خصلات الشعر قد تتنبأ بمستويات التوتر والاكتئاب عند الأطفال.. دراسة توضح

الأربعاء، 08 أكتوبر 2025 05:00 ص
خصلات الشعر قد تتنبأ بمستويات التوتر والاكتئاب عند الأطفال.. دراسة توضح التوتر عند الأطفال

كتبت فاطمة خليل

كشفت دراسة كندية حديثة عن نتائج علمية مثيرة قد تغير الطريقة التي يُشخص بها الأطباء المخاطر النفسية لدى الأطفال، الدراسة التي نُشرت في مجلة Stress and Health أوضحت أن عينات الشعر والدم يمكن أن تحمل مؤشرات بيولوجية تساعد على التنبؤ بمستويات التوتر والقلق والاكتئاب، خاصة لدى الأطفال المصابين بأمراض مزمنة مثل الربو والسكري والتهابات المفاصل.

الإجهاد في الجسم والإجهاد في العقل

قام باحثون من جامعة واترلو بمتابعة 244 طفلا يعانون من أمراض جسدية مزمنة على مدار أربع سنوات. اعتمدوا على تحليل عينات من الشعر لقياس تراكم هرمون الكورتيزول، وهو الهرمون المسئول عن الاستجابة للتوتر على المدى الطويل.

أظهرت النتائج أن أكثر من ثلثي هؤلاء الأطفال يعانون من ارتفاع مزمن في مستوى الكورتيزول، وكانوا أكثر عرضة للإصابة بالاكتئاب والقلق ومشاكل عاطفية أخرى، في المقابل الأطفال الذين انخفضت لديهم مستويات الكورتيزول كانوا أقل عرضة للمشاكل النفسية.

قالت إيما ليتلر، طالبة الدكتوراه في علوم الصحة العامة بجامعة واترلو والمؤلفة الرئيسية للدراسة: "العيش مع مرض مزمن يعني مواجهة تحديات يومية مثل تناول الدواء بانتظام، أو التأقلم مع الدراسة والأنشطة، وكل هذه العوامل تضغط على نفسية الأطفال بشكل كبير وقياس مستوى الكورتيزول في الشعر قد يساعدنا على تحديد الأطفال الأكثر حاجة إلى التدخل المبكر".

إلى جانب ذلك، أجرت دراسة أخرى تحت عنوان "تعدد الأمراض لدى الأطفال والشباب على مدار حياتهم" (MY LIFE) متابعة لـ 263 طفلا مصابين بأمراض مختلفة، قدم 128 منهم عينات دم خضعت للفحص للكشف عن السيتوكينات، وهي بروتينات تعكس حالة الجهاز المناعي.

وأظهرت النتائج أن ارتفاع مستويات بعض المؤشرات الالتهابية مثل عامل تحفيز مستعمرات الخلايا المحببة (G-CSF) ارتبط بزيادة معدلات القلق والاكتئاب، بينما ارتبط عامل تحفيز مستعمرات الخلايا المحببة والبلعمية (GM-CSF) بمشاكل أخرى مثل العدوانية وفرط النشاط. لكن المثير أن ارتفاع مستوى الإنترلوكين-6 (IL-6)، وهو مؤشر معروف على الالتهابات، ارتبط بشكل غير متوقع بانخفاض الصعوبات السلوكية والعاطفية، ما يشير إلى أن الالتهاب لا يكون دائما ضارا وقد يؤدي أحيانا إلى أدوار وقائية.

الصحة العقلية للأطفال

أظهرت البيانات أن الأطفال أنفسهم أبلغوا عن مستويات عالية من الأعراض النفسية في بداية الدراسة، بما يكفي لإثارة القلق وعلى الرغم من أن تقارير الآباء كانت أقل حدة، فإن معظم الأعراض استمرت ولم تتغير بشكل ملحوظ مع مرور الوقت. المدهش أن نوع المرض المزمن لم يكن العامل الأهم، بل مجرد وجود المرض نفسه هو ما جعل الطفل أكثر عرضة للمشاكل النفسية.

يقول الدكتور مارك فيرو، أستاذ بجامعة واترلو والمؤلف المشارك في الدراستين: "كورتيزول الشعر مؤشر بيولوجي غير ملحوظ وسهل الاستخدام، ويمكن أن يساعد الأطباء على تتبع مستويات التوتر لدى الأطفال كما أن المؤشرات المناعية في الدم قد تفتح آفاقا جديدة لفهم العلاقة بين الجسد والعقل".

تتميز الدراستان بأنهما تابعتا الأطفال على مدى سنوات طويلة، وليس عبر زيارات متقطعة، مما سمح بمراقبة أدق لمسار التوتر والالتهاب وتطور الأعراض النفسية. ومع ذلك، واجه الباحثون بعض القيود مثل قلة الحالات التي ظهرت فيها بعض المؤشرات الحيوية أو غياب السجلات الطبية التي قد تؤثر على النتائج.

استخدامات عملية محتملة

إذا تأكدت هذه النتائج في دراسات مستقبلية، فقد يصبح من الممكن إجراء فحص بسيط باستخدام خصلة شعر أو عينة دم لتحديد الأطفال الأكثر عرضة للاضطرابات النفسية هذا قد يتيح للأطباء التدخل مبكرا وتقديم الدعم النفسي قبل أن تتفاقم الأعراض.
 



أخبار اليوم السابع على Gogole News تابعوا آخر أخبار اليوم السابع عبر Google News
قناة اليوم السابع على الواتساب اشترك في قناة اليوم السابع على واتساب