أكرم القصاص

سيناريوهات الحرب والمناورات فى غزة.. أسئلة ضرورية وإجابات غائبة!

الجمعة، 03 أكتوبر 2025 10:00 ص


الحرب فى غزة، تدخل توقيتا خطرا بالفعل، وتفرض على كل طرف السعى لتحقيق هدف ما، تُكمل الحرب عامين بعد أربع أيام، إذا حسبنا البداية منذ 7 أكتوبر 2023، ولم يكن كثيرون يتوقعون أن تتواصل الحرب بهذه القوة وتصل إلى حد تدمير شامل وإبادة فى غزة، لتمثل أطول حروب إسرائيل فى تاريخها، والتى دمرت غزة بكل ما فيها تقريبا، بينما لا يمكن القول عن حماس - أو أى من الأطراف التى قررت تنفيذ طوفان 7 أكتوبر - أنها حققت أى من الأهداف التى وضعها من خططوا للعملية، ولا يمكن اكتشاف الهدف أو التوصل إلى الغاية من هذا الطوفان، وليست فى الأمر «معايرة» لكنها وقفات مهمة، ونكرر أن حماس والفصائل التى تحكم غزة، وصلت إلى الحكم بناء على اتفاقىِّ «أوسلو»، و«غزة - أريحا»، وبالتالى فهى جماعات سياسية، وإن كانت انتزعت السلطة فى انقسام 2007، ولم تعد وحدة الفلسطينيين قائمة.


وقد يطرح البعض أسئلة عن مناسبة هذا الكلام، بينما الحرب تتواصل والاحتلال يمارس أكثر جرائم الحرب عنفا، والإجابة أنه التوقيت الذى تظهر فيه مشروعات اتفاق من قبل الرئيس الأمريكى ووعود بوقف الحرب، والبدء فى عملية سلام معقدة، فى المقابل لا يمكن التقاط أى نوع من المقاومة باستثناء عمليات استعراضية، مع بعض البيانات والشعارات، والتى تشير إلى غياب تام لقيادات كثيرة، كانت تستطيع التعامل بمناورات أو التبادل بين الحرب والسلام، لكن هذه القيادات تغيب بينما تتصدر القيادات العسكرية من صفوف متأخرة، وفى الوقت ذاته تبدو القيادات المقيمة فى قطر عاجزة عن التعامل مع الواقع الذى يفرضه اقتراح ترامب.


فتحت عملية 7 أكتوبر الباب لحرب إبادة، وإحياء مخططات التهجير لسكان غزة مع تدمير شامل للمبانى والمدارس والمستشفيات بشكل حاول جعل غزة غير قابلة للعيش، وتزامن هذا مع عمليات نوعية واغتيالات متعمدة لقيادات سياسية، سواء اغتيال العارورى فى لبنان، أو إسماعيل هنية فى طهران، والأمين العام لحزب الله حسن نصر الله، وعدد من خلفائه، ويحيى السنوار، خليفة «هنية»، وشقيقه محمد، ومحمد الضيف، وتفاعلات إقليمية امتدت إلى لبنان وسوريا وإيران وتركيا، ومشروعات تهجير تصدت لها مصر، ولا تزال.


كل هذا صنع خلخلة سياسية، وتطلّب تفكيرا وقياسات سياسية، ولا يكفى القول إن المقاتلين يعرفون طريقهم، وإن من يقاوم هو الذى يعرف، والواضح أن رد الفعل تجاه الإبادة ضعيف، وهناك خسائر ضخمة تتطلب تكتيكات تنقذ ما يمكن إنقاذه وتوقف المقتلة والابادة، لكن الواقع أن السياسة تغيب وتبدو خطوات الفصائل غير محسوبة ولا تقود إلى تطور، بل العكس حيث إن متابعة الشروط التى تتضمنها مشروعات الاتفاقات تكشف عن زيادة شروط الاحتلال مقابل ضعف وتراجع الطرف الآخر،  وبالتالى فإن ما يجرى من أفعال واستعراضات يبدو - فى بعض الأحيان - خارج نطاق السياسة، ويدخل فى حسابات الاستعراض وكسب التأييد الافتراضى أكثر من تحديد أهداف استراتيجية.


الحرب التى تكمل 24 شهرا، وشهدت تداعيات وتحولات ضخمة على كل الجبهات،  لا تكفى لفهمها القوالب الجاهزة، أو البكائيات لاستيعاب وقائع كان واضحا منذ بدايتها أنها تختلف عما سبق طوال عقود، ولا تكفى المزايدات على الأطراف التى تبذل جهودها لوقف الحرب، وتقدم مساعدات وتسعى لعقد اتفاقات، كان يمكن أن تكون بشروط أفضل قبل شهور، وكل فترة تتراجع الشروط ويبدو الموقف ضعيفا، هناك حاجة إلى الشجاعة فى التعامل من قبل حماس وغيرها، الذين يحكمون منذ 2007، ما يجعلهم جماعة سياسية يُفترض أن تعمل بمسؤولية، ولا تحاول التخفِّى خلف قناع مقاومة غائبة تفتح المجال لمزيد من الدماء من دون مقابل.


هناك زخم عالمى يمكن الاستفادة منه، واعترافات بالدولة الفلسطينية، تنتظر مسارات سياسية يفترض أن تستفيد من هذا كله، بعيدا عن سياقات لم تنتج سوى المزيد من المآسى، فهذا وقت السياسة بعيدا عن الانقسام والمزايدات.


 

 




أخبار اليوم السابع على Gogole News تابعوا آخر أخبار اليوم السابع عبر Google News
قناة اليوم السابع على الواتساب اشترك في قناة اليوم السابع على واتساب



الرجوع الى أعلى الصفحة