تناول الطعام بهذه الطريقة أثناء الوقوف يضر صحتك وجهازك الهضمى

في ظلّ جدول أعمالنا المزدحم والسريع، يميل الكثيرون إلى تناول الطعام وقوفًا أو مشيًا، فعلى سبيل المثال، أصبح تناول فطور سريع أثناء الذهاب إلى العمل، وتناول وجبات خفيفة في الطريق والوقوف أثناء تناول الطعام أمرًا شائعًا، لتوفير الوقت، ولكن تكرار هذه العادة قد يكون له عواقب وخيمة على صحتك وجهازك الهضمي، وفقًا لتقرير موقع "تايمز أوف انديا".

كيف يؤثر الوقوف أثناء تناول الطعام على تدفق الدم والهضم؟
 

عند الوقوف أثناء تناول الطعام، تتسبب الجاذبية في تجمع الدم في ساقيك، وهذا يقلل من تدفق الدم إلى أعضاء الجهاز الهضمي، وقد يؤدي نقص تدفق الدم هذا إلى إعاقة عملية الهضم، مسببًا أعراض مزعجة مثل الغازات والانتفاخ وعسر الهضم، حيث أن وضعية الجسم التي تتخذها أثناء تناول الطعام مهمة فيما يتعلق بالهضم، وتشير الأبحاث المنشورة في مجلةCanadian Science Publishing Journal ، إلى أن الطعام يتحرك ببطء أكبر عبر المعدة عند الجلوس أو الاستلقاء مقارنةً بالوقوف، وأظهرت الدراسة أيضًا أن تناول البروتين على وجه الخصوص أثناء الجلوس بشكل مستقيم يحسن إفراغ المعدة وهضم البروتين وتوافر الأحماض الأمينية في الدم مقارنة بالاستلقاء.

هل الوقوف أثناء الأكل يساعد على خسارة الوزن؟
 

وجدت دراسة نُشرت في المجلة الأوروبية لأمراض القلب الوقائية أن الوقوف قد يساعد على حرق سعرات حرارية أكثر بقليل، ووجدت هذه الدراسة أن الوقوف لمدة ست ساعات يحرق حوالي 54 سعرة حرارية أكثر من الجلوس، مما قد يؤدي إلى فقدان 10 كجم (22 رطلاً) على مدى أربع سنوات لشخص يزن 65 كجم (143 رطلاً).

سلبيات وإيجابيات تناول الطعام أثناء الوقوف
 

غالبًا ما يرتبط تناول الطعام أثناء الوقوف بسرعة، وقد يؤدي تناول الطعام بسرعة إلى ابتلاع كمية زائدة من الهواء، وزيادة الغازات والشعور بعدم الراحة، كما أن المضغ غير الجيد قد يسبب تقلصات في البطن، لأن المعدة تحتاج إلى وقت أطول لهضم الطعام، وقد تؤثر سرعة تناول الطعام سلبًا على عملية الهضم وتؤدي إلى الانتفاخ، لذلك من الضروري اتباع نهج أبطأ وأكثر وعيًا لتجنب الشعور بعدم الراحة وتحسين امتصاص العناصر الغذائية.

تناول الطعام وقوفًا يدفعك للإفراط في تناول المزيد
 

يمكن أن يُسرع تناول الطعام أثناء الوقوف عملية الهضم، مما يجعلك تشعر أحيانًا بالجوع، حيث تُرسل معدتك شعورًا بالشبع إلى دماغك بناءً على مدى تمددها ومدة امتلائها، ويمكن للأطعمة سريعة الهضم، مثل الكربوهيدرات المُصنعة، أن تجعلك ترغب في تناول المزيد، بينما تُوفر الأطعمة الغنية بالألياف والبروتينات شعورًا بالشبع يدوم لفترة أطول، لذلك قد يُشجع الهضم السريع الناتج عن الوقوف، دون قصد، على الإفراط في تناول الطعام.

الوقوف أثناء الأكل قد يسبب الانتفاخ
 

قد يؤدي الهضم السريع أثناء الوقوف إلى نتائج عكسية أحيانًا، خاصةً مع الأطعمة الغنية بالكربوهيدرات، فالكربوهيدرات غير المهضومة قد تُسبب الغازات والانتفاخ، الأشخاص الذين يعانون من عدم تحمل اللاكتوز أو حساسية الفودماب أكثر عرضة لانزعاج هضمي عند تناول الطعام بسرعة أثناء الوقوف، لذلك فإن الوعي بحساسية الطعام وتناول الطعام بحرص يُساعد في تقليل هذه الآثار.

كما أن التمهل والمضغ جيدًا والجلوس أثناء تناول الطعام يُحسن امتصاص العناصر الغذائية، ويُقلل من الانتفاخ، ويُعزز صحة الأمعاء بشكل عام، ويحسن الهضم.

تناول الطعام عند الوقوف يقلل الارتجاع وحرقة المعدة
 

بالنسبة للأشخاص الذين يعانون من ارتجاع المريء أو مرض الارتجاع المعدي المريئي (GERD)، يُمكن أن يكون الوقوف منتصبًا أثناء تناول الطعام مفيدًا، حيث يحدث الارتجاع عندما ترتد حمض المعدة إلى المريء، مما يُسبب حرقة المعدة، يُساعد البقاء منتصبًا على مساعدة الجاذبية على الهضم ويُقلل الضغط في المعدة، مما يُقلل من خطر الارتجاع.

بالإضافة إلى ذلك، يُمكن أن يُساعد تناول وجبات أصغر وأكثر تكرارًا، وتجنب الوجبات الخفيفة في وقت متأخر من الليل، والحد من الأطعمة المُحفزة مثل الأطباق الحارة أو الدهنية، في تخفيف الأعراض، كما أن شرب الماء ببطء والحفاظ على وزن صحي يُعزز الهضم ويُقلل من تكرار نوبات الارتجاع.

أفضل الأوضاع لتناول الطعام
 

الوضعية المستقيمة أثناء تناول الطعام أفضل عمومًا للهضم، سواء كنت جالسًا أو واقفًا مستقيمًا يُسهل ذلك حركة الطعام من المعدة إلى الأمعاء بفعل الجاذبية، ويُقلل من خطر الاختناق، ولكن يجب الحرص أيضًا على تناول الطعام ببطء، والمضغ جيدًا، والحفاظ على وضعية سليمة لتجنب مشكلات الهضم وتحسين امتصاص العناصر الغذائية.