متى يتحول السعي للنحافة إلى خطر على صحتك النفسية والجسدية؟

الأربعاء، 22 أكتوبر 2025 09:00 م
متى يتحول السعي للنحافة إلى خطر على صحتك النفسية والجسدية؟ هل السعى للنحافة إلى خطر على صحتك النفسية والجسدية؟

كتبت مروة محمود الياس

في السنوات الأخيرة، أصبحت النحافة الشديدة رمزًا للجمال في أعين كثيرين، بدءًا من المشاهير على الشاشات إلى الفتيات في الحياة اليومية. لم تعد الرغبة في إنقاص الوزن مجرد خطوة نحو نمط حياة صحي، بل تحوّلت عند البعض إلى هاجس يسيطر على التفكير والعادات، حتى بات الوزن رقماً يحدد المزاج والثقة بالنفس.ورغم أن الحفاظ على وزن مناسب أمر صحي في جوهره، فإن المبالغة في ذلك قد تؤدي إلى نتائج عكسية تمسّ الجسد والعقل معًا. وفقا لتقارير نشرت فى موقع bestcare و banburylodge.

موازين القلق
 

الوقوف على الميزان أكثر من مرة في اليوم ليس سلوكًا صحيًا كما يظن البعض، فوزنك يتغير طبيعيًا خلال ساعات النهار. المبالغة في متابعة الأرقام، ومحاولة تعديلها عبر الحيل أو تغيير التوقيت، تعني أن العلاقة مع الجسد أصبحت مضطربة. ينصح الأطباء بقياس الوزن مرة واحدة أسبوعيًا في نفس الوقت من اليوم، والأفضل صباحًا قبل تناول الطعام، لتجنب التوتر الناتج عن تقلب الأرقام.

الأرقام تلتهم متعة الأكل
 

تسجيل السعرات الحرارية قد يكون مفيدًا في البداية، لكنه يتحول سريعًا إلى فخٍّ إذا صار الغرض منه السيطرة الكاملة على كل لقمة. التركيز الزائد على الأرقام يجعل الطعام مجرد معادلة حسابية، ويُفقد الإنسان إحساسه بالجوع الحقيقي والرضا بعد الأكل.
من الأفضل بناء الوجبات على التنوّع والتوازن: نصف الطبق خضروات وفواكه، والربع بروتينات خفيفة، والربع الأخير حبوب كاملة مثل الأرز البني أو الكينوا.

صورة الجسد المثالي

يبدأ بعض الأشخاص في الاعتقاد أن السعادة ستتحقق فقط عندما يصبح الجسد مطابقًا لصورة معينة — فخذان لا يتلامسان، أو معدة مسطحة، أو رقم محدد على الميزان. غير أن هذا النوع من التفكير يُدخل صاحبه في دائرة من عدم الرضا الدائم. الجسد السليم ليس بالضرورة نحيفًا، والرضا عن النفس لا يأتي من المظهر وحده.

الطعام ليس عدوًا

عندما يُقسم الطعام إلى "جيد" و"سيئ"، يفقد الإنسان توازنه الغذائي والنفسي. البروكلي ليس المنقذ الوحيد، والبطاطس ليست الخطر المطلق. كل نوع من الطعام يحتوي على فائدة معينة، والأهم هو الاعتدال في الكمية والتنوّع في الاختيار.التغذية الصحية ليست في المنع.

حين تُلغى الدعوات خوفًا من السعرات
 

الاعتذار المتكرر عن حضور حفلات أو لقاءات عائلية بسبب الخوف من تناول الطعام أو المشروبات إشارة إلى أن الأمر تجاوز حدود العناية بالنفس. الحياة الاجتماعية لا تقل أهمية عن الحمية، والعزلة تزيد من خطر الاكتئاب واضطرابات الأكل.الحفاظ على التوازن بين الانضباط الغذائي والمشاركة الاجتماعية هو مفتاح الصحة النفسية.

طقوس الأكل الغريبة

تقطيع الطعام إلى أجزاء دقيقة جدًا، أو استخدام أدوات محددة دائمًا، أو تناول الطعام في أوقات صارمة، قد تبدو عادات بسيطة لكنها تكشف أحيانًا عن اضطراب في العلاقة مع الأكل.الأكل ليس اختبارًا للسيطرة، بل وسيلة طبيعية لتغذية الجسد. فيتحول إلى طقس قهري.

التمارين المفرطة ليست بطولة
 

الرياضة تعزز صحة القلب والمزاج، لكنها تفقد قيمتها عندما تصبح وسيلة للعقاب أو الهوس. الأشخاص الذين يرفضون الراحة أو يتجاهلون الإصابات خوفًا من زيادة الوزن يعرّضون أنفسهم لإرهاق بدني خطير.الحركة يجب أن تكون مصدر طاقة ومتعة، لا عبئًا نفسيًا.

السوشيال ميديا وصورة الجسد
 

لا يخفى تأثير الصور المثالية على المنصات الاجتماعية في تشكيل مفهوم الجمال. تتأثر ثقة الكثيرين بعدد الإعجابات أو التعليقات، فيربطون قيمتهم الذاتية بآراء الآخرين.من المهم أن ندرك أن الصور لا تعكس الحقيقة دائمًا، وأن المقارنة المستمرة تزرع شعورًا بالنقص يصعب التخلص منه.

عندما تصبح النحافة هوية

بعض الأشخاص يفقدون شغفهم بكل ما عدا الوزن، فيتحولون إلى أسرى لفكرة الجسد المثالي. تتراجع الهوايات والعلاقات والاهتمامات الأخرى، ويصبح الميزان مركز الحياة.هذه الحالة لا تتعلق بالجمال فقط، بل بهوية الشخص ومعنى وجوده. حين ينحصر هذا المعنى في رقم على الميزان، يبدأ الانهيار النفسي.

الطعام المصنوع منزليًا فقط

قد يبدو إعداد الطعام في المنزل تصرفًا صحيًا، لكن رفض الأكل خارجه تمامًا يشير إلى رغبة في السيطرة المطلقة. من الطبيعي أن تكون للإنسان تفضيلات، لكن من غير الطبيعي أن تمنعه تلك العادات من المشاركة في حياة الآخرين أو الاستمتاع بتجارب جديدة.

رسائل خفية من الجسد

الإرهاق، فقدان الشهية، اضطراب النوم، أو الانعزال الاجتماعي، كلها علامات تحذيرية على أن فقدان الوزن لم يعد مجرد هدف صحي، بل أصبح حالة نفسية تستدعي الاهتمام.




أخبار اليوم السابع على Gogole News تابعوا آخر أخبار اليوم السابع عبر Google News
قناة اليوم السابع على الواتساب اشترك في قناة اليوم السابع على واتساب



الرجوع الى أعلى الصفحة