أكرم القصاص

السيسى وأنفاق سيناء.. رسائل التنمية والسلام والإعمار والردع والتكهنات!

الثلاثاء، 28 أكتوبر 2025 10:00 ص


فى كلمته الموجزة باحتفالية «وطن السلام»، وردت جملة عابرة فى كلمة الرئيس عبدالفتاح السيسى أثارت الكثير من النقاش والتحليلات من قبل بعض المواقع والقنوات، بالرغم من أن الرئيس كان يتحدث عما هو معلن ومعروف من سنوات، فقال: «إحنا ربطنا سيناء للى مش واخد باله.. فى 6 أنفاق موجودة تحت القناة «السويس» عشان سيناء ومصر أو الدلتا حتة واحدة».. الجملة وردت أثناء احتفالية تحمل معنى السلام، وتطلق فيها مصر رسالة سلام، ومع هذا فقد أثارت «سى إن إن عربية» تفاعلا وتكهنات بين نشطاء على مواقع التواصل الاجتماعى بعد تصريح أدلى به، كاشفا وجود 6 أنفاق تحت قناة السويس تربط شبه جزيرة سيناء بالدلتا، والواقع أن الرئيس كان يقر حقيقة ولم يكشف جديدا، لكن الكلمة بدت محملة برسالة أو رسائل باتجاهات مختلفة، وبالرغم من أنها جاءت فى احتفالية سلام، لكنها بدت فى سياقات أخرى.


والواقع أن من بين أكبر إنجازات مصر، خلال السنوات العشر الأخيرة، أنفاق قناة السويس، وهى بالفعل ضمن أعمال كان الرئيس السيسى يلبى فيها مطالب لنخب وعلماء وخبراء على مدى عقود، على أن تبقى سيناء متصلة عضويا بالوادى والدلتا، وكانت المطالب منذ خرج الاحتلال من سيناء كنتيجة لسلام القوة، الذى أبرمه الرئيس الراحل أنور السادات، على أن يتم تعمير سيناء، وتقوم فيها مجتمعات قابلة للنمو والتطور، وألا تبقى فراغا خاليا بينما تحمل كنزا من الخير، تصلح للزراعة والصناعة بجانب السياحة، وهو مجال تم التوسع به فى جنوب سيناء، بينما بقى أقل فى الشمال، ومع هذا فقد بقيت مطالب الجميع بأن المدن تصمد وتبقى قادرة على مواجهة أى نوع من التحركات الخارجية. 


ظلت ممرات التنمية والأنفاق فى سيناء حلما لكبار المفكرين والخبراء فى التخطيط والتنمية البشرية، وربما لا يعرف كثيرون أن ممرات التنمية وتعمير سيناء تحقق حلم المفكر العظيم الراحل الدكتور جمال حمدان، الذى اعتبر «سيناء هى مصر الصغرى»، وذلك فى دراسته المهمة «سيناء فى الاستراتيجية والسياسة والجغرافيا»، تمتلك سيناء إمكانيات زراعية وصناعية تسمح بإقامة مجتمعات قابلة للبقاء والتوسع، وتجمعات سكانية يمكن أن تستوعب 5 ملايين على الأقل، وهو ما بدا واضحا فى خطط الدولة على مدى السنوات الأخيرة، حيث وضع الرئيس عبدالفتاح السيسى، تنمية سيناء كأولوية، وتم إنفاق مئات المليارات، بدأت بإقامة أنفاق سيناء فى الإسماعيلية وبورسعيد والسويس، التى ربطت سيناء بالوادى والدلتا، وكبارى معلقة وشبكة طرق، بجانب محطات تنقية المياه وإعادة استخدامها، واستصلاح عشرات الآلاف من الأفدنة تخلق فرص عمل مستمرة ومجتمعات مستقرة.


تبنت الدولة منذ عام 2014 الخطة الوطنية لتنمية شبه جزيرة سيناء، لوضعها على مسار التنمية الحقيقية، وتغيير وجه الحياة بمشروعات كبيرة واستثمارات أكثر من 600 مليار جنيه خلال 9 سنوات، وإطلاق 8 مشروعات ومناطق صناعية على خريطة الاستثمار الصناعى، ونصيب كبير من المنطقة الاقتصادية لقناة السويس تبلغ مساحتها الإجمالية 455 كم2، وتكلفة البنية التحتية والاستثمارات داخل المنطقة نحو 18 مليار دولار، توفر مشروعات المنطقة 100 ألف فرصة عمل مباشرة.


كل هذا يعنى البناء والتنمية والإعمار، لكن التصريحات التى جاءت فى رسالة سلام أثارت تكهنات أخرى، ربما لأن فى الخلفية كانت خطوط مصر الحمراء خلال عامى العدوان على غزة، ومن البداية وضعت مصر خطوطا حمراء، رفضا للتهجير والتزاما بالحق الفلسطينى، وخلال العامين، حاول الاحتلال استفزاز مصر، وأطلق منصات تنظيم الإخوان لدعم توجهات التهجير، بل إنه سرب اتهامات بأن مصر تحرك قواتها فى سيناء، كانت التسريبات الأخرى أن جيشا مصريا يحمى كل شبر فيها، وخرجت بعض المواقع تنشر تحليلات عن قدرة الجيش المصرى على الانتشار بسيناء وكل مصر فى ساعات قليلة، وربما لهذا أعادت رسالة الرئيس، التى ذكر فيها الأنفاق، التكهنات، لكن مصر تبقى متمسكة بسلام القوة، ولا تتخلى عن قدرات الردع، وسيناء تشهد إعمارا بكل الاتجاهات، وتنمية كل مشروع فيها يحمل اسم «السلام» رمزا للقوة والرشد والردع من دون أى كلام.




أخبار اليوم السابع على Gogole News تابعوا آخر أخبار اليوم السابع عبر Google News
قناة اليوم السابع على الواتساب اشترك في قناة اليوم السابع على واتساب



الرجوع الى أعلى الصفحة