ما نراه من تعقيد وتعنت، بشأن الانتقال من المرحلة الأولى إلى المرحلة الثانية في تنفيذ خطة السلام أو اتفاق وقف إطلاق النار فى قطاع غزة، يؤكد أن إسرائيل تريد بقاء الوضع كما هو عليه لتنفيذ مخططاتها ولكن وفق مراحل ووفق استراتيجيات لا تخدم إلا الأجندة الإسرائيلية.
وما يجب الانتباه إليه، أن الولايات المتحدة تسعى بكل الطرق لمنح إسرائيل وقت لتحقيق نسف وتدمير البنية التحتية خاصة الأنفاق باعتبار تدميرها هدف استراتيجى للاحتلال، خاصة في المناطق التي تخضع تحت سيطرتها خلف الخط الأصفر، فضلا عن أن المجتمع الدولى يسعى إلى أن يكون له دور في غزة، وروسيا والصين على وجه الخصوص لا يريدان أن ينحصر ملف غزة في إيد الولايات المتحدة الأمريكية، لذا تقدمت بنسخة مضادة للمشروع الأمريكي ، واكتفت بالإشادة بالمبادرة التي أدت إلى وقف إطلاق النار، من دون تسمية الرئيس الأمريكي أو ذكر مجلس السلام أو تفويض القوة الدولية.
لهذا، كان المشروع الروسى محل اهتمام لكن فسر بأنه يأتى فى إطار التنافس الدولى على ما يجرى، خاصة أنه يرفض الأفكار الأمريكية وينقل سلطة الترويج لنشر القوة الدولية إلى الأمين العام للأمم المتحدة، ولا يتطرق إطلاقا إلى ضرورة نزع السلاح من قطاع غزة أو نزع سلاح حماس، غير أنه ينص على أن لأمم المتحدة صاحبة تحديد خيارات تنفيذ خطة السلام وتقديم تقرير بشأن خيارات نشر قوة استقرار دولية في غزة، وكل هذا حتى لا ينحصر ملف غزة وفق التصور الأمريكى الإسرائيلى،
وأخيرا، نقول إن الأهم لدينا - أيا كانت المشاريع -، أن يكون هناك أفق نحو حل الدولتين، وأن يكون هناك إجابة بشأن التساؤلات الغامضة حول غياب آلية المراقبة من جانب مجلس السلام، وأن يكون هناك دور للسلطة الفلسطينية فى غزة فى اليوم التالى..