فيسبوك
واتساب
قد تبدو الترقوة عظمة صغيرة لا تُثير الانتباه، لكنها تلعب دورًا أساسيًا في حركة الكتف وتوازن الجزء العلوي من الجسم. لذلك، عندما تتعرض للكسر، يشعر المصاب بألمٍ حاد وصعوبة فورية في تحريك الذراع. هذه الإصابة شائعة بين الرياضيين والأطفال والسائقين بعد الحوادث، لكنها قد تصيب أي شخص في لحظة سقوط غير متوقعة.
وفقًا لتقرير نشره موقع Cleveland Clinic، فإن كسر الترقوة يُعد من الإصابات العظمية الشائعة التي تنجم عادة عن السقوط المباشر على الكتف أو الذراع الممدودة، كما قد يحدث نتيجة اصطدام قوي أو حادث سير. وعلى الرغم من أن أغلب الحالات تُشفى بالعلاج التحفظي، إلا أن بعضها يتطلب تدخلًا جراحيًا دقيقًا لإعادة تثبيت أجزاء العظم في مكانها الصحيح.
ما الذي يحدث عند الكسر؟
تربط الترقوة بين عظمة القص ولوح الكتف، وتشكل محور الحركة في مفصل الكتف. وعند تعرضها للكسر، تنفصل أجزاؤها عن بعضها جزئيًا أو كليًا، مما يؤدي إلى ألم شديد وانتفاخ فوري في الجزء العلوي من الصدر أو قاعدة العنق. في بعض الحالات، قد يلاحظ المريض بروزًا واضحًا للعظم تحت الجلد، أو تغيرًا في شكل الكتف يجعله يبدو منخفضًا أو مائلًا للأمام.
كيف يشعر المريض؟
الأعراض تظهر عادة فور الإصابة، وتشمل ألمًا حادًا يزداد مع أي محاولة لتحريك الذراع، وتورمًا أو كدمة حول موضع الكسر، إضافة إلى سماع صوت طقطقة أو صرير عند الحركة. وقد يشعر بعض المرضى بخدرٍ بسيط في الذراع نتيجة ضغط العظم المكسور على الأعصاب المجاورة.
التشخيص الدقيق أساس العلاج
يبدأ التشخيص بفحص سريري شامل يركز على موضع الألم وحركة الكتف. وغالبًا ما يتم تأكيد الإصابة بواسطة الأشعة السينية، التي تُظهر مكان الكسر ونوعه بدقة. وفي بعض الحالات المعقدة، خاصة إذا كان الكسر متعدد الأجزاء أو قريبًا من المفصل، قد تُستخدم الأشعة المقطعية لتقييم الوضع بدقة أكبر قبل وضع خطة العلاج.
العلاج التحفظي
في معظم حالات كسر الترقوة، يُفضّل الأطباء العلاج غير الجراحي. يتم تثبيت الذراع باستخدام حمالة أو رباط خاص يمنع الحركة ويسمح للعظم بالالتحام الطبيعي خلال أسابيع قليلة. يرافق ذلك استخدام مسكنات الألم ومضادات الالتهاب عند الحاجة، إضافة إلى كمادات الثلج لتقليل الانتفاخ.
بعد المرحلة الأولى من التثبيت، يبدأ المريض تدريجيًا في العلاج الطبيعي، حيث تُنفذ تمارين لطيفة للحفاظ على مرونة المفصل ومنع تيبّسه. هذه الخطوة أساسية لاستعادة الحركة الطبيعية للكتف بعد التئام العظم.
متى تكون الجراحة ضرورية؟
يلجأ الأطباء إلى الجراحة فقط في الحالات التي يتحرك فيها العظم المكسور من مكانه أو عندما يكون الكسر متعدد القطع. في هذه الحالة، يقوم جرّاح العظام بإعادة ترتيب الأجزاء المكسورة وتثبيتها باستخدام صفائح ومسامير دقيقة تُزال لاحقًا أو تظل دائمة تبعًا للحالة. تساعد هذه التقنية في ضمان التحام سليم للعظم واستعادة الشكل الطبيعي للكتف.
المضاعفات المحتملة
رغم أن التئام كسر الترقوة يحدث غالبًا دون مشاكل، إلا أن بعض المرضى قد يعانون من تأخر في الالتحام أو تكون نتوء عظمي بارز في موضع الكسر. كما أن ضعف الحركة أو تيبّس الكتف قد يظهر في حال تأخر البدء بالعلاج الفيزيائي. ولهذا السبب، يُنصح بعدم استعجال العودة للنشاط البدني قبل التأكد من التئام العظم تمامًا عبر فحص الأشعة والمتابعة الطبية.
مدة الشفاء
تختلف فترة الشفاء من شخص لآخر، وتعتمد على العمر ونوع الكسر. فالأطفال عادةً يلتئم لديهم العظم في غضون أربعة إلى ستة أسابيع، بينما يحتاج البالغون إلى ما يقارب ثمانية إلى اثني عشر أسبوعًا. أما كبار السن أو من يعانون من هشاشة العظام فقد يستغرق شفاؤهم وقتًا أطول.
إشارات تستدعي التدخل الطبي العاجل
يجب التوجه فورًا إلى قسم الطوارئ إذا شعر المصاب بصعوبة في التنفس، أو لاحظ تنميلًا في الذراع، أو بدأ الألم يزداد حدّة رغم العلاج. فهذه الأعراض قد تدل على إصابة مصاحبة في الأعصاب أو الأوعية الدموية المجاورة.
