تزداد الحاجة إلى وجبات دافئة ومغذية مع انخفاض درجات الحرارة، ولا ينجح أي طبق في الجمع بين الدفء والدعم المناعي كما تفعل الشوربة، فالحرارة تسمح باستخلاص المغذيات، وسهولة الهضم تجعل هذه الوجبة خيارًا مثاليًا للجسم المرهق من طقس الشتاء القارس. وفقًا لتقرير نشره موقع Tracey Warren Nutrition، فإن الحساء المحضّر من مكونات طبيعية غنية بالفيتامينات والمعادن ومضادات الالتهاب يمثل وسيلة فعّالة لتعزيز قدرة الجسم على مقاومة الفيروسات الشائعة خلال موسم الأنفلونزا.
كيف يدعم الحساء المناعة في الشتاء؟
يتعامل الجسم خلال البرد مع تحديات فسيولوجية متعددة، فالأوعية الدموية تنقبض، والطاقة تتوجه للحفاظ على الحرارة، ويزداد الإجهاد التأكسدي الناتج عن تغيّر الطقس. توفر الشوربات الغنية بالخضراوات والجذور والأعشاب الدافئة دعمًا مباشرًا للجهاز المناعي عبر تعزيز إمدادات مضادات الأكسدة، وتنشيط الجهاز الهضمي، وتوفير سوائل تساعد على ترطيب الجسم، وهو عنصر بالغ الأهمية في مواجهة العدوى الموسمية.
إعادة بناء مفهوم "الحساء العلاجي"
لم تعد الشوربة مجرد وجبة مريحة، بل أصبحت جزءًا من نهج غذائي وقائي يعتمد على مكونات تُظهر الأدلة العلمية دورها في دعم المناعة. فالمطبخ الشتوي، حين يُعد بطريقة مدروسة، يمكن أن يتحول إلى وسيلة علاجية بسيطة، مفيدة وفعالية، ولا تسبب أي عبء على الجسم.
شوربة الكركم والزنجبيل.. جرعة دفء ذات تأثير مضاد للالتهاب
يُعد الجمع بين الكركم والزنجبيل والثوم والجزر والعدس أحد أبرز الأمثلة على الحساء الداعم للمناعة خلال الموسم البارد. هذه المكونات معروفة بخصائصها البيولوجية الفعّالة؛ فالكركم يحتوي على مركبات تقلل من نشاط الالتهاب، والزنجبيل يدعم مقاومة الجسم للعدوى، والثوم يمتلك قدرة طبيعية على مواجهة الميكروبات.
عند طهو هذا المزيج مع البطاطا الحلوة والمرق الدافئ، تنتج وجبة مشبعة توفر طاقة لطيفة وسهلة الامتصاص، وتساهم في رفع مستويات الزنك ومضادات الأكسدة الطبيعية. كما يمنح الليمون في نهاية الطهو دفعة إضافية من فيتامين C الضروري للمناعة.
شوربة الثوم مزيج يعزز دفاعات الجسم
يمثل فطر الشيتاكي إضافة مهمة في الحساء المخصص لمواجهة شتاء قاسٍ، فهو غني بالبيتا-جلوكان، وهي مركبات تدعم نشاط الخلايا المناعية. وعند جمعه مع الثوم والبصل والبقوليات والخضراوات الورقية، يكتسب الحساء مزيجًا متكاملاً من الفيتامينات والمعادن التي يحتاجها الجسم عند التعرض للبرد والعدوى.
المرق الساخن يساعد كذلك على تخفيف احتقان الجهاز التنفسي، بينما تسهم الحبوب الكاملة كالحديث عن الكينوا أو الأرز البني في توفير الشبع دون إرهاق الهضم.
شوربة الليمون والحمص وإكليل الجبل.. طاقة حمضية لطيفة تحفز الحيوية
هذا النوع من الحساء يعتمد على مصدر نباتي غني بالبروتين والزنك مثل الحمص، مع إضافة الليمون الذي يزيد من امتصاص المعادن ويعزز المناعة بفضل فيتامين C. أما إكليل الجبل، فيضيف مركبات عطرية لها تأثيرات مضادة للأكسدة.
هذا المزيج المتوازن يشكل وجبة شتوية خفيفة تحافظ على طاقة الجسم وتدعمه في مواجهة العدوى.
لماذا تعتبر الشوربة خيارًا ذكيًا في موسم الأنفلونزا؟
تتميز الشوربة بسهولة الهضم، ما يسمح للجسم بتركيز جهده على المناعة بدلًا من استهلاك الطاقة في الهضم. كما أن السوائل الدافئة تساعد على ترطيب الجسم وتهدئة الممرات التنفسية، خاصة عند التعرض للبرد الجاف. ويتيح الحساء إضافة مكونات متنوعة دون رفع السعرات الحرارية، ما يجعله مناسبًا للجميع.