** 860 شهيدا من الحركة الرياضية من جميع الألعاب الرياضية بسبب الحرب
** زوجة اللاعب: كان أول مرة يذهب لمركز المساعدات لتلبية أمنية ابنته واغتياله كان متعمدا
** 292 منشأة وملعبا وصالة رياضية دمرها الاحتلال
** استشهاد اللاعب الفلسطيني بعد أسابيع قليلة من ولادة ابنه
** شهر يوليو شهد استشهاد 40 شخصًا من الرياضيين والكشفيين
** الأمم المتحدة: أكثر من نصف مليون إنسان في غزة يواجهون خطر المجاعة
"الزلزال"، كان لقب أحد أبرز المواهب الفلسطينية لكرة السلة، محمد شعلان الذي سافر للعديد من الدول العربية ولعب للعديد من الأندية، إلا أن حنينه لغزة جعله يعود قبل الحرب، ليشاهد بعينيه أصعب عدوان يشنه الاحتلال على الشعب الفلسطيني، عاش حياة قاسية ما بين توفير الطعام لأسرته في ظل المجاعة التي تضربهم، وعلاج ابنته المصابة بمرض كلوى، كانت ابتسامة "مريم" له تشعره وكأنه امتلك الدنيا كلها، وتنسيه آلام الحرب وويلاتها، حتى جاء صاروخ إسرائيلي لينهى حلمه الرياضي، ويقتل عائل الأسرة، وتزداد معها معاناة ابنته التي لا تجد من يصطحبها للمستشفى.
اقرأ أيضا:
البحث عن طعام
قصة الزلزال مثل آلاف القصص التي تأتى من داخل غزة لهؤلاء الذين يترددون يوميا على مراكز المساعدات الأمريكية ويغامرون بحياتهم لتوفير كيس طحين لأسرتهم فيعودون إلى أبنائهم جثة هامدة، فبعد أن كان يعيش نجومية الشهرة ويمثل منتخب بلاده في المحافل الدولية، أصبح كل حلمه توفير الطعام يوميا لأسرته، وفي إحدى الأيام أثناء محاولته الحصول على المساعدات الإنسانية في خان يونس لإطعام أطفاله، بعد أن ذهب مع ابنته لعلاجها، اغتالته رصاصة إسرائيلية، ليرحل محمد ولكن تبقى "مريم" لتواجه مصيرا مجهولا.

لاعب منتخب فلسطين لليد محمد شعلان
صعوبة حياة الخيام
عاش الزلزال، مع أسرته ضمن مخيمات النزوح وسط مئات الآلاف من النازحين، وسط عجز كبير في إيواء من يتجون من شمال غزة للجنوب، وهو ما أكد عليه المكتب الإعلامي الحكومي بالقطاع، في 24 أغسطس الماضي، عندما حذر من تفاقم الكارثة الإنسانية التي يعيشها أكثر من 2.4 مليون إنسان فلسطيني، ومنذ إعلان الاحتلال السماح بإدخال الخيام ومستلزمات الإيواء، لم يدخل سوى نحو 10,000 خيمة فقط، أي ما يعادل 4% من إجمالي الاحتياج البالغ 250,000 خيمة وكرفان، وهو رقم يعكس حجم التلاعب والمماطلة في الاستجابة للاحتياجات الإنسانية العاجلة.
وأضاف المكتب الإعلامي الحكومي، أنه لا توجد أي خيام أو مستلزمات إيواء متوفرة، بسبب العراقيل المعقدة التي يفرضها الاحتلال على عمل المنظمات الدولية، ما يفاقم معاناة مئات آلاف النازحين، فيما لا تتوفر مساحات آمنة للنزوح في جنوب غزة، إذ يفرض الجيش الإسرائيلي سيطرته العسكرية على ما يقارب 77% من مساحة القطاع، مما يجعل أي عملية نزوح جديدة شبه مستحيلة ويهدد حياة النازحين، مطالبا بتحرك دولي عاجل وفعال لوقف قرار جريمة تل أبيب، وإدخال الاحتياجات الإيوائية فورا ودون قيود أو شروط.

محمد شعلان
البحث عن الدواء
الحاجة الموجعة اضطرت محمد شعلان للبحث عن الغذاء والدواء لطفلته المريضة مريم، التي تعاني من فشل كلوي وتسمم حاد في الدم، ودائما ما كان يطالب عبر فيديوهات له بسرعة إنقاذ ابنته، لكنه رحل قبل أن يحقق حلمه في إنقاذها أو تمثيل فلسطين في المحافل الدولية، استشهد وهو جائع، لم يعود بالطعام لأسرته كما كان يتمنى .
وفي 25 أغسطس، أكد مدير عام مجمع الشفاء الطبي الدكتور محمد أبو سلمية، في بيان، أن مرضى غزة يعانون من تفاقم سوء التغذية ونفاد الأدوية الأساسية، مشيرا إلى أن الاحتلال يستخدم غازات مجهولة خلال العدوان وحالات اختناق تصل المستشفيات يوميا، ومطالبا بتحرك دولي عاجل لوقف الإبادة والمجاعة في القطاع.
أعباء جديدة على الزوجة
"عمري 33 عاما وأم لخمسة أطفال أكبرهم 10 سنوات وأصغرهم 40 يوما"، صرخة أطلقتها زوجة اللاعب محمد شعلان، بعد استشهاد زوجها وأصبحت هي عائلة الأسرة، حيث تتحدث في تصريحات خاصة لـ"اليوم السابع"، عن نجاحات "الزلزال" الرياضية، قائلة إن محمد كان لاعبا مميزا للغاية، حيث لعب في العديد من الأندية، وبدأ مسيرته الرياضية وعمره 14 عاما، كما فاز بالعديد من البطولات الهامة، وسافر على عدد من الدول العربية، ولكن عند عودته للقطاع بدأت الكثير من الأندية الفلسطينية تتنافس عليه.

اللاعب الفلسطيني محمد شعلان
تتحدث عن يوم استشهاد زوجها بعد توجهه إلى مركز المساعدات الأمريكية والتي يصفها الفلسطينيون بـ"كمائن الموت"، قائلة :"مريم ابنتى طلبت من أبيها علبة حلاوة مثلها مثل أي طفل، وهي مريضة فشل كلوى، ولم تكن الحلاوة متوافرة في السوق والأسعار مرتفعة للغاية والوضع صعب خاصة فيما يتعلق بتوافر السلع الغذائية، لذلك توجه لمركز المساعدات كي يحضر لها علبة حلاوة".
استهداف الرياضيين
وأعلن الاتحاد الفلسطيني لكرة القدم، في أغسطس الماضي، أن العدوان الإسرائيلي على غزة أدى إلى استشهاد 762 رياضيا ومدربا وإداريا، بجانب تدمير 267 منشأة رياضية تشمل ملاعب وصالات تدريب ومقرات أندية ومرافق اتحادات، إلا أن الأسابيع الماضية شهدت استهداف مكثف للرياضيين الفلسطينيين لتزداد معها أرقام الضحايا، حيث كشفت إحصائيات المكتب الإعلامي الحكومي بغزة الصادر في السادس من سبتمبر، أن هناك 860 شهيدا من الحركة الرياضية من جميع الألعاب الرياضية بسبب الحرب، و292 منشأة وملعبا وصالة رياضية دمرها الاحتلال.
تعليق عضوية إسرائيل رياضيا
وسلط المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان، في تقرير له عبر موقعه الرسمي على الإنترنت، في 11 أغسطس، الضوء على جرائم الاحتلال ضد الرياضة الفلسطينية، مشيرا إلى أن امتناع الاتحادات الرياضية الدولية والقارية عن تعليق عضوية إسرائيل، يمثل خرقا صارخا للقيم والمبادئ التي تدّعي هذه الاتحادات الالتزام بها، وتطبيقا انتقائيا ومعيارا مزدوجًا للقواعد والأنظمة التي تحكم مشاركة الدول وممثليها من الأندية والأفراد في المنافسات الرياضية العالمية والقارية، سواء الرسمية أو الودية.
وأضاف المرصد، أن الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) والاتحاد الأوروبي لكرة القدم (يويفا)، واللجنة الأولمبية الدولية، والاتحادات الدولية الأخرى، ما يزالون يمتنعون عن اتخاذ أي إجراءات ضد إسرائيل رغم إنها المئات من الرياضيين الفلسطينيين منذ بدء الإبادة الجماعية بالقطاع وخرقها للوائح والمعايير المتعلقة بحقوق الإنسان والسلام وعدم التمييز، لافتا إلى أن تل أبيب عمدت إلى استهداف جميع مظاهر الحياة والرفاهية في قطاع غزة منذ شروعها في ارتكاب جريمة الإبادة الجماعية، بما في ذلك القطاع الرياضي، إذ بلغ عدد المنشآت الرياضية التي دمرها الاحتلال 184 بالكامل، و81 منشأة جزئيا.

استهداف الرياضيين في غزة
وأشار إلى أن النشاط الرياضي في قطاع غزة توقف بالكامل منذ أكتوبر 2023 بسبب الاستهداف الواسع والمنهجي للبنية التحتية الرياضية وتدميرها بشكل شبه كامل، وقتل الرياضيين أو إجبارهم -كما معظم سكان غزة- على تركيز معظم وقتهم وجهدهم للبحث عن المأوى والطعام، في ظل تواصل الهجمات العسكرية الإسرائيلية وما ينتج عنها من نزوح متكرر، إلى جانب سياسة التجويع والحصار التي أصابت جميع سكان القطاع بانعدام الأمن الغذائي.
ولفت إلى أن شهر يوليو الماضي فقد شهد استشهاد 40 شخصًا من الرياضيين والكشفيين على يد جيش الاحتلال، غالبيتهم العظمى في غزة، بحسب بيانات اللجنة الأولمبية الفلسطينية، مؤكدا أن التأثير العالمي لاتحادات كرة القدم، لا سيما "فيفا" و"يويفا"، يضع عليها مسؤولية مضاعفة في تطبيق مبادئ حقوق الإنسان، ونبذ الاتحادات الوطنية التي تتورط دولها في ارتكاب جرائم خطيرة، إذ من غير المبرر استمرار مشاركة المنتخب الإسرائيلي في البطولات التابعة لـ"فيفا"، أو مشاركة الأندية الإسرائيلية في البطولات التابعة لـ"يويفا" بينما تقتل إسرائيل رياضيا فلسطينيا واحدا بمعدل يومي تقريبًا.
تقرير للمرصد الأورومتوسطى بشأن قتل الاحتلال للرياضيين الفلسطينيين
استشهاد محمد شعلان، جاء بعد أيام قليلة من استشهاد سليمان العبيد، والملقب بـ"بليه فلسطين"، حيث جاء استهداف الاحتلال له لثير حالة غضب في الأوساط الرياضية العالمية، ويؤكد تعمد تل أبيب قتل الرياضيين الفلسطينيين وتدمير الأندية منذ بداية العدوان.
ودعا خبراء بالأمم المتحدة الاتحادين الدولي لكرة القدم "الفيفا" والاتحاد الأوروبي لكرة القدم لتعليق مشاركة المنتخب الإسرائيلي لكرة القدم في المسابقات الدولية، في ظل تواصل الإبادة الجماعية في غزة، مشيرين خلال بيان صادر عنهم في 23 سبتمبر، إلى أن على الهيئات الرياضية ألا تغض الطرف عن الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان، وينبغي تعليق عضوية الفرق الوطنية التي تمثل دولا ترتكب انتهاكات جسيمة لحقوق الإنسان، كما حدث في الماضي، كما دعت فرانشيسكا ألبانيز المقررة الخاصة للأمم المتحدة المعنية بحقوق الإنسان في الأراضي الفلسطينية، الفيفا واليويفا إلى تعليق مشاركة تل أبيب في مسابقات كرة القدم الدولية.
معتقلات داخل ملاعب الكرة
وفي هذا السياق، يؤكد صخر حميد المفوض الدولي للكشافة وممثل رئيس المجلس الأعلى للشباب والرياضة الفلسطيني، أن الاحتلال الإسرائيلي استهداف بشكل مباشر لكافة أروقة القطاع الرياضى بغزة ، حيث استهدف الملاعب بالكامل والمقرات الرياضية والشبابية، ودمر كل المعسكرات والمساحات التي كانت عبارة عن فضاء رياضي لأهالى فلسطين داخل القطاع.
ويضيف ممثل رئيس المجلس الأعلى للشباب والرياضة الفلسطيني، في تصريحات خاصة لـ"اليوم السابع"، أن الاحتلال استخدم المقرات والملاعب وحولها لمعسكرات اعتقال، وعذب المعتقلين فيها، منها ملعب اليرموك وملعب فلسطين وملعب محمد الدرة وغيرها من الملاعب الرياضية، مشيرا إلى أن هناك استهداف متعمد لكل اللاعبين، ولدينا خسارة كبيرة للاعبين مثل سليمان العبيد ومحمد شعلان.
ويوضح أن اللاعب محمد عبيد كان قائدا فدائيا للمنتخب الفلسطيني، وكابتن نادي خدمات الشاطئ أحد أبرز الأندية الفلسطينية العريقة، واستهدافه خسارة كبيرة للحركة الرياضية الفلسطينية، بجانب استهداف محمد شعلان من منتخب كرة السلة وذلك خلال شهر واحد، بالإضافة لعدد كبير الشهداء، مؤكدا أن هناك استهداف واسع للحركة الرياضية في غزة والمساحات التي كانت عبارة انطلاق للأمل في ظل حالة الحصار والحرب وكل ما يعاني منه القطاع خلال السنوات الماضية.

تدمير ملاعب رياضية في غزة
ويشير إلى أن هناك تعمد في ضرب البنية التحتية الرياضية التي كانت تعمل على بناء العقل السليم من خلال ممارسة الرياضة بكل أشكالها، خاصة أن الاحتلال حرق مبنى الألعاب الأولمبية بالكامل وجمعية الكشافة الفلسطينية التي فقدت 143 شهيدا وهم يتطوعون لخدمة الفلسطينيين خلال هذه الحرب وأصحاب رسالة سلام وعنصر وحدة وأمن.
تدمير المجال الرياضي في غزة
كارثة المجاعة
زوجة اللاعب الفلسطيني لديها طفل رضيع، ومع الجوع المنتشر في غزة أصبحت مهمة رضاعة الطفل صعبة للغاية، وفي 23 أغسطس، أكدت منظمة الصحة العالمية، أن المجاعة تنتشر في جميع أنحاء القطاع، وأكثر من 55 ألف مرضع وحامل في القطاع يحتجن إلى تغذية إضافية.
وأضافت الوزارة، أن مئات الحالات التي توفيت كان بالإمكان إنقاذها وحياة الآلاف على المحك، لافتة إلى أن المجتمع الدولي أمام اختبار حقيقي فالوقت هو وقت الأفعال لا التصريحات فقط مع أهميتها.
وتضيف زوجة محمد شعلان:" زوجى خلال ذهابه لمركز المساعدات كان بعيدا للغاية عن جنود الاحتلال، ولكن تم اغتياله بشكل متعمد لأن الرصاصة دخلت في الصدر وخرجت من القلب من خلال رصاص قناص، وهذا مثل أكبر صدمة لنا عند سماعنا خبر استشهاده، ولم نكن نتوقع، حيث كان أول مرة يذهب إلى مركز المساعدات كي يلبي أمنية ابنته ".

محمد شعلان اللاعب الشهيد
وحذرت منظمة الأمم المتحدة، من أن️ أكثر من نصف مليون إنسان في غزة يواجهون خطر المجاعة مع استمرار العدوان والحصار، حيث قالت جويس مسويا، المسؤولة الأممية خلال بيان للمنظمة في 28 أغسطس : "لا يكاد أحد في غزة يخلو من الجوع، والمجاعة ليست كارثة طبيعية بل نتيجة الصراع وتقييد المساعدات منذ 22 شهرًا".
وأشارت إلى أن هناك تقديرات بأن 132 ألف طفل سيعانون سوء التغذية الحاد، وتضاعف أعداد الأطفال المهددين بالموت 3 مرات، وسط تحذيرات من ارتفاع وفيات النساء الحوامل والمرضعات بسبب نقص الغذاء والرعاية، لافتة إلى أن الوضع يتطلب زيادة عاجلة للمساعدات لتلبية احتياجات 2.1 مليون فلسطيني.
"محمد تركني ومعي خمسة أطفال وأنا كأم كيف أدبر حالى؟ وكيف أوفر لهم الطعام؟ وكيف أوفر لابنتى العلاج؟"، أسئلة وجهتها زوجة اللاعب الفلسطيني الشهيد للمجتمع الدولى لوضع د لهذا الوضع الكارثي وإيقاف الحرب كي تستطيع أن تربى أبنائها"، مضيفة :"أناشد كل الأمة الإسلامية والمؤسسات الدولية والقلوب الرحيمة أن تساعدنا على خراج ابنتى كي تعالج، حيث كانت هذه أمنية والدها، ونريد أن يتضامن الجميع ويساعدها على العلاج كرامة لروح والدها أن تعالج خاصة أن وضعنا صعب للغاية.

الشهيد محمد شعلان وابنته مريم
انهيار المستشفيات
وأعلن المدير العام لمنظمة الصحة العالمية، تيدروس أدهانوم جيبريسوس، في 24 أغسطس، أن أكثر من 15,600 مريض في غزة بحاجة إلى إجلاء طبي عاجل لتلقي رعاية خاصة، بينهم 3,800 طفل يحتاجون رعاية منقذة للحياة، مجددا الدعوة إلى زيادة عمليات الإجلاء وتسهيل وصول المساعدات، وضرورة وقف إطلاق النار في غزة لإنقاذ الأرواح.
قبلها بـ24 ساعة أكدت وكالة الأونروا، أنه يمكن وقف المجاعة في مدينة غزة عبر عكس مسار الكارثة المستمرة وإغراق غزة بمساعدات أممية هائلة، مشيرة في باين لها إلى أن مخازنها في عدة دول عربية ممتلئة وهناك من الغذاء والأدوية ولوازم النظافة ما يكفي لملء 6000 شاحنة، ويجب على إسرائيل أن تسمح لها بإدخال المساعدات إلى القطاع.
لا مأوى للأسرة
لم يعد لأسرة محمد مأوى، بعد أن دمر الاحتلال منزلهم خلال قصف الطائرات المتواصل لمدن غزة، ومع فقدان العائل تصبح الحياة أكثر صعوبة، خاصة أن الأم أصبحت مطالبة بتوفير الطعام لأبنائها، بجانب رعايتهم وتربيتهم وتدبير الرضاعة للطفل الذي لم يتجاوز عمره الشهرين، حيث تقول :"بيتنا تدمر بسبب الحرب، وأنا الآن المسئولة عن توفير الطعام، أين محمد؟ ..تركنا في وضع صعب للغاية، ونعيش الآن في منزل متضرر، ومع فقداني لزوجي أصبحت الحياة في القطاع أكثر مأساوية وهي أصعب حياة ممكن الواحد يعيشها بسبب الحرب، حيث نواجه مجاعة كبرى، وأصبحت أيضا مطالبة بالقيام بنفس الدور الذي كان يفعله محمد في البحث عن علاج لابنته، وهذا يفوق طاقتي ".
صرخة مريم شعلان
مريم شعلان، ابنة لاعب كرة اليد الفلسطيني الشهيد محمد شعلان، استشهد ولادها وهي يحاول أن يحضر لها طعاما، كان يسعى للحصول على تحويلة طبية لإخراج ابنته للعلاج خارج القطاع خاصة مع تدهور حالتها الصحية نتيجة عدم توافر العلاج .
وأعلن مستشفى الكويت التخصصي، في 21 أغسطس، أنه يعيش حالة صعبة ويضطر للاختيار بين المرضى والمصابين حسب الحالة الصحية، مضيفا في بيان له :" لا نستطيع بإمكاناتنا البسيطة التعامل مع العدد الكبير من المصابين، ونفاضل بين المرضى لندرة الأدوية وعدم توفر الأدوات اللازمة للعمليات الجراحية".
وفي ذات اليوم، أكدت منظمة الصحة العالمية، أن المستشفيات القليلة التي ما زالت تعمل في غزة ترزح تحت ضغط متواصل من تدفق الإصابات، لافتة إلى أن الوضع في القطاع كارثي ويجب أن يتوقف فورا ونحتاج إلى وقف إطلاق نار عاجل
ابنة لاعب منتخب فلسطين لكرة اليد، لم تعد تجد من يذهب معها للمستشفى لإجراء غسيل كلوى، بعد استشهاد والدها، حيث تعاني من فشل كلوي وتسمم حاد في الدم، وتكشف والدة مريم شعلان، أن الحالة الصحية لابنتها أصبحت صعبة للغاية في ظل عدم تكنها من حضور جلسات الغسيل الكلوى، بجانب المجاعة التي يعاني منها القطاع، وعدم قدرتها على توفير الطعام لأبنائها بعد استشهاد الزوج، مطالبة بسرعة الاستجابة لندائها بسفر ابنتها للعلاج في الخارج بعد تدهور حالتها الصحية.
تخشى زوجة اللاعب الفلسطيني من أن يزداد عدد ضحايا أسرتها مع وجد خمسة أطفال في أعمار مختلفة لم يعد يجدون من يأتي لهم بالطعام من مراكز المساعدات، خاصة مع تفاقم أعداد ضحايا سوء التغذية، ففي 25 أغسطس، أكد المفوض العام للأونروا فيليب لازاريني، أن المجاعة باتت آخر الكوارث التي تضرب سكان غزة، والمعاناة الإنسانية بلغت مستويات غير مسبوقة، قائلا إن الجحيم بكل أشكاله يضرب القطاع، وشعار "لن يتكرر ذلك أبدًا" أصبح يتكرر عمدًا، هذا سيلاحقنا، الإنكار هو أبشع أشكال تجريد البشر من إنسانيتهم.
وأضاف في بيان نشرته الوكالة الأممية :"لقد حان الوقت كي تتوقف الحكومة الإسرائيلية عن ترويج رواية مغايرة، وأن تسمح للمنظمات الإنسانية بإدخال المساعدات دون قيود، وتمكين الصحفيين الدوليين من تغطية ما يجري على الأرض بشكل مستقل، وكل ساعة تمر تُحسب على أرواح الناس"، داعيا إلى وقف فوري لإطلاق النار وفتح المعابر الإنسانية.
تصريحات المفوض العام للأونروا أكدتها تصريحات مدير عام وزارة الصحة بغزة، منير البرش في نفس اليوم، خلال بيان للوزارة، بأن المجاعة تتوسع وتوقعنا تدخلا دوليا بعد الإعلان الأممي عن المجاعة.