تنتظر الأوساط الثقافية في مصر والعالم العربي انطلاق الدورة السابعة والخمسين من معرض القاهرة الدولي للكتاب، والذي يعد التظاهرة الثقافية الأبرز في الوطن العربي، والمعرض الثاني عالميًا، حيث حددت اللجنة الاستشارية العليا للمعرض موعد انطلاق الدورة الجديدة من المعرض.
وبدأ الدكتور أحمد مجاهد، المدير التنفيذي لمعرض القاهرة الدولي للكتاب التجهيزات المبكرة لانطلاق الدورة المقبلة من المعرض، وذلك في إطار خطة وزارة الثقافة للاستعداد المبكر لهذا الحدث الثقافي الأهم في المنطقة العربية، ويأتي انطلاق التحضيرات للدورة الجديدة استكمالًا للنجاحات التي حققها المعرض في دوراته السابقة، إذ يسعى الدكتور أحمد مجاهد إلى وضع استراتيجية متكاملة لتطوير البنية التنظيمية والخدمات المقدمة للعارضين والجمهور، بما يعكس مكانة القاهرة كإحدى أبرز العواصم الثقافية في العالم العربي، ويعزز من مكانة المعرض على الساحة الإقليمية والدولية.
معرض القاهرة الدولى للكتاب يطلق مركزا لتبادل الحقوق بين الناشرين
قرر الدكتور أحمد مجاهد، المدير التنفيذي لمعرض القاهرة الدولي للكتاب، إطلاق مركز لتبادل الحقوق بين الناشرين للمرة الأولى ضمن فعاليات الدورة المقبلة للمعرض، استكمالاً لمشروع Cairo Calling الذي تم إطلاقة في عام 2018 أثناء رئاسة دكتور مجاهد لمعرض القاهرة الدولي للكتاب.
كما قرر الدكتور أحمد مجاهد أن يكون حجز مواعيد اللقاءات وتخصيص أماكنها مجانيًا هذا العام، دعمًا للمشروع وتشجيعًا لمشاركة الناشرين في تجربته الأولى.. جاء الإعلان خلال الاجتماع الأول للجنة البرنامج المهني والثقافي للمعرض، وذلك بالاشتراك مع اتحاد الناشرين المصريين حيث أعرب دكتور مجاهد عن رغبته في إطلاق المركز، والذي يُعد خطوة مهمة لدعم التعاون المهني بين الناشرين المصريين والعرب والدوليين.
معرض الكتاب يحتفي بـ إبراهيم نصر الله بعد فوزه بنوبل الأمريكية
أعلن الدكتور أحمد مجاهد المدير التنفيذي لمعرض القاهرة الدولي للكتاب في دورته الـ57، أن الكاتب والشاعر الفلسطيني إبراهيم نصر الله، سيحل ضيفا على معرض القاهرة، الذى تنطلق فعالياته خلال الفترة من 21 يناير حتى 3 فبراير 2026، بمركز مصر للمعارض الدولية بالتجمع الخامس.
وتقدم أحمد مجاهد بالتهنئة إلى نصر الله على فوزه بجائزة نيوستاد الأمريكية، حيث كتب على صفحته الشخصية على موقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك": "المبدع العربى الكبير الفلسطينى/ الأردنى إبراهيم نصر الله، الفائز بجائزة نيوستاد العالمية/ نوبل الأمريكية أمس، نشرف ونحتفل بك فى معرض القاهرة الدولى للكتاب إن شاء الله يا صديقى، وهو أول عربى يفوز بتلك الجائزة التى فاز بها ماركيز وسراماجو ويوسا، وتعتبر خطوة فى الطريق لنوبل".
كان الشاعر والروائي الفلسطيني الأردني إبراهيم نصر الله، قد فاز بجائزة نيوستاد العالمية للآداب، التي توصف بـ"نوبل الأميركية"، وتمنحها جامعة أوكلاهوما ومجلة "الأدب العالمي اليوم"، وذلك عن روايته "زمن الخيول البيضاء" التى تتناول جذور القضية الفلسطينية على مدى 75 عاما، منذ نهايات القرن التاسع عشر وحتى عام نكبة 1948.
الهوية القومية شعار الدورة 57 والاحتفال بكبار المبدعين
ومن المقرر أن تحل دولة رومانيا ضيف شرف الدورة هذا العام، وسيُقام لها احتفال كبير يليق بها يتضمن ترجمة أعمال أدبية واستضافة كبار المفكرين والكتاب الرومانيين، وكشف المدير التنفيذي لمعرض القاهرة الدولي للكتاب، أن شعار الدورة 57 سيكون "الهُوية القومية"، موضحًا أن المعرض هذا العام يحتفي بعدد من رموز الثقافة المصرية، من بينهم نجيب محفوظ (20 عامًا على وفاته)، إدوارد الخراط (100 عام على ميلاده)، زكريا إبراهيم (100 عام على وفاته)، فاروق شوشة (10 أعوام على رحيله)، أحمد أمين (70 عامًا على وفاته)، والفنان سيف وانلي والمخرج يوسف شاهين (100 عام على ميلادهما).
ومن المقرر أن يتضمن برنامج الفعاليات أيضًا الاحتفال بمرور 70 عامًا على تأميم قناة السويس و100 عام على بداية عصر التليفزيون، موضحًا أن هذه الفعاليات ستتطرق إلى الدراما المصرية ومدرسة التلاوة كجزء من الهوية الثقافية الوطنية، موضحا أنه ولأول مرة ستخصص قاعتين كبيرتين داخل صالة البيع لإقامة حفلات التوقيع ومناقشات الكتب فقط، تلبيةً لطلب الناشرين، مؤكدًا أن هذه التجربة تُطبَّق فى المعارض العالمية الكبرى مثل معرض فرانكفورت للكتاب، وتساهم في زيادة التفاعل بين المؤلفين والجمهور.
نجيب محفوظ شخصية العام
استقرت اللجنة الاستشارية العليا لمعرض الكتاب، على اختيار اسم الأديب العالمي الكبير نجيب محفوظ ليكون شخصية معرض القاهرة الدولي للكتاب 2026، وذلك بمناسبة مرور عشرين عامًا على رحيله، تقديرًا لإسهاماته الفريدة في إثراء الأدب العربي والعالمي، وإعلاء قيم الإنسان والحرية والهوية المصرية في أعماله التي ترجمت إلى عشرات اللغات.
ويأتي هذا الاختيار ليؤكد استمرار تأثير نجيب محفوظ كأحد أبرز رموز الإبداع في التاريخ الثقافي المصري، وصاحب المشروع الأدبي الأهم في رواية التحولات الاجتماعية والسياسية لمصر في القرن العشرين، فقد نجح محفوظ في بناء عالم متكامل من الشخصيات التي عبرت بصدق عن ملامح الإنسان المصري، ليصبح أول أديب عربي يحصل على جائزة نوبل في الأدب عام 1988، وليظل اسمه علامة مضيئة في تاريخ السرد العربي الحديث.
لأول مرة.. قسم خاص لحقوق الملكية الفكرية
في خطوة هي الأولى من نوعها في تاريخ المعرض، سيتم تدشين قسم خاص ومستقل لشراء وبيع حقوق الملكية الفكرية والترجمة، على غرار ما يحدث في كبرى المعارض العالمية مثل معرض فرانكفورت للكتاب، وأوضح الدكتور مجاهد أن هذه المبادرة تهدف إلى تعزيز الجانب الاحترافي لصناعة النشر في مصر والعالم العربي.
وأضاف: "تم بالفعل فتح باب حجز المواعيد المسبقة بين الناشرين العرب والأجانب للقاء والتفاوض حول شراء الحقوق. هذا يعد تطورًا مهمًا لأنه يسهل التواصل المباشر ويفتح آفاقًا جديدة للنشر المشترك والترجمة". وأشار إلى أن هذا النشاط يمثل "عملاً احترافيًا مباشرًا" يتجاوز مفهوم بيع الكتب للجمهور، مؤكدًا أن الفكرة التي طال انتظارها تم إدراجها هذا العام بالتنسيق مع وزير الثقافة لتعزيز مكانة المعرض عالميًا.
"جيل يكتب العالم".. مفاجأة المعرض للشباب
أما المفاجأة الأبرز على المستوى الثقافي، فهي إطلاق محور جديد بعنوان "جيل يكتب العالم"، والذي يُخصص بالكامل للأدباء والمبدعين تحت سن الأربعين من مصر ومختلف الدول العربية، سيستضيف هذا المحور نحو عشرين كاتبًا عربيًا إلى جانب عدد مماثل من الكتاب المصريين الواعدين، في سلسلة من الجلسات النقاشية المفتوحة.
وسيتيح هذا المحور للكتّاب الشباب عرض رؤيتهم الأدبية وتجاربهم في الكتابة، ومناقشة علاقتهم برموز الأجيال السابقة، وعلى رأسهم الأديب العالمي نجيب محفوظ. كما ستتناول الجلسات قضايا أدبية معاصرة، مثل تأثير الذكاء الاصطناعي ووسائل التواصل الاجتماعي على الإبداع، وتجاربهم في كتابة أنواع أدبية متنوعة كالرواية التاريخية والبوليسية.
تأتي هذه المبادرة كاستجابة مباشرة للطبيعة المتغيرة لجمهور المعرض، الذي بلغ عدد زواره العام الماضي حوالي ستة ملايين شخص، شكل الشباب نسبة 80% منهم، وعلق مجاهد قائلًا: "التحدي الآن هو كيفية دمج هؤلاء الشباب داخل الفعاليات ليس فقط كمستمعين، بل كمشاركين فاعلين ومُعبّرين عن رؤيتهم، وهذا ما يهدف إليه محور "جيل يكتب العالم".
أربع أيقونات نسائية تضىء سماء المعرض
ولأول مرة في تاريخ معرض الكتاب، يتصدر برنامجه الرئيسي الاحتفاء بأربع قامات نسائية تركن بصمات خالدة في الأدب والفن والسياسة والفكر.
وكشف المدير التنفيذي لمعرض الكتاب أن هذه المبادرة غير المسبوقة تهدف إلى تسليط الضوء على نماذج نسائية ملهمة أثرينَ التاريخ المصري الحديث بإسهاماتهن الرائدة، مؤكداً أن الاحتفاء بهن يأتي في صميم البرنامج الثقافي للمعرض إلى جانب شخصية المعرض الرئيسية التي تم إعلانها سابقاً، وتشمل قائمة المكرمات في الدورة الجديدة، الأديبة الراحلة رضوى عاشور، الفنانة التشكيلية عايدة عبد الكريم، البرلمانية راوية عطية، الدكتورة عائشة عبد الرحمن.