أصبحت البريطانية كاتي ميتشل، البالغة من العمر 53 عاما، أطول شخص يظل على قيد الحياة في المملكة المتحدة بعد إجراء جراحة لزراعة القلب عام 1987، حيث إنها مازالت على قيد الحياة وبصحة جيدة بعد مرور 38 عاما على إجراء الجراحة.
ووفقا لموقع "الجارديان"، تم تشخيص كاتى وهى في عمر 11 عاما، بالإصابة بمتلازمة آيزنمنجر، وهو مرض خلقي نادر سبب لها تلفا رئويا لا رجعة فيه وفشل في القلب، مما استلزم إجراء جراحة لزراعة القلب لإنقاذ حياتها عند بلوغها عمر 15 عاما.
وتم تشخيص حالة ميتشل بمتلازمة آيزنمنجر عندما كانت في الحادية عشرة من عمرها، وكانت تعاني من ارتفاع ضغط الدم في الشرايين الرئوية، مما تسبب في زيادة مقاومة تدفق الدم عبر الرئتين، الأمر الذى أدى إلى الإصابة بتلف رئوي لا رجعة فيه وفشل القلب.

كاتى ميتشيل بعد الجراحة
خضعت ميتشل لعملية زرع مشتركة في مستشفى رويال بابورث في سبتمبر 1987، وهو إجراء نادر للغاية لدرجة أنه يتم إجراء حوالي خمس عمليات فقط في المملكة المتحدة كل عام.
وقالت كاتى إنها بفضل التبرع بالأعضاء، حصلت على هدية حياة طبيعية، موضحة أنها تفكر كثيرًا في المتبرع، وخاصةً في ذكرى عملية الزرع، و تفكر في عائلته وما شعرت به حينها.
وأضافت كاتى: "أعلم أن متبرعتي كانت شابة، واتخذت عائلتها هذا القرار في وقت عصيب من حياتهم. أنا ممتنة جدًا"، قائلة "يصعب عليّ وصف شعوري وأنا أعلم أنني الآن أقدم متلقية لزراعة قلب ورئة في المملكة المتحدة".
وقالت انها علمت بوفاة الأشخاص الذين أجروا نفس عملية زرع الأعضاء في نفس الوقت، ولكن من دواعي السرور أنها حصلت على كل هذا الوقت الإضاف، مضيفة أنها لا تعرف سبب نجاح الجراحة كل تلك السنوات، ربما لأن مثبطات المناعة تناسبها أكثر من غيرها، حيث إنه لكل شخص ردود فعل مختلفة تجاه الأدوية، ولكل شخص نظامه العلاجي الخاص.
يوجد حاليًا 8124 شخصًا في قائمة انتظار زراعة الأعضاء في المملكة المتحدة، بما في ذلك 12 شخصًا ينتظرون عملية زراعة القلب والرئة.الجدير بالذكر أن كاتى ميتشل خضعت أيضًا لعمليتي زرع كلى، من متبرعين متوفين عامي ١٩٩٤ و٢٠١٥.
وقال ماريوس بيرمان، رئيس فريق الجراحة في عملية زرع الأعضاء بمستشفى رويال بابوورث، إنه من الرائع أن نرى كاتي تواصل العيش على أكمل وجه، بعد 38 عامًا من إجراء عملية زرع الأعضاء لها، موضحا أن رؤية نجاحها العميق هو شهادة على مهارة العديد من فرق هيئة الخدمات الصحية الوطنية، وكرم المتبرعين، ومرونة المرضى مثل كاتي، وأن رحلتها تقدم أملاً حقيقياً للآخرين الذين ينتظرون حالياً عمليات زرع الأعضاء، ويذكرنا جميعاً بأهمية التبرع بالأعضاء.