في واقعة نادرة تسلط الضوء على مرض يظنه الكثيرون حكرًا على النساء، قام الأطباء بتشخيص رجل يبلغ من العمر 42 عامًا بنوع عدواني من سرطان الثدي، بعد أن تجاهل لأشهر العلامات الأولى التي ظهرت عليه، معتقدًا أنها لا تستحق القلق، وفقا لموقع تايمز ناو.
الطاهي الأمريكي مات كيلي، المقيم في مدينة شيكاغو، اكتشف وجود كتلة صغيرة في صدره أثناء عمله، لكنه لم يهتم بها، لاقتناعه بأن سرطان الثدي لا يصيب الرجال إلا في سن متقدمة. ومع مرور الوقت، بدأت أعراض أكثر وضوحًا في الظهور، منها انقلاب الحلمة إلى الداخل، ما دفع زوجته إلى الإصرار على استشارته طبيبًا مختصًا.
أجرى كيلي سلسلة من الفحوصات، بينها التصوير المقطعي بالإصدار البوزيتروني (PET)، لتكشف النتائج الصادمة إصابته بسرطان الثدي في مرحلته الرابعة، بعد أن انتشر إلى العقد اللمفاوية والعظام، وخاصة العمود الفقري.
تلقى كيلي خبر إصابته قبل يومين فقط من عيد الميلاد، ليبدأ بعدها مباشرة رحلة العلاج الكيميائي إلا أن الفحوص اللاحقة أظهرت أن العلاج لم يُجدِ نفعًا، وأن الأورام استمرت في النمو وهو ما اضطر الأطباء إلى إعادة تقييم خطة العلاج والبدء في دواء موجه حديث، يساعد على السيطرة على المرض وتمكين المريض من التعايش معه.
وقال كيلي في تصريحات لصحيفة الإندبندنت: "أنا الآن في حالة غموض، فالسرطان لا يظهر في جسدي حاليًا، لكن العلاج هو ما يمنعه من العودة. أتلقى جلسة علاج كل ثلاثة أسابيع مدى الحياة. أريد فقط أن أعيش كل يوم بأفضل شكل ممكن"، وأضاف كيلي ناصحًا الرجال: "افحصوا أنفسكم، وإذا لاحظتم أي تغير غير طبيعي، لا تترددوا في زيارة الطبيب. تجاهلي للأعراض كاد يكلفني حياتي."
سرطان نادر يصيب الرجال أيضًا
سرطان الثدي لدى الرجال من الأمراض النادرة جدًا، إذ يمثل أقل من 1% من إجمالي حالات سرطان الثدي عالميًا وغالبًا ما يشخص المرض في مرحلة متأخرة بسبب قلة الوعي وتجاهل الأعراض الأولية.
ويؤكد الأطباء أن أكثر أنواع السرطان شيوعًا لدى الرجال هو سرطان القنوات الغازي، وهو النوع الذي يبدأ في قنوات الثدي وينتشر إلى الأنسجة المحيطة. وتتشابه طرق علاجه مع طرق علاج النساء، وتشمل الجراحة والإشعاع والعلاج الكيميائي والعلاج الهرموني.
ورغم أن سبب إصابة الرجال بسرطان الثدي ما زال غير مفهوم تمامًا، فإن الأطباء يشيرون إلى أن المرض يحدث عندما يتغير الحمض النووي داخل خلايا الثدي، فتبدأ الخلايا في الانقسام بسرعة دون توقف، مكوّنةً أورامًا قد تنتشر إلى أعضاء أخرى.
عوامل الخطر
من أبرز عوامل الخطر التي تزيد احتمالية إصابة الرجال بسرطان الثدي:
التقدم في العمر (غالبًا بعد سن الـ60).
وجود تاريخ عائلي للمرض.
الطفرات الجينية خاصة في جين BRCA2.
ارتفاع مستويات هرمون الإستروجين في الجسم.
أمراض أو مشاكل في الخصيتين قد تؤثر على التوازن الهرموني.
ويشير الخبراء إلى أن الرجال لا يمتلكون نفس الكمية من أنسجة الثدي كالنساء، لكن وجود أي تغيرات فيها، مثل كتلة، إفرازات من الحلمة، أو تغير في شكلها، يجب أن يُفحص فورًا.
أهمية الكشف المبكر
يؤكد الأطباء أن الكشف المبكر هو العامل الأهم في رفع نسب الشفاء، حيث تزداد فرص النجاة إذا تم اكتشاف الورم قبل انتشاره. وتشدد الجمعيات الطبية على ضرورة نشر الوعي بين الرجال بخصوص هذا المرض النادر، لتجنب الحالات التي تصل إلى المراحل المتأخرة مثل حالة كيلي.