مليارا كوب يوميًا.. القهوة تواجه أخطر أزمة منذ عقود.. إنتاج البرازيل يتهاوى ويصبح على حافة الانهيار.. تهديدات أمريكية للبن الكولومبى.. وأسعار تاريخية تُربك أسواق أوروبا.. وتغير المناخ والجفاف ينهى مستقبل البن

الجمعة، 24 أكتوبر 2025 02:00 ص
مليارا كوب يوميًا.. القهوة تواجه أخطر أزمة منذ عقود.. إنتاج البرازيل يتهاوى ويصبح على حافة الانهيار.. تهديدات أمريكية للبن الكولومبى.. وأسعار تاريخية تُربك أسواق أوروبا.. وتغير المناخ والجفاف ينهى مستقبل البن القهوة

فاطمة شوقى

فيما يحتسى العالم أكثر من مليارى كوب من القهوة يوميا، يعيش المشروب الأشهر بعد الماء أزمة غير مسبوقة تمتد من مزارع البرازيل إلى مقاهى مدريد وسوق نيويورك فى مشهد يجمع بين الجفاف والسياسة والتجارة الدولية، من ارتفاع الأسعار إلى مستويات تاريخية وتراجع الإنتاج فى أكبر الدول المصدرة، وتهديدات أمريكية جديدة لواردات البن الكولومبى، كل ذلك ينذر بأن العالم يواجه أخطر أزمة قهوة منذ عقود.

 

البرازيل.. عملاق القهوة على حافة الانهيار

تعد البرازيل أكبر منتج للقهوة فى العالم، لكنها اليوم تقف على حافة أزمة بيئية وزراعية تهدد مكانتها التاريخية، وكشف تقرير حديث صادر عن منظمة كوفى ووتش، أن إزالة الغابات الواسعة لتوسيع مزارع البن أدت إلى تراجع معدلات الأمطار بشكل حاد فى ولايات الجنوب الشرقى مثل ميناس جيرايس مما تسبب تدهور الإنتاج وانخفاض جودة المحاصيل.


وقالت المديرة التنفيذية للمنظمة، إيتيل إيجونيت، الطريقة التدميرية بيئيًا التى نزرع بها القهوة ستؤدى فى النهاية إلى انقراضها. إزالة الغابات تقتل المطر، والمطر الغائب يقتل القهوة، وأكد التقرير أن موجات الجفاف المتكررة منذ عام 2014 جعلت الزراعة فى مناطق شاسعة من البرازيل غير مستقرة مناخيًا، وأن استمرار هذا الاتجاه قد يؤدى بحلول عام 2050 إلى انخفاض حاد فى الإنتاج وارتفاع دائم فى الأسعار.


وتشير دراسة علمية حديثة إلى أن إزالة الغابات فى الأمازون قللت الأمطار بنسبة 75 % فى بعض المناطق، مما ينذر بتحول جغرافى لمناطق زراعة البن خلال العقود القادمة.

 

واشنطن تهدد بوضع البن الكولومبى على قائمة العقوبات

وفى الوقت نفسه، تسببت تصريحات للرئيس الأمريكى دونالد ترامب باضطراب إضافى فى الأسواق بعد أن أعلن عزمه فرض رسوم جمركية جديدة على الواردات الكولومبية ووقف المساعدات المالية المقدمة لبوجوتا، فى إطار خلاف سياسى متصاعد.


وهذه الخطوة اعتُبرت تهديدًا مباشرًا لأحد أهم مصادر البن فى العالم، إذ تحتل كولومبيا المرتبة الثالثة عالميًا فى إنتاج بن الأرابيكا عالى الجودة، ويخشى التجار أن تؤدى هذه الإجراءات إلى نقص إضافى فى الإمدادات، خصوصًا مع تراجع الشحنات البرازيلية بسبب الجفاف.


ووفق بيانات بورصة العقود الدولية، تم سحب أكثر من 7 آلاف كيس من البن البرازيلى خلال الأسابيع الأخيرة، ليهبط المخزون إلى أدنى مستوياته منذ عام 2020، فى وقت يستنزف فيه التجار الأمريكيون احتياطياتهم وسط قيود العرض وارتفاع تكاليف النقل.

 

أوروبا تدق ناقوس الخطر.. جزر البليار نموذجًا

وفى القارة الأوروبية، بدأت تداعيات الأزمة تضرب الأسواق بقوة. ففى جزر البليار الإسبانية، حذر اتحاد مُحمّصى القهوة من أن الأسعار وصلت إلى مستويات تاريخية، وأن الطلب يفوق العرض ولا يوجد مخزون كافٍ.


وقال تونى فايّكانيراس، رئيس جمعية محمّصى القهوة فى الجزر، إن القهوة أصبحت ثانى أكبر صناعة فى العالم بعد النفط من حيث الحركة الاقتصادية، مشيرًا إلى أن الوضع الحالى غير مستدام.


وأوضح أن تراجع الإمدادات من البرازيل وفيتنام، وارتفاع تكاليف الشحن والطاقة، جعل الكثير من الشركات الصغيرة تغلق أبوابها أو تقلّص وارداتها، فى حين تحاول أخرى البحث عن أسواق بديلة فى إفريقيا وآسيا.
 

مستقبل القهوة: بين المناخ والسياسة

ويتفق الخبراء على أن أزمة القهوة الحالية ليست مؤقتة، بل هى نتيجة تراكمات مناخية وتجارية، أبرزها تراجع الأمطار، والقيود البيئية التى فرضها الاتحاد الأوروبى عام 2023 والتى تشترط على المستوردين إثبات أن منتجاتهم لم تُزرع فى أراضى أُزيلت غاباتها حديثًا — وهو ما تعتبره البرازيل إجراء عقابيًا يزيد من كلفة الإنتاج.


ومع استمرار الجفاف فى أمريكا الجنوبية، والتوتر التجارى بين الولايات المتحدة وكولومبيا، تتوقع تقارير اقتصادية أن تستمر الأسعار فى الارتفاع خلال عام 2026، ما قد ينعكس على المستهلكين حول العالم، وخصوصًا فى أوروبا والولايات المتحدة.




أخبار اليوم السابع على Gogole News تابعوا آخر أخبار اليوم السابع عبر Google News
قناة اليوم السابع على الواتساب اشترك في قناة اليوم السابع على واتساب