حنان طلعت

انتباه للآباء.. حتى لا تتكرر مأساة طفل الإسماعيلية

الأربعاء، 22 أكتوبر 2025 04:00 م


شهدت مصر صدمة عنيفة، بعد حادثة بشعة هزت ضمير المجتمع المصرى، وهى مقتل طفل الإسماعيلية محمد ذى الثلاثة عشرة عاما على يد زميله يوسف الذى بدوره لا يتعدى هذه السنوات، حادثة ظهرت فى بادئ الأمر كخبر لا يصدق وينشر على مواقع التواصل الاجتماعى، لكنها للأسف فى النهاية كانت حقيقة مؤلمة، وحادث يصعب تصديقه.

طفل الإسماعيلية، مجرد طفل، لم يكن من المفترض أن يكون لديه إدراك بمظاهر الجريمة أو حتى كيفية إخفاء الأدلة  والمراوغة، ومع ذلك تحول ما بين يديه إلى أفعال بشعة، وهى قتل زميله الصغير، وتقطيع جثمانه ووضعه فى حقيبته المدرسية، ثم توزيع الأجزاء لأماكن متفرقة بشكل عشوائى، ظناً منه أنه سيخفى دليل الجريمة، وقد تصرف بهدوء عندما سئل عن الحقيبة الثقيلة التى يحملها خلف ظهره والجروح التى به بشكل مذهل، وفى اليوم التالى وبكل ثبات انفعالى ذهب لبيع هاتف الضحية.

كيف لذلك الصبى أن يصبح مجردا من المشاعر الإنسانية، ويملك ثباتا نفسيا كقاتل محترف، كل هذا الفعل الإجرامى يوضح تخطيطا مسبقا وثباتا يفوق إدراك عقلية طفل، وليس بفعل شجار، مما يثير تساؤلات حول سبب ذلك الانحراف الخطير.

هذه جريمة بشعة وتكشف خللا عميقا، هل نواجه تأثيرا سلبيا لمحتوى ما، أم غياب رقابة أسرية ومجتمعية، وبغض النظر عن أى سبب، لكن النتيجة واحدة، وهى حدوث جريمة مكتملة الأركان، راحت ضحيتها روحا بريئة أزهقت بدون ذنب!!

لابد من موقف حاسم من جهة القانون والمجتمع، وقانون الطفل بحاجة إلى مراجعة دقيقة فى مثل قضايا القتل الصريحة والواضحة، بحيث يعمل على الموازنة بين حماية الطفولة، وفى نفس الوقت المسئولية القانونية الحاسمة حين يتم ارتكاب جرائم بالغة الخطورة، لا أن يتم التعامل معها بعقوبات شكلية، ويخرج الجانى بعد سنوات قليلة وهو يحمل بداخله ضغينة للمجتمع، ويشكل خطر على الجميع.

والحادثة ليست مجرد جريمة فردية، بل ناقوس خطر يدق على كل باب، لأنه لا يجب أن يتم ترك الأطفال بدون رقابة حقيقية ويتلقى كل تعليمه من شاشة الهاتف والألعاب العنيفة ومشاهد القتل، وعلى الآباء أن تدرك أن التربية لا تقتصر على الطعام والملابس والدراسة، بل على معرفة ما يشاهده الأبناء من محتوى، ومن هم أصدقائهم، مع محاولة تقويم أى سلوك عدوانى ومنحرف من البداية.

ويجب الانتباه بأن تلك الجريمة ليست الوحيدة، ففى أيام تلتها، ظهرت جريمة بشعة أخرى بين أطراف قاصرين أيضاً، مما يلزم التحرك والتعامل بشكل مجتمعى وتشريعى، إن مأساة طفل الإسماعيلية يجب الحرص على عدم تكرارها، وإعادة النظرة فى طريقة تربية أطفالنا، وما نسمح لهم أن يروه ويتأثرون به، لأن كل بيت مسئول عن حماية أطفاله.


 




أخبار اليوم السابع على Gogole News تابعوا آخر أخبار اليوم السابع عبر Google News
قناة اليوم السابع على الواتساب اشترك في قناة اليوم السابع على واتساب