المخرج محمد عبد العزيز لـ اليوم السابع: تكريمى بمهرجان القاهرة السينمائى لحظة فارقة فى حياتى لأنه من أعرق مهرجان بمصر.. تعاونى مع كريم ابنى أمر صعب.. وأشعر بحسرة لما وصلت له السينما المصرية

الأربعاء، 15 أكتوبر 2025 09:03 م
المخرج محمد عبد العزيز لـ اليوم السابع: تكريمى بمهرجان القاهرة السينمائى لحظة فارقة فى حياتى لأنه من أعرق مهرجان بمصر.. تعاونى مع كريم ابنى أمر صعب.. وأشعر بحسرة لما وصلت له السينما المصرية محمد عبد العزيز

حوار شيماء منصور

هو واحد من أهم صناع البهجة في تاريخ السينما المصرية، مخرج امتلك حسا فنياً راقيا، وقدرة استثنائية على قراءة الجمهور، فصنع أفلامًا أصبحت جزءًا من ذاكرة المصريين ووجدانهم، إنه المخرج الكبير محمد عبد العزيز، الذي لا تزال أعماله تضيء الشاشة حتى اليوم، وتدرس في معاهد السينما كنماذج للفن الهادف المتكامل.

أيام قليلة ويتسلم المخرج الكبير محمد عبد العزيز جائزة الهرم الذهبي لإنجاز العمر بمهرجان القاهرة السينمائي الـ 46، والذي ينطلق في الفترة من 12 إلى 21 نوفمبر 2025، وهو المخرج الذي يستحق بجدارة ذلك التكريم، حيث بدأ حياته الفنية في منتصف الستينيات كمساعد مخرج في أفلام هامة مثل القاهرة 30 - 1966، وأبي فوق الشجرة - 1969، ونحن لا نزرع الشوك - 1970، وثرثرة فوق النيل - 1971. انطلق ليصبح مخرجًا محترفًا في بداية السبعينيات، حيث كانت بدايته بفيلم صور ممنوعة - 1972، وكان ذلك من آخر أفلام الأبيض والأسود في تاريخ السينما المصرية.

تميز محمد عبد العزيز برؤية إخراجية مميزة وأسلوب فني يجمع بين الواقعية والكوميديا الاجتماعية، مما جعله يشكل علامة فارقة في تجديد هذا النوع السينمائي الذي أعاد إليه الحياة من خلال مجموعة أفلام ناجحة، مثل في الصيف لازم نحب - 1974، وعالم عيال عيال - 1976، وألف بوسة وبوسة - 1977، بالإضافة إلى تعاونه الطويل مع عادل إمام في أفلام من أشهرها البعض يذهب للمأذون مرتين - 1978، وخلي بالك من جيرانك - 1979، وصولًا إلى حنفي الأبهة - 1990.

قدم عبد العزيز أعمال منها انتبهوا أيها السادة - 1978، والحكم آخر الجلسة - 1985. وكان معروفًا بدقته العالية في التفاصيل، ويُعرف بين زملائه بالمخرج الديكتاتور لحرصه الشديد على إخراج عمل متقن ومحكم.

إلى جانب كونه مخرجًا، عمل محمد عبد العزيز لسنوات طويلة أستاذًا في المعهد العالي للسينما، وتخرج على يديه العديد من المخرجين والممثلين، مما عزز دوره في صناعة الجيل الجديد من فناني السينما المصرية. عائلته الفنية ممتدة، فهو والد الفنان كريم عبد العزيز وشقيق المخرج عمر عبد العزيز.

وبمناسبة تكريمه بمهرجان القاهرة السينمائي كان لليوم السابع لقاء حي معه بتلفزيون اليوم السابع؛ في تحدث فيه عن تكريمه، وذكرياته مع المهرجان منذ انطلاقه، وكشف رؤيته للأجيال الجديدة من صناع الفن.

في البداية أعرب المخرج الكبير محمد عبد العزيز عن سعادته الكبيرة بتكريمه في مهرجان القاهرة السينمائي الدولي، مشيراً إلى أنه لم يكن يتوقع هذا التكريم الذي جاء عن مشوار عمره كله في السينما، مؤكدًا أن هذا الحدث يمثل له لحظة مهمة في مشواره الفني الطويل، وقال عبد العزيز: فوجئت بالتكريم، فقد سبق أن تم تكريمي من مهرجان القاهرة في دورة قديمة كانت مخصصة للكوميديا، وكنت وقتها مكرمًا مع الراحل العظيم فؤاد المهندس.

وتابع: ومنذ نحو شهرين فوجئت بالأستاذ حسين فهمي يخبرني بأن إدارة المهرجان قررت تكريمي من جديد، فأوضحت له أنني قد كرمت من قبل، فقال لي أن التكريم السابق كان عن الكوميديا، أما هذه المرة فالتكريم عن مشوار العمر كله، وهي أعلى جائزة يمنحها المهرجان، جائزة الهرم الذهبي.

وأضاف: أشكر إدارة المهرجان كثيرًا، وأعتبر هذا التكريم لحظة مهمة جدًا لأنه جاء من أعرق مهرجان في بلدي، وتقديرًا لرحلة طويلة من العطاء في السينما والتدريس بأكاديمية الفنون لسنوات طويلة. لقد كان خبرًا سعيدًا للغاية بالنسبة لي.

وعن مهرجان القاهرة وذكرياته معه قال: أنا متابع لمهرجان القاهرة السينمائي منذ لحظاته الأولى، منذ أن كان فكرة لدى الأستاذ كمال الملاخ. حضرت جميع دوراته بلا استثناء، وشاهدت خلالها أفلامًا كثيرة جدًا، وحضرها نجوم كبار من مختلف أنحاء العالم، وأذكر في الدورة التي تحدثت عنها من قبل، كان معنا نجوم عالميون كبار مثل عمر الشريف، وإليزابيث تايلور، وكلوديا كاردينالي وغيرهم. المهرجان وضع نفسه على خريطة المهرجانات السينمائية العالمية، وكانت الفكرة التي بدأها كمال الملاخ عظيمة، واستكملها من بعده الأستاذ سعد الدين وهبة، واستمر المهرجان في رحلة طويلة مليئة بالنجوم والتكريمات ومواكبة النشاط السينمائي المصري والعربي والعالمي.

وعن رؤيته للسينما المصرية في الوقت الراهن، قال عبد العزيز:  السينما المصرية تعاني حاليًا من قلة الإنتاج، ومن تراجع مستوى الاستوديوهات التي نصور فيها، كنا روادًا في المنطقة، وفرضنا اللهجة والسلوك والطباع المصرية على الوطن العربي كله، وكان حجم الإنتاج كبيرًا جدًا، وكان هناك تنوع ضخم في النجوم والمخرجين وأنواع الأفلام، أما الآن فقد وصلنا إلى عدد محدود جدًا من الأفلام، ونوعية قليلة فقط هي التي يمكن أن أقول إنها تمتلك القيمة الحقيقية، فأنا أشعر بالحسرة لأن مصر التي عرفت السينما قبل أمريكا، وبعد ظهورها في فرنسا بشهور قليلة فقط، أصبحت في هذا الوضع المؤسف.

وتابع: كانت لدينا صناعة عريقة جدًا فرضت ريادتها واسم مصر في المنطقة كلها، والآن نرى تراجعًا في الإنتاج ونوعية الأفلام، وهذا أمر يضايقني كثيرًا.

وعن سبب عدم تقديمه لأعمال جديدة مؤخرًا، أوضح عبد العزيز قائلا: رحلتي كانت طويلة جدًا، خضنا فيها حروبًا كثيرة لنثبت وجودنا ونقدم أفلامنا، فقد أخرجت 67 فيلمًا روائيًا، و20 مسلسلًا، وثلاث مسرحيات، إلى جانب عملي بالتدريس في معهد السينما طوال تلك السنوات، لكن العلاقات الإنتاجية اختلفت كثيرًا، وشكل الصناعة تغير، وهذا جعلني أشعر بنوع من الغربة عن المهنة والفن الذي عشقته منذ الطفولة، وأنا الآن سعيد جدًا بوجودي في معهد السينما، فهو بيتي الأول، وارتباطي بالأجيال الجديدة في مختلف فروع الفيلم يسعدني، إذ أتعامل معهم وأتفاعل مع أفكارهم وأنقل إليهم خبراتي، وهذا يسعدني للغاية.

وأضاف المخرج محمد عبد العزيز: كل عام أقابل مواهب كبيرة جدًا في جميع الفروع: الإخراج، السيناريو، الإنتاج، الديكور، والتصوير، لكن بعضهم تهرس مواهبه تحت عجلة الإنتاج،  أو ينجرفون وراء الجانب التقني المبهر في الصوت والصورة ويبتعدون عن المضمون، نحن في زمننا كنا نعاني من ضعف الإمكانيات، الكاميرات كانت محدودة، والصوت سيئ، والمعامل في حالة صعبة، ومع ذلك بقيت أفلامنا وأثرت في الناس على مدى سنوات طويلة، لأن المضمون هو الذي يبقى، لا الإبهار التقني الزائل.

وعند سؤاله عن إمكانية تقديم عمل يجمعه بالنجم الكبير كريم عبد العزيز، رد قائلاً: هذا أمر صعب، كريم شق طريقه من خلال جيله، ونحن جيل الستينيات والسبعينيات، بينما هم أبناء العصر الحالي، لهم أفكارهم ورؤاهم، وهذا طبيعي جدًا، كما حدث في جيل عبد الحليم حافظ عندما ظهر مع كمال الطويل ومحمد الموجي ثم بليغ حمدي، فقد كان هناك تجاوب كبير بين أبناء الجيل الواحد وأفكارهم.

حوار المخرج محمد عبد العزيز
حوار المخرج محمد عبد العزيز


أخبار اليوم السابع على Gogole News تابعوا آخر أخبار اليوم السابع عبر Google News
قناة اليوم السابع على الواتساب اشترك في قناة اليوم السابع على واتساب