كولين دارنيل عالمة مصريات من الولايات المتحدة الأمريكية تكتب عن افتتاح المتحف المصرى الكبير: المتحف هدية مصر للعالم والتاريخ وتوثيق مصر لأعظم إنجازات الإنسانية

سيخلد التاريخ يوم واحد نوفمبر عام 2025، لأن العالم سيكون فيه على موعد مع تاريخ سيظل محفورا فى ذاكرته، لأنه اليوم الذى سيشهد افتتاح أعظم صرح يخلّد التاريخ القديم لأمة أبهرت العالم بأسره، فالمتحف المصرى الكبير يرقى إلى مستوى عظمة اسمه، إذ يضم فى بهوه الشاهق تمثالا ضخما للملك رمسيس الثانى، ذلك الفرعون الذى حكم لما يقارب سبعين عاما، والذى سيكون بلا شك فخورا بأن يكون أول من يستقبل زوار المتحف.

 تماثيل الملوك إلى جانب المزارات والعناصر المعمارية

فى المستوى الأدنى من الدرج العظيم المضاء بإضاءة درامية، تُعرض تماثيل الملوك إلى جانب المزارات والعناصر المعمارية التى قدّمها الملوك للآلهة، أما الطابق التالى فيُركّز على الآلهة أنفسهم، ومن بينهم آلهة شهيرة مثل بتاح وسخمت، وكذلك الملوك الذين جُسّدوا فى هيئة آلهة مثل أوزوريس أو أولئك الذين ظهروا ضمن مجموعات تماثيل تمثل ملوكا وآلهة معا، ومن المدهش مشاهدة المجموعة التالية من الآثار، اللوحات الحجرية «الستيلات» التى تحمل نصوصا هيروغليفية تشرح مفاهيم جوهرية فى العقيدة المصرية القديمة.

إلى يسار الدرج العظيم، يوجد درج فرعى أصغر يضم تماثيل للملك سنوسرت الأول، وقائمة ملوك مدهشة مصحوبة بلوحة تعريفية غنية بالمعلومات، وهى من المعروضات التى يجب ألا تفوت أى زائر.

وعند صعود الدرج العظيم باتجاه قاعة توت عنخ آمون، ينبغى للزوار أن يتوقفوا أمام ما يُعرف بـ«لوحة الترميم»، التى توثق فترة من التاريخ المصرى وتربط بين الدرج العظيم وقاعات توت عنخ آمون، تروى النقوش الهيروغليفية على اللوحة كيف أن سياسات توت عنخ آمون كفرعون أصلحت تجاوزات والده إخناتون، الذى أُزيل اسمه من السجلات التاريخية، ولم يُذكر لاحقا إلا بوصفه «عدو أخت أتون» عاصمة إخناتون.

وعلى الدرج نفسه، يقف رأس حجرى لإخناتون فى مواجهة تماثيل الملوك الآخرين، وكأنه يمثل فرعونا مختلفا عن سابقيه ولاحقيه. الوقوف أمام لوحة الترميم هو تمهيد مثالى لأكثر قاعات المتحف انتظارا - قاعة كنوز توت عنخ آمون، التى تضم آلاف القطع المكتشفة من مقبرته الشهيرة.

تُظهر لوحة الترميم كيف تفوّق توت عنخ آمون على أسلافه، إذ أعاد عبادة الإله آمون، وزاد من أعداد العمال والموارد وثروة معبد الإله، وتصف النصوص كيف ابتهجت قلوب جميع الآلهة والإلهات، وكيف هتفت ضفاف النيل فرحا بالملك المنتصر الذى أزال الانحرافات الاقتصادية والدينية التى حدثت فى عهد إخناتون، وبينما يُبهر الزائر بما يعرض من كنوز توت عنخ آمون فى القاعة الجديدة، سيكون من المفيد أن يتأمل لوحة الترميم وما تعكسه من استثمار هائل فى إصلاح مصر خلال حكم الملك القصير الذى لم يتجاوز تسع سنوات.

القاعة الرئيسية

وعند الوصول إلى قمة الدرج العظيم، يتجه الزائر يسارا إلى القاعة الرئيسية، المقسمة إلى اثنتى عشرة غرفة تُعرض فيها روائع الفن المصرى القديم إلى جانب مكتشفات حديثة وأشياء بسيطة فى ظاهرها لكنها تلقى الضوء على موضوعات أساسية، ويُعد تنظيم القاعة الرئيسية إنجازا مبهرا فى حد ذاته، إذ يستطيع الزائر استكشاف ثلاثة محاور رئيسية، «المجتمع» و«الملوكية»، و«المعتقدات»،  فى قاعات متوازية تمتد من العصور ما قبل التاريخ حتى العصر الرومانى، كما يمكنه أن يسلك طريقا زمنيا واحدا يمر من خلال هذه المحاور الثلاثة فى كل حقبة، فيتتبع مثلا المجتمع والملوكية والمعتقدات فى عصر الدولة الوسطى والعصر الانتقالى الثانى «الغرف 07 و08 و09».

كانت هذه بعض المظاهر المدهشة التى شهدتها أثناء زيارتى للمتحف فى يونيو 2025، ومع اكتمال افتتاح قاعة توت عنخ آمون وعرض مركب خوفو فى الأول من نوفمبر، ستمنح مصر شعبها وزوارها من مختلف أنحاء العالم هدية التاريخ واحتفالا ببعض من أعظم إنجازات الإنسانية.

November 1, 2025 is a date that will be remembered—the day on which the greatest monument to any nation’s ancient history is fully opened to the world. The Grand Egyptian Museum fulfills the grandeur of its name. Its soaring atrium features a colossus of Ramesses II, and that pharaoh, who ruled nearly seven decades, would undoubtedly be thrilled to be the king that first greets visitors of the GEM.

The lowest level of the dramatically lit Grand Staircase highlights royal statuary, interspersed with shrines and architectural elements dedicated by kings to the gods. Those deities are the focus on the next landing, including such iconic gods as Ptah, and Sakhmet, and, especially, kings embodying gods, such as Osiris, or pharaohs incorporated in statue groups. It is fantastic to see the next set of monuments: stelae, which bear key hieroglyphic texts that explain important aspects of Egyptian theology. A smaller, subsidiary staircase left of the Grand Staircase showcases statues of Senwosret I and a remarkable king’s list (with impressive informational panel)—a must-see for all visitors.

On the Grand Staircase, as one ascends towards the Tutankhamun gallery, visitors should seek out the so-called “Restoration Stela,” which captures the turbulence of a historical moment and that connects the Staircase with the Tutankhamun galleries. The hieroglyphic text on the “Restoration Stela,” describe how Tutankhamun’s policies as king undid his father’s excesses, moral transgressions that caused Akhenaten to be exorcised from the historical record, ronly eferred to later as the anonymous “enemy of Akhetaten” (Akhenaten’s capital city). On the Grand Staircase, the stone head of Akhenaten set across the stairs from the other kings suggests a pharaoh apart.  Standing before the Restoration Stela is an ideal introduction to the the GEM’s most awaited gallery—the thousands of finds from the tomb of Tutankhamun.

The “Restoration Stela” celebrates how Tutankhamun surpasses his predecessors: he restored the worship of Amun, and increased the labor force, resources, and wealth of the deity’s temple. The hieroglyphic text emphasizes how the hearts of all the gods and goddesses rejoiced and the shores of the Nile shouted praise for the victorious king who swept away the irregularities—economic and theological—of Akhenaten’s reign. As one becomes overawed with Tutankhamun’s treasure in the newly-opened gallery, it is helpful to think of the Restoration Stela and the investment that went into Egypt’s transformation during the king’s brief, nine-year reign.

At the top of the Grand Staircase, the visitor turns left into the Main Gallery, which is divided into twelve rooms that present the masterpieces of ancient Egyptian art, alongside new discoveries, and seemingly modest objects that illuminate a theme. The organization of the Main Gallery is simply brilliant: the visitor can explore three themes—“Society,” “Kingship,” and “Beliefs”—in parallel galleries that proceed from the Prehistoric Period through the Roman era. Or, a visitor can travel through all three themes within a single chronological unit, before moving to the next era, and investigate “Society,” “Kingship,” and “Beliefs” in the Middle Kingdom and Second Intermediate Period (Rooms 07, 08, 09).

These were among the awe-inspiring aspects of the GEM when I visited in June 2025. When the Tutankhamun Gallery and Khufu Boat display are fully revealed on November 1, Egypt will be giving its citizens, and travelers from around the world, the gift of history and a celebration of some of man’s greatest accomplishments.

Dr. Colleen Darnell

كولين