لاشك أن افتتاح المتحف المصرى الكبير، يُمثل حدثًا استثنائيًّا في تاريخ الثقافة والحضارة الإنسانية، لكن الأجمل والأعظم أن مصر اعتمدت على الدبلوماسية الناعمة، بكل تجلياتها الذكية من خلال الرشد والحكمة في تعاملها مع كل الملفات ومع محيطها العربى والإقليمى وفى التعامل مع قضايا ومصالحها مكنها من تحقيق المعادلة الصعبة ومكنها من لعب دور عالمى ودولى في كل الملفات، وزاد من تأثيرها إقليميا ودوليا رغم التحديات والأخطار التي تحاك ضدها.
نقول هذا في ظل تساؤلات البعض عن أهمية الزخم الكبير بشأن افتتاح المتحف المصرى الكبير، فببساطة وبعيدا عن المكاسب الاقتصادية والسياسية، فإن القوة الناعمة أحد أسلحة الدول في معركة التنوير والوعى في ظل حروب الجيل الرابع التي تستهدف العقول، وتعمل على نشر الفوضى، ونشر الشائعات من أجل التسطيح وإثارة القلق في المجتمعات.
الأمر الآخر، أن الثقافة والتراث الإنسانى العمود الفقرى للقوة الناعمة، لما تحققه من نجاحات وإنجازات في استعادة الريادة، وهو ما نجحت فيه مصر بامتياز من خلال عدة مسارات، منها أن الاعتماد على دبلوماسية التنمية حيث تذهب بالبناء والتعمير والرخاء والدعم، وهو ما ظهر جليا خلال السنوات القليلة الماضية من إقامة مصر مشروعات تنموية، ومن خلال اعتماد الدبلوماسية الثقافية وظهر هذا جليا بدعم الدكتور خالد العنانى لرئاسة منظمة اليونسكو، ثم افتتاح المتحف المصرى الكبير، ما يعنى حرص مصر على تعزيز الثقافة والفنون والإعلام كمسارات للتعامل، والتأثير، والإقناع، للتحقق الريادة خاصة أن مصر تمتلك التاريخ وجغرافية الموقع والثقل السياسى والاستراتيجى.
وأخيرا... نثمن جهود المتحدة للخدمات الإعلامية، فيما يخص جهودها في افتتاح المتحف الكبير، فضلا عن أنها ثبتت أنها كلمة السر في استرداد القوة الناعمة بعد إطلاق عدم مبادرات إعلامية وتوعوية من شأنها الارتقاء بمنظومة القيم الإنسانية والمصرية، من مبادرات أخلاقية واجتماعية وتنموية، ومن إقامة مهرجانات ومؤتمرات لتحسين صورة مصر أمام العام ولتكون جسرا لعرض جهود مصر التنموية والسياحية والثقافية.