بريطانيا تصدر إرشادات للمعلمين بعدم طرح أسئلة تسبب قلق للتلاميذ للحد من الغياب

أصدرت السلطات التعليمية فى بريطانيا إرشادات جديدة للمعلمين تنص على تجنب طرح الأسئلة على التلاميذ إذا كانت تسبب لهم القلق، ضمن جهود تهدف إلى تقليل حالات الغياب عن المدرسة لأسباب عاطفية، وفقا لموقع "ديلى ميل" البريطاني.

وتشمل الإرشادات، التي تبناها عدد من المجالس المحلية، إجراء تعديلات للطلاب الذين يعانون من مشاكل عاطفية، مثل تمديد مواعيد تسليم الواجبات المنزلية، وتقديم الملاحظات شفهيًا بدلًا من المكتوبة، والسماح للطلاب بتحديد مقاعدهم، أو مغادرة الفصل قبل أو بعد انتهاء الدرس لتقليل الضغوط الحسية والشعورية لديهم.

طلاب

وفى بعض الحالات، يسمح للتلاميذ القلقين بتخطى الدروس التى يجدونها محفزة، ويشجع المعلمون على تقديم الثناء الإيجابى بدلًا من العقاب عند مواجهة السلوك الصعب، مع منح بطاقة "مهلة" أو فترات راحة للهدوء عند الحاجة، لكن خبراء التعليم حذروا من أن هذه الإجراءات قد تؤدى إلى جيل من الأطفال غير مستعدين لمواجهة الحياة الواقعية.

وقال دينيس هايز، أستاذ فخرى للتعليم بجامعة ديربي: "تلك المطالبات تقوض القواعد والهياكل التي تحافظ على النظام داخل المدارس، وقد تؤثر على العملية التعليمية بأكملها"، وأشار كريس ماكجفرن، رئيس حملة "التعليم الحقيقى"، إلى أن "أفضل علاج لقلق التلاميذ هو التحدى والتعلم، وليس التهدئة المستمرة".

يأتى هذا فى ظل ارتفاع معدلات الغياب عن المدارس بعد جائحة كورونا، حيث بلغ معدل الغياب الإجمالى في العام الدراسى 2024/2025 نحو 6.38%، بينما وصل معدل الغياب المستمر إلى 17.8%، مع تزايد حالات الغياب الشديد عن نصف الحصص الدراسية أو أكثر إلى 2.04%.

ومن جانبها، قالت وزارة التعليم البريطانية: "نحن نشجع النهج الداعم لإعادة الأطفال إلى المدرسة، ويشمل ذلك إجراء تعديلات معقولة، مع الحفاظ على المعايير وتوقعات الحضور العالية، وقد ساهمت خططنا فى زيادة أيام الحضور الفعلى للطلاب وتقليل الغياب المستمر بشكل كبير.

وحذر خبراء الصحة النفسية من الإفراط فى تصنيف سلوكيات المراهقين الطبيعية على أنها اضطرابات عقلية، مؤكدين أن مواجهة الضغوط والتحديات جزء من تطور الشخصية ونمو الأطفال.