الأدب "مذكرات صوفيا أندرييفنا تولستايا" والتى سجلت فيها عادات زوجها فى الكتابة، وانفعالاته، وطريقته فى صناعة عمله الأدبى داخل منزل ياسنايا بوليانا.

الاستيقاظ المبكر والبدء بالكتابة فورًا

تذكر صوفيا فى يومياتها أن تولستوى كان يبدأ يومه مبكرا للغاية، وغالبًا ما يتجه إلى مكتبه مباشرة بعد الاستيقاظ، وتشير إلى أن الساعات الأولى من الصباح كانت الفترة التى يجد فيها صفاءً ذهنيًا يسمح له بالتركيز فى العمل، وأنه كان يعتبر الكتابة "الواجب الأول" قبل أى نشاط آخر داخل البيت.

العزلة الصارمة أثناء العمل

فى المذكرات إشارات متكررة إلى أن تولستوى كان يطلب من زوجته وأطفاله عدم مقاطعته أثناء الكتابة، وتروى صوفيا أنها كثيرًا ما كانت تتلقى ملاحظات منه لأنه يريد هدوءًا كاملًا، وتصف ذلك بقولها إن "مزاجه فى أثناء الكتابة كان حساسًا، وأى صوت يمكن أن يشتته .

المسودات المتعددة… وصوفيا الناسخة الأولى

أكثر ما تذكره صوفيا بتفصيل هو عدد المسودات الهائل الذى كان يعيد تولستوى كتابتها، ففى يومياتها، توضح أنها كانت تنسخ بيدها الفصول التى يُمليها عليها أو يكتبها بنفسه ثم يعدلها، وأنها كانت أحيانًا تعيد النسخ أكثر من مرة فى اليوم الواحد.
وتشير إلى أن عملها فى نسخ "الحرب والسلام" كان مرهقًا، وأن تولستوى كان يعيد صياغة الجمل مرارًا حتى يصل إلى الإيقاع الذى يرضيه.

التقلّبات المزاجية أثناء الكتابة

تكتب صوفيا بصراحة عن المعاناة اليومية مع "مزاج الكاتب"، ففى فترة عمله على "الحرب والسلام" و"آنا كارنينا"، كان يمرّ بنوبات من القلق والحدّة بسبب رغبته فى بلوغ الكمال فى السرد، وهى توثّق مرةً أنه أمضى يومًا كاملًا "يتمزق بين الرضا والرفض"، وكان يعيد قراءة الفصول بصوت مرتفع ثم يشطب أجزاء كبيرة منها.

العمل المتواصل… والعودة إلى المكتب ليلًا

تذكر صوفيا أن تولستوى لم يكن يكتفى بساعات الصباح، بل كان يعود إلى مكتبه عدة مرات خلال اليوم، وفى بعض الأيام كان يعمل حتى الليل إذا كان الفصل "يقوده" – على حدّ وصفها. وتشير إلى أن الكتابة لديه لم تكن مهنة بقدر ما كانت انشغالًا داخليًا لا يستطيع الهرب منه.

حياة البيت فى خدمة الكتابة

تكشف مذكّراتها أن البيت بأكمله كان يتحرك وفق جدول عمل تولستوي، الطعام، استقبال الزوّار، وحتى نوم الأطفال، كانت جميعها تُرتب بطريقة لا تزعجه أثناء ساعات العمل، وتذكر أنها كانت تجد نفسها "مديرة المنزل وناسخة المخطوطات ومهدّئة العاصفة" فى الوقت نفسه.




أخبار اليوم السابع على Gogole News تابعوا آخر أخبار اليوم السابع عبر Google News
قناة اليوم السابع على الواتساب اشترك في قناة اليوم السابع على واتساب



الرجوع الى أعلى الصفحة