كيف يمكن تحفيز العصب المبهم لاستعادة التوازن والهدوء؟..يربط الجسد بالعقل

السبت، 01 نوفمبر 2025 07:00 م
كيف يمكن تحفيز العصب المبهم لاستعادة التوازن والهدوء؟..يربط الجسد بالعقل تمارين

كتبت مروة محمود الياس

عندما يشتد التوتر ويغمر الجسد شعور بالانقباض أو تسارع في ضربات القلب، لا يتخيل كثيرون أن الحل قد يكون في عصب خفيّ داخل أجسامنا، يتحكم في أكثر من مئة عملية حيوية دون أن نشعر به مباشرة. هذا العصب هو العصب المبهم، أحد مفاتيح الراحة والاسترخاء في الجهاز العصبي، والذي يمكن تنشيطه بوسائل بسيطة وطبيعية.

وفقًا لتقرير نشره موقع Everyday Health، يعد العصب المبهم جزءًا أساسيًا من منظومة «الراحة والهضم» في الجهاز العصبي اللا إرادي. يبدأ هذا العصب من قاعدة الدماغ ويمتد عبر الرقبة إلى القلب والرئتين والجهاز الهضمي، ليكوّن شبكة من الاتصالات الحيوية بين الدماغ والأعضاء الداخلية. وتكمن أهميته في قدرته على تنظيم نبض القلب، ودعم الهضم، وتعديل استجابة الجسم للتوتر.

 

قناة خفية بين الأمعاء والمخ

يصف الأطباء العصب المبهم بأنه «قناة الحوار» بين الدماغ وبقية الجسم. فعندما يتعرض الإنسان لضغط نفسي أو انفعال، ينشط الجهاز العصبي الودي المسؤول عن استجابة "القتال أو الهروب". هنا يأتي دور العصب المبهم، إذ يعيد الجسم تدريجيًا إلى حالته الطبيعية من الهدوء عبر خفض معدّل ضربات القلب وتنظيم التنفس.

ويشير الخبراء إلى أن تحفيزه المنتظم لا يخفف التوتر فحسب، بل يساعد أيضًا في الوقاية من اضطرابات مثل الاكتئاب والقلق واضطراب ما بعد الصدمة، وذلك بفضل تأثيره المباشر على توازن الهرمونات العصبية.

 

1. الضحك: تمرين طبيعي للعصب المبهم

قد يبدو الأمر بسيطًا، لكن الضحك بصوت عالٍ من القلب يُعد من أقوى الوسائل الطبيعية لتنشيط هذا العصب. عندما تضحك، تتحرك عضلات الحجاب الحاجز وتزداد سعة الرئة، مما يحفّز الإشارات العصبية المهدئة نحو الدماغ. لذلك، ينصح المتخصصون بمشاهدة عمل كوميدي، أو تبادل المواقف الطريفة مع الأصدقاء، أو حتى استرجاع ذكرى مضحكة لتحريك هذه الطاقة العصبية الإيجابية.

 

2. التنفس العميق: مفتاح سريع للتهدئة

كل شهيق بطيء من البطن يعزز تدفق الأكسجين ويحفز العصب المبهم. وقد أثبتت دراسات متعددة أن ممارسة تنفس منتظم — مثل أسلوب "4-7-8" أو تنفس الصندوق — تقلل من إفراز الكورتيزول، هرمون التوتر. يُنصح بأداء هذه التمارين في بيئة هادئة، مع تركيز الوعي على حركة الهواء أثناء الشهيق والزفير، مما يساعد على تهدئة النشاط الزائد في الجهاز العصبي.

 

3. التأمل والوعي اللحظي

التأمل ليس مجرد استرخاء، بل هو تدريب عصبي فعّال. فحين يهدأ العقل وتتباطأ الأنفاس، يتفاعل العصب المبهم بزيادة نشاطه، وهو ما يُعيد التوازن للجسم. ويمكن لأي شخص البدء بخمس دقائق يوميًا من التركيز على التنفس أو الاستماع إلى تأملات موجهة. هذه الممارسة المنتظمة تُسهم في بناء مقاومة نفسية أقوى ضد الإجهاد المزمن.

 

4. الغناء أو الهمهمة

اهتزازات الصوت أثناء الغناء أو الهمهمة تُحفز النهايات العصبية للعصب المبهم الموجودة في الحنجرة. يوصي الخبراء بدندنة لحن مفضل لبضع دقائق يوميًا، فهذه الممارسة البسيطة تُعيد للجسم حالة من الهدوء الداخلي.

 

5. الماء البارد: صدمة مفيدة للجهاز العصبي

تعرّض الوجه أو الجسم للماء البارد لبضع ثوانٍ يفعّل رد الفعل العصبي المسؤول عن تباطؤ ضربات القلب وتنظيم التنفس. لا يشترط أن تكون التجربة قاسية، فحتى رش الوجه بالماء البارد كافٍ لتنشيط هذه الآلية. ومع ذلك، يُفضَّل استشارة الطبيب قبل اعتماد هذه الطريقة لمن يعانون من مشاكل في الدورة الدموية أو القلب.

 

6. الغرغرة بالماء

حركة الغرغرة تُنشّط العضلات المتصلة بالعصب المبهم في مؤخرة الحلق. يمكن تكرارها مرتين يوميًا لمدة دقيقة واحدة كوسيلة لطيفة لتحفيز الجهاز العصبي المهدئ.

 

7. تدليك الأذن والرقبة

المنطقة الخارجية للأذن تحتوي على فرع دقيق من العصب المبهم يُعرف بعصب أرنولد. تدليك الأذن بلطف بحركات دائرية، أو تمرير الأصابع أسفلها باتجاه الرقبة، يساعد في تهدئة الإشارات العصبية وتحسين الإحساس العام بالاسترخاء.تؤكد الدراسات أن المواظبة على هذه الممارسات اليومية تُساعد الجسم في إعادة بناء توازنه العصبي تدريجيًا، وتُعزّز قدرته على مواجهة الضغوط دون اللجوء إلى أدوية أو تدخلات طبية معقدة.

 

 




أخبار اليوم السابع على Gogole News تابعوا آخر أخبار اليوم السابع عبر Google News
قناة اليوم السابع على الواتساب اشترك في قناة اليوم السابع على واتساب



الرجوع الى أعلى الصفحة