في عمق محاجر المنيا، يقف العامل وسط سحب كثيفة من الغبار الأبيض، يواجه ماكينة التقطيع بثبات كأنه يقاتل جبلًا لا يلين. هنا، لا صوت يعلو على هدير الحديد، ولا فاصل بين الحياة والخطر.
هؤلاء العمال يبدؤون نهارهم قبل طلوع الشمس، في مهنةٍ يختلط فيها العرق بالغبار، ليصنعوا من الصخر لقمة العيش. ما بين ضجيج الماكينات وقسوة الجبل، تتجسد معاني الصبر والاجتهاد في العمل في أبهى صورها.
هذه اللقطة التي وثقتها "عدسة اليوم السابع" تختصر حكاية آلاف الوجوه السمراء المنحوتة من الشقاء، التي تحفر في قلب الصحراء بصلابة لا تهزمها الأيام. رغم نقص ما يلزم من معدات للحفاظ على سلامتهم وحماية صحتهم وحياتهم من مخاطر المهنة.

عامل يقوم بتقطيع الحجر فى محجر بمحافظة المنيا