تعد الجرائم الجنسية، سواء ضد البالغين أو الأطفال، من أكثر الجرائم المهددة لسلامة المجتمع، والتي تستدعى وجود عقوبات رادعة تمنع من انتشار مثل تلك الجرائم، من بينها عقوبة "الإخصاء الكيميائى" التي تطبقها عدد من الدول على من يثبت ارتكابهم لتلك الجرائم.
وتعد كازاخستان من الدول المطبقة لعقوبة الإخصاء الكيميائى على المتحرشين بالأطفال منذ عام 2016، إلا أنها أصدرت مؤخرا عددا من الضوابط الخاصة بتطبيق تلك العقوبة، مثل ان يتم تنفيذ العقوبة قبل 12 شهرا على الأقل من انقضاء فترة السجن التي يقضيها المتحرش بالسجن، وإجراء فحص نفسي لتحديد وجود أو عدم وجود اضطرابات نفسية وميول نحو العنف الجنسي لدى المدانين، كذلك المتابعة مدى الحياة، بدلا من 8 سنوات، على المدانيين بتلك الجرائم بعد إطلاق سراحهم لضمان التزامهم.
وتتطبق تلك العقوبة بعض الدول مثل اندونيسيا والبيرو ومدغشقر، بجانب عدد من الولايات الأمريكية مثل ألباما وفلوريدا ولويزيانا، بينما تدرس دول أخرى تطبيق نفس العقوبة، على رأسها المملكة المتحدة، التي أطلقت برنامج تجريبى منذ مايو الماضى، يشمل حوالى 20 سجنا، يشمل، وفقا لموقع "BBC"، تطبيق العقوبة على حوالى 6400 من مرتكبي الجرائم الجنسية، والذين يخضعون أيضا للعلاج النفسي، للمساعدة في تغيير سلوكهم والحد من الجرائم مثل الاغتصاب والاعتداء.
ما هو الإخصاء الكيميائى؟
وفقا لموقع "Health line"، فإن الإخصاء الكيميائي هو استخدام أدوية لخفض إنتاج الهرمونات الذكورية في الخصيتين " الأندروجينات"، الأمر الذى يؤدى إلى انخفاض الرغبة الجنسية أو انعدامها، وانكماش الخصيتين، وانخفاض الخيالات والأفكار الجنسية.
ويستمر مفعول الإخصاء الكيميائي طالما استمر المريض بتناول الأدوية، وبمجرد التوقف عن تناولها، يعود إنتاج الهرمونات إلى طبيعته.
الفرق بين الإخصاء الكيميائي والجراحي
يُجرى الإخصاء الكيميائي عن طريق تناول أدوية عن طريق الفم أو الحقن أو زرعة تحت الجلد، الأمر الذى يؤثر هذا على مستويات الهرمونات، ولكن لا يحدث تغيير فوري في مظهر الخصيتين، ومع ذلك، قد تتقلص الخصيتان مع مرور الوقت، لكن يمكن عكس تلك الآثار لاحقا بتلقى العلاج اللازم.
أما الإخصاء الجراحي، المعروف أيضًا باسم استئصال الخصية، هو إزالة إحدى الخصيتين أو كلتيهما، ويمكن اعتباره شكلًا جراحيًا من أشكال العلاج الهرموني، لكن لا يمكن عكس آثار تلك الجراحة.
الأثار الجانبية الأخرى للإخصاء الكيميائى
على المدى الطويل، قد يؤدي الإخصاء الكيميائي أيضًا إلى:
هشاشة العظام
انخفاض مستوى الجلوكوز في الدم
الاكتئاب
العقم
فقر الدم
فقدان كتلة العضلات
زيادة الوزن
كما أن الرجال الذين الأدوية المثبطة للهرمونات، قد يكونون أكثر عرضة لخطر الإصابة بما يلي:
داء السكري
ارتفاع ضغط الدم
السكتة الدماغية
النوبات القلبية
مشاكل في التفكير والتركيز والذاكرة
عقوبة مثيرة للجدل
وتعد عقوبة الإخصاء الكيميائى من العقوبات المثيرة للجدل ما بين مؤيد ومعارض، حيث يراها البعض عقوبة رادعة لمرتكبى مثل تلك الجرائم، في حين يراها البعض الأخر عقوبة مهينة إنسانيا ولن تؤدى إلى القضاء على الجرائم الجنسية بشكل تام، وهو الرأي الذى تتفق معه منظمة العفو الدولية، والتي أصدرت بيانا العام الماضى، عقب إعلان مدغشقر فرض أحكام الإخصاء الجراحى أو الكيميائى على مغتصبى الأطفال، وذفت فيه هذا الإجراء بأنه "قاسى وغير إنسانى ومهين"
في الوقت نفسه اثار اتجاه بريطانيا لتطبيق تلك العقوبة جدلا واسعا، ووفقا لموقع "الجارديان"، أعلن خبراء بارزون في مجال استخدام الإخصاء الكيميائي للتعامل مع مرتكبي الجرائم الجنسية، إنهم سيرفضون المشاركة في أي برنامج في المملكة المتحدة يجعل التدخل إلزاميا، وواصفين الأمر بأنه من غير الأخلاقي استخدام الأدوية للعقاب بدلًا من العلاج.
الاستخدامات الطبية للإخصاء الكيميائي
بخلاف العقوبات، يستخدم الإخصاء الكيميائي بشكل طبى لعلاج أنواع السرطان المعتمدة على الهرمونات، مثل سرطان البروستاتا، حيث يمكن أن يساعد خفض مستويات الأندروجينات في إبطاء نمو السرطان وانتشاره.
ويمكن أيضًا استخدام الإخصاء الكيميائي لإبطاء تطور سرطان الثدي لدى الرجال.