المواقع الأثرية بمدينة برسبوليس الإيرانية معرضة للخطر بسبب المياه الجوفية

الثلاثاء، 14 أكتوبر 2025 02:00 ص
المواقع الأثرية بمدينة برسبوليس الإيرانية معرضة للخطر بسبب المياه الجوفية المواقع الأثرية بمدينة بريسبوليس

كتبت ميرفت رشاد

كشف خبراء الآثار عن مخاوفهم، بشأن الأضرار طويلة الأمد التي قد تلحق بالآثار القديمة، بسبب غرق الأرض الواقعة تحت أحد أثمن المواقع الأثرية في إيران بمعدلات مثيرة للقلق، تقع مدينة برسبوليس، العاصمة الاحتفالية للإمبراطورية الفارسية ، التي أسسها داريوس الأول عام 518 قبل الميلاد، على بُعد بضع مئات الأمتار (حوالي 1640 قدمًا) من سهل مرودشت، وهي منطقة تشهد الآن هبوطًا أرضيًا كبيرًا، وفقا لما نشره موقع" greekreporter".

أفاد باحثون بأن مستوى الأرض المحيطة ينخفض ببضع بوصات إلى أكثر من قدم سنويًا، يُهدد هذا التحول استقرار المنحوتات والهياكل الحجرية التي صمدت لأكثر من 2500 عام، يُسلط هذا التأثير على مدينة برسبوليس القديمة الضوء على أزمة متفاقمة ناجمة عن نضوب المياه الجوفية في جميع أنحاء إيران.

ليست المشكلة معزولة

فمواقع أخرى مُدرجة على قائمة اليونسكو للتراث العالمي ، مثل باسارجاد ومدينة يزد التاريخية، تقع أيضًا بالقرب من مناطق تشهد حركة أرضية مماثلة، ووفقًا لمهدي مُتقي، الجيوفيزيائي في مركز هيلمهولتز لأبحاث المحيطات في كيل، فإن الدراسات الدقيقة الخاصة بكل موقع هي وحدها القادرة على تحديد التأثير الدقيق، ولكن الخطر على هذه المواقع مؤكد مع مرور الوقت.

 

الإفراط في استخدام المياه الجوفية يعمق الأزمة

ويرى مهدي مُتقي أن السبب الرئيسي لغرق السد هو الاستخراج المفرط وغير المستدام للمياه الجوفية، تُسهم هذه الممارسة الراسخة أيضًا في التصحر في أجزاء كبيرة من البلاد.

وأشار إلى أن إيران سحبت كميات من المياه تفوق قدرة الطبيعة على تعويضها منذ سبعينيات القرن الماضي، مما أدى إلى فقدان أكثر من 70% من احتياطياتها من المياه الجوفية.

يستخدم الباحثون الآن تقنية الرادار لرصد الهبوط بدقة أكبر،تُمكّن هذه الطريقة العلماء من رصد التغيرات السطحية الطفيفة، وتساعد السلطات على الاستجابة بفعالية أكبر.

الجهود والعقبات أمام التعافي

تعهدت إيران بخفض استهلاك المياه على المستوى الوطني في السنوات القادمة، وتشمل الاستراتيجيات تحسين أنظمة الري وتوسيع جهود إعادة استخدام المياه في الزراعة والمناطق الحضرية ومع ذلك، كان التقدم بطيئًا.

وأشارالخبراء إلى نجاح العاصمة التايلاندية بانكوك، فى السيطرة على مشاكل مماثلة في ثمانينيات القرن الماضي بعد فرض قيود حكومية على استخدام المياه الجوفية.
وشهدت المدينة انخفاضًا في معدل هبوط الأرض من 120 مليمترًا (4.7 بوصة) سنويًا إلى أقل من 20 مليمترًا (أقل من بوصة واحدة) في العديد من المناطق بحلول العقد الأول من القرن الحادي والعشرين.

يعتقد أندرو بيرسون، من المركز الدولي لتقييم موارد المياه الجوفية، أنه على الرغم من عدم وجود حل واحد، فقد ثبت أن الجهود السياسية تُحقق نتائج ملموسة عند استمرارها.

أما في حالة إيران، فإن العقوبات والتأخيرات البيروقراطية ومحدودية الاستثمار لا تزال تُعيق اتخاذ إجراءات فعالة.

المواقع الأثرية بمدينة بريسبوليس
المواقع الأثرية بمدينة بريسبوليس

 

 




أخبار اليوم السابع على Gogole News تابعوا آخر أخبار اليوم السابع عبر Google News
قناة اليوم السابع على الواتساب اشترك في قناة اليوم السابع على واتساب