"عبد الله"سوبر مان جديد فى الجيزة.. اقتحم النيران بعد محاصرة سكان عقار فى الهرم وأنقذ مسنة من الموت.. ضحى بنفسه فى سبيل الإنسانية وأصيب جسده بحروق.. ويردد من داخل المستشفى: هل هقدر أرجع لحياتى تانى.. صور

الأحد، 05 أكتوبر 2025 12:33 م
"عبد الله"سوبر مان جديد فى الجيزة.. اقتحم النيران بعد محاصرة سكان عقار فى الهرم وأنقذ مسنة من الموت.. ضحى بنفسه فى سبيل الإنسانية وأصيب جسده بحروق.. ويردد من داخل المستشفى: هل هقدر أرجع لحياتى تانى.. صور عبد الله سوبر مان الجيزة

كتب بهجت أبو ضيف

"إلحقونا إحنا بنموت"، هكذا كان يصرخ سكان العقار المشئوم، بعد أن حاصرتهم النيران، وأعلنوا عجزهم عن الإفلات من اللهب الذي يقترب منهم في كل لحظة، أرواحهم كادت أن تفارقهم، حتى أعلن أفراد أسرة مكونة من زوجين وإبنهما استسلامهما، بعد أن فشلوا في سلوك طريق النجاة.

رائحة الموت بدأت تنتشر في العقار الكائن بحي فيصل، في الهرم بمحافظة الجيزة، ترغب في التسلل إلى باقي سكانه، في الوقت الذي تزداد فيه السنة النيران، ترغب في ابتلاع آخرين، وتدوين أسماءهم في قائمة ضحاياها، ومن بين السكان المحاصرين، كانت سيدة مسنة كادت أن تعلن استسلامها للموت، بعد أن بدأت تفقد أملها في النجاة.


عقب اشتعال النيران في العقار، تجمع عدد كبير من الأهالي، يسعون لتقديم المساعدة للسكان المحاصرين، لكن شدة اشتعال النيران، وسرعة امتدادها، لاندلاعها بمحل ملابس بالطابق الأرضي، واحتواءه على مواد تساعد على الاشتعال، دفعتهم لانتظار رجال الحماية المدنية، مع بعض المحاولات للتسلل وتقديم المساعدة.

"عبد الله" شاب يبلغ من العمر 21 عاما، يقيم بالقرب من العقار الذي شهد الكارثة، سارع فور مشاهدته الحريق لتقديم المساعدة، لكنه لم يستسلم أمام النيران التي بدا أنها مستعدة لأكل كل من يقترب منها، بل تسعى لاقتناص الأرواح، ودفعته شهامته لاتخاذ قرار بضرورة تقديم المساعدة مهما كلفه الأمر حتى لو كان الثمن حياته.

بدأ "عبد الله" في مغامرته المحفوفة بالمخاطر، محاولا الوصول لسكان العقار المحاصرين، وتمكن من خلال منزل مجاور، من الصعود لأعلاه، ثم التسلل للعقار المحترق، ووصل إلى السيدة المسنة التي كادت أن تصل النيران لها، احتمت به، بعد أن بدا لها كأنه "سوبر مان"، الذي يظهر في اللحظة الأخيرة، وتمكن من إنقاذه من الحريق، إلا أنهما أثناء الإفلات من الموت، أصيبا بحروق بأنحاء جسديهما.

وصل رجال الحماية المدنية للعقار، وبدأوا في عملهم، بإنقاذ السكان واحدا تلو الأخر، إلا أن الحزن حجز له مقعدا وسط المأساة، بعد أن تم العثور على زوجين وإبنهما مفارقين الحياة داخل شقتهم، إثر الحريق.

سيارة إسعاف نقلت السيدة المسنة إلى المستشفى لإسعافها، وسيارة أخرى كانت تنقل "عبد الله" في تلك اللحظة، بعد أن طالت النيران جسده كاملا، أثناء مهمته الإنسانية في الإنقاذ، لينتهي به المطاف داخل إحدى غرف مستشفى أهل مصر لعلاج الحروق، لإجراء عملية جراحية له، بعد أن تعرض جسده النحيل للتشوه.

"أحمد" شقيق الضحية كشف لـ"اليوم السابع" أن شقيقه لم يفكر كثيرا عندما وصلت إليه صرخات سكان العقار المحتجزين، فسارع محاولا إنقاذهم، لينتهي به الأمر طريحا بالمستشفى، بعد أن احترق جسده كاملا.

أضاف أن شقيقه لم يفكر كثيرا في المخاطر، ورغم أنهم يشعرون باللوم تجاهه، بسبب المأساة التي وضع نفسه بها، إلا أنهم يشعرون بالفخر لشهامته، ومساعدته السيدة المسنة في النجاة من الموت، رغم أنه كان بمقدوره الانتظار لوصول رجال الحماية المدنية لتقديم المساعدة لسكان العقار.

"إسلام" إبن عم "عبد الله"، طالب المهندس عادل النجار، محافظ الجيزة بزيارته بالمستشفى، لتقديم الدعم المعنوي المعنوي، والمساندة النفسية، لتعزيز ثقته بنفسه، خاصة أن حالته النفسية بدأت تتأثر سلبيا، بعد أن وجد نفسه طريح الفراش، وجسده بأكمله محترقا، ودائما يردد " هل هرجع تاني لحياتي الطبيعية وال مش هقدر".

 
 
عبدالله منقذ السيدة المسنة (2)
عبدالله منقذ السيدة المسنة 

عبدالله منقذ السيدة المسنة (3)
عبدالله منقذ السيدة المسنة 

عبدالله منقذ السيدة المسنة (4)
عبدالله منقذ السيدة المسنة

عبدالله منقذ السيدة المسنة (1)
عبدالله منقذ السيدة المسنة
 
 
عبدالله منقذ السيدة المسنة
عبدالله منقذ السيدة المسنة

 




أخبار اليوم السابع على Gogole News تابعوا آخر أخبار اليوم السابع عبر Google News
قناة اليوم السابع على الواتساب اشترك في قناة اليوم السابع على واتساب