محمود عبد الراضى يكتب: وزارة الداخلية تدخل عصر الروبوت والدرون.. أجهزة ذكية لحماية الأرواح.. تستخدم أسلحة المستقبل فى مكافحة الجريمة.. الشرطة تُعيد تعريف الأمن فى القرن 21 بالتكنولوجيا الحديثة

الخميس، 09 أكتوبر 2025 11:00 م
محمود عبد الراضى يكتب: وزارة الداخلية تدخل عصر الروبوت والدرون.. أجهزة ذكية لحماية الأرواح.. تستخدم أسلحة المستقبل فى مكافحة الجريمة.. الشرطة تُعيد تعريف الأمن فى القرن 21 بالتكنولوجيا الحديثة وزارة الداخلية تدخل عصر الروبوت والدرون

كتب محمود عبد الراضي

تواصل وزارة الداخلية خطواتها نحو التحديث والتطوير الشامل في مختلف قطاعاتها، عبر دمج أحدث التقنيات والأجهزة الذكية في منظومة العمل الأمني، بما يعكس رؤية واضحة لمستقبل يعتمد على التكنولوجيا في تعزيز قدرات رجال الشرطة، وتحقيق أعلى معدلات الأمن والاستجابة السريعة، إلى جانب تقليل المخاطر التي قد تتعرض لها القوات أثناء أداء مهامها.

من يتابع ما شهدته احتفالية تخريج دفعة جديدة من طلاب أكاديمية الشرطة، لا بد أنه لاحظ النقلة النوعية في منظومة العمل الشرطي، ليس فقط على مستوى التدريب والتأهيل، بل في نوعية المعدات والوسائل التي دخلت الخدمة حديثًا، لتجعل من جهاز الشرطة أكثر استعدادًا للتعامل مع مختلف السيناريوهات الأمنية المعقدة، ومواكبة التطور الذي يشهده العالم في المجال الأمني.

من أبرز النماذج التي جذبت الانتباه خلال الاحتفالية، ظهور جهاز مبتكر يحمل اسم الكلب روبرت، وهو روبوت ذكي يأخذ شكل وحجم كلب، تم تزويده بقدرات خاصة تجعله مؤهلًا لاقتحام الأماكن الخطرة والضيقة والمعقدة التي يصعب على العنصر البشري دخولها.

يتمتع الروبوت بقدرة عالية على الحركة وتجاوز العوائق، كما أنه مزود بوسائل تتيح له تبادل إطلاق النار مع العناصر الإجرامية شديدة الخطورة، بما يحافظ على حياة القوات ويقلل احتمالات وقوع إصابات بين صفوف رجال الشرطة خلال المواجهات المسلحة.

ولا يقل عنه في الأهمية جهاز المدرعة الصغيرة "ردع"، التي تم تطويرها لتكون قادرة على دخول المساحات الضيقة والأماكن الوعرة، وهي مزودة بتقنيات إطلاق نار متقدمة، ما يجعلها عنصرًا حاسمًا في العمليات التي تتطلب اقتحامات دقيقة وسريعة. صغر حجمها يمنحها أفضلية الحركة في الشوارع الضيقة أو داخل الأبنية، مع الحفاظ على جاهزيتها القتالية لمواجهة الخارجين عن القانون.

وفي مواجهة الحرائق، أضافت وزارة الداخلية مؤخرًا إلى أدواتها وحدة متطورة في مجال الدفاع المدني، وهي وحدة درون الإطفاء.

تعمل هذه الوحدة على الوصول إلى مواقع الحرائق المرتفعة أو التي تقع داخل أبنية متعددة الطوابق، وهي أماكن يصعب أحيانًا الوصول إليها بالطرق التقليدية.

تتيح هذه التقنية الحديثة إخماد الحرائق بسرعة وفعالية، وتقلل بشكل كبير من حجم الخسائر، سواء في الأرواح أو الممتلكات، خاصة في الحالات التي تكون فيها الكثافة السكانية عالية، أو التي يصعب فيها التدخل البشري المباشر.

تكمن أهمية هذه الوحدة ليس فقط في دعم جهود الإطفاء، بل أيضًا في دورها في الحفاظ على حياة رجال الدفاع المدني، حيث يمكن توجيهها عن بعد دون تعريض أفراد الطواقم للمخاطر، مما يجعل من استخدامها إضافة نوعية لمنظومة الحماية المدنية في مصر.

هذا التطوير اللافت في بنية وزارة الداخلية يأتي في إطار رؤية أوسع لتحديث العمل الشرطي، ورفع كفاءة الأجهزة الأمنية، من خلال الاستفادة من أحدث ما توصل إليه العلم والتكنولوجيا في المجالات الأمنية والدفاعية. ولا يقتصر هذا التطوير على المعدات فقط، بل يشمل أيضًا منظومة التدريب، والتي باتت تعتمد على محاكاة سيناريوهات واقعية، واستخدام تقنيات الواقع الافتراضي والذكاء الاصطناعي، ما يؤهل الضباط والجنود للتعامل مع التحديات المعقدة بمرونة واحترافية.

تأهيل الكوادر الشرطية بالتوازي مع تحديث المعدات يعكس إدراكًا لدى وزارة الداخلية بأن الأمن في العصر الحديث لم يعد قائمًا فقط على العنصر البشري، بل على منظومة متكاملة تشمل التكنولوجيا والتدريب والتخطيط الدقيق، وهو ما يظهر جليًا في أداء الأجهزة الأمنية خلال التعامل مع مختلف القضايا سواء الجنائية أو الإرهابية أو المجتمعية.

اللافت في المشهد أيضًا هو أن هذه الإنجازات لم تعد حكرًا على العواصم أو المدن الكبرى، بل بدأت تنتشر تدريجيًا في قطاعات ومديريات الأمن بمختلف المحافظات، ما يشير إلى خطة استراتيجية شاملة لا تقتصر على العروض أو المناسبات، بل على تغيير جوهري في فلسفة العمل الأمني اليومي.

وبينما تتصاعد التحديات الأمنية في العالم، تضع وزارة الداخلية قدمها على طريق التحديث المستدام، لتصبح واحدة من الجهات التي تسعى فعليًا لجعل التكنولوجيا حليفًا أساسيًا في حماية الوطن والمواطن.

من حق المصريين أن يشعروا بالفخر تجاه هذه الطفرة التي يشهدها جهاز الشرطة، سواء على مستوى المعدات أو الكوادر البشرية، في ظل سعي مستمر نحو التميز وتقديم نموذج حديث لرجل الشرطة القادر على حماية الأمن العام بأدوات علمية وتقنيات تواكب العصر.

 




أخبار اليوم السابع على Gogole News تابعوا آخر أخبار اليوم السابع عبر Google News
قناة اليوم السابع على الواتساب اشترك في قناة اليوم السابع على واتساب