مع التقدم في العمر، يبدأ الجسم في العمل بوتيرة أبطأ، ويصبح فقدان الوزن أكثر تعقيدًا مما كان عليه في العشرينيات أو الثلاثينيات.لكن هذا لا يعني أن الأمر مستحيل، فالخمسينيات هي الوقت الأنسب لمصالحة نفسك مع جسدك وإعادة ضبط أسلوب حياتك بما يتناسب مع احتياجاتك الجديدة.
بحسب موقع Everyday Health، فإن مجموعة من التعديلات الصغيرة في نمط الحياة يمكن أن تُحدث فارقًا ملموسًا في وزنك وصحتك العامة.
النساء في الخمسينيات لسن في نهاية الطريق، بل في بداية مرحلة جديدة يمكن فيها بناء علاقة صحية مع الجسد.
الانضباط في الطعام، والنوم الجيد، والنشاط المعتدل، ومراقبة الحالة الهرمونية — كلها عناصر تُعيد التوازن بين العقل والجسم.
أولًا: تابعي وزنك بوعي دون خوف
كثير من النساء يتجنبن الميزان خوفًا من الرقم الذي سيظهر عليه، لكن تجاهل الواقع لا يُغيّر الحقيقة.
المتابعة المنتظمة للوزن تمنحك رؤية واضحة لأي زيادة مبكرة، مما يسهل السيطرة عليها قبل أن تتحول إلى مشكلة مزمنة.
اجعلي قياس الوزن عادة أسبوعية بسيطة دون ضغط نفسي، فالمعرفة أول خطوة في السيطرة.
ثانيًا: خفّفي السعرات تدريجيًا
مع التقدم في العمر، تقل كفاءة الجسم في حرق الطاقة. لذا فإن تناول نفس كمية الطعام السابقة سيؤدي لا محالة إلى زيادة الوزن.
توصي الدراسات بتقليل السعرات اليومية بنحو 200 سعرة فقط، وهو تعديل بسيط لكنه كافٍ لتجنب تراكم الدهون مع الوقت.
المفتاح هنا هو الاستمرارية لا الحرمان.
ثالثًا: دوّني طعامك لتدركي عاداتك
كتابة كل ما تأكلينه، سواء في مفكرة أو عبر تطبيق على الهاتف، يمنحك وعيًا أكبر بعاداتك الغذائية.
ستفاجئين حين تكتشفين عدد السعرات التي تستهلكينها دون انتباه، فقط عبر "قضمات صغيرة".
دوّني مباشرة بعد كل وجبة أو وجبة خفيفة لتكون بياناتك دقيقة، فالتأجيل يجعل التفاصيل تُنسى.
رابعًا: يوم نباتي في الأسبوع يُحدث فرقًا
تخصيص يوم خالٍ من اللحوم أسبوعيًا يُقلل من الدهون المشبعة ويدعم صحة القلب.
اجعلي وجبتك في هذا اليوم تعتمد على الخضروات، الحبوب الكاملة، والبقوليات مثل العدس والفاصوليا كمصدر أساسي للبروتين.
هذه الوجبات أخف على الجسم وأسهل للهضم، وتساعد على الشعور بالشبع دون سعرات زائدة.
خامسًا: لا تتوقفي عن الحركة
حتى وإن بدا النشاط مرهقًا في البداية، فإن التمارين المنتظمة تُعيد للجسم مرونته وتُسرّع عملية الأيض.
مارسي أنشطة معتدلة مثل المشي، السباحة أو ركوب الدراجة، وأضيفي تمارين القوة للحفاظ على كتلة العضلات التي تتراجع طبيعيًا مع العمر.
القوة العضلية هي السلاح الأهم لمكافحة بطء الأيض وزيادة الوزن.
سادسًا: افهمي تأثير الهرمونات
انقطاع الطمث يُغيّر توازن الهرمونات في الجسم، وغالبًا ما يرتبط بزيادة الدهون حول البطن.
يمكن للعلاج الهرموني الذي يقرره الطبيب أن يُخفف من الأعراض مثل الهبات الساخنة والتقلبات المزاجية، مما يساعدك على النوم الجيد والاستمرار في عادات صحية.
لكن يجب استشارة الطبيب دائمًا، فالعلاج لا يناسب جميع النساء.
سابعًا: راجعي أدويتك
بعض الأدوية التي تُستخدم لعلاج الضغط أو الاكتئاب أو السكري قد تُبطئ الأيض أو تزيد الشهية.
إذا لاحظتِ زيادة في الوزن غير مبررة، ناقشي طبيبك حول بدائل أكثر ملاءمة لحالتك.
لا توقفي الدواء بنفسك أبدًا، بل اجعلي التعديل تحت إشراف طبي.
ثامنًا: افحصي الغدة الدرقية عند الشك
قصور الغدة الدرقية من الحالات الشائعة بعد الخمسين، وغالبًا ما يُسبب زيادة في الوزن مع تعب غير مبرر.
اختبار بسيط للدم يمكن أن يوضح إذا كانت الغدة تعمل بكفاءة، والعلاج بالهرمونات يعيد التوازن ويُسهّل التحكم في الوزن.
تاسعًا: تحكّمي في التوتر قبل أن يتحكم فيك
ضغوط الحياة المهنية أو العائلية في هذه المرحلة قد تدفع إلى الأكل العاطفي أو قلة النشاط.
مارسي أنشطة تهدئ أعصابك مثل التنفس العميق أو المشي الهادئ أو التأمل، فالعقل الهادئ يساعد الجسم على فقدان الوزن بسهولة أكبر.
عاشرًا: لا تفقدي الحماس
خسارة الوزن رحلة طويلة تتطلب صبرًا أكثر مما تتطلب حمية صارمة.
قد تأتي أيام تفقدين فيها الحافز، لكن لا بأس.
عودي في اليوم التالي بخطوة واحدة صغيرة، مثل وجبة صحية أو نزهة قصيرة، فكل عادة جيدة تُراكم النتائج بمرور الوقت.