مرة أخرى يستعيد تمثال نفرتيتي مكانه في الحديث عن حق عودته من متحف برلين إلى مصر وذلك بعد افتتاح المتحف المصري الكبير هدية مصر للعالم، فقد تزايدت أصوات باحثين ومؤرخين يرون أن الوقت قد حان لعودته إلى موطنه الأصلي في مصر، خاصة في ظل ما يمثله المتحف المصري الكبير من بنية قادرة على احتضان أيقونات التراث الفرعوني.
حق العودة والمؤرخ الألماني يورجن تسيمرر
ومن الأصوات التي تتقدم الدفاع عن حق العودة المؤرخ الألماني يورجن تسيمرر، المتخصص في تاريخ الاستعمار، الذي يصف استمرار وجود التمثال في برلين بأنه امتداد غير مبرر لإرث استعماري قديم، موضحًا أن الإطار القانوني الذي خرج في ظله التمثال من مصر تشكل في سياق قوة غير متكافئة، صاغتها القوى الاستعمارية الكبرى، ولم يعكس أبدًا حق المصريين في آثارهم.
على الجانب المصري، يواصل الدكتور زاهي حواس، عالم الآثار ووزير الآثار الأسبق، حملته المنظمة لاسترداد القطع المصرية البارزة، وعلى رأسها تمثال نفرتيتي، مستندًا إلى مسار مزدوج: قانوني يراجع شرعية ما جرى في بدايات القرن العشرين، وأخلاقي يذكر بأن هذه القطع ليست مجرد معروضات متحفية، وإنما جزء من ذاكرة شعب وهوية حضارة.
وتتقاطع مع هذه الجهود أصوات مثل الدكتورة مونيكا حنا، المتخصصة في علم المصريات، التي تؤكد أن افتتاح المتحف المصري الكبير ينقض الحجة القديمة القائلة بعدم قدرة مصر على حفظ وعرض الكنوز الأثرية الكبرى.