يستعد الملك تشارلز الثالث، لاستضافة الرئيس الألماني فرانك فالتر شتاينماير، والسيدة الأولى إلكي بودينبندر، خلال زيارة دولية رسمية إلى المملكة المتحدة تستمر ثلاثة أيام، في الفترة من 3 إلى 5 ديسمبر المقبل.
ومن المقرر أن يستقبل الملك تشارلز والملكة كاميلا، الضيف الألماني في قلعة وندسور، في زيارة تُعد الأولى من نوعها لرئيس ألماني إلى بريطانيا منذ 27 عامًا، والخامسة منذ عام 1958، وذلك وفقًا لما نشرته صحيفة "ديلى ميل" البريطانية.
الرئيس شتاينماير، البالغ من العمر 69 عامًا، سبق أن زار المملكة المتحدة عدة مرات، كان آخرها في مايو 2023 لحضور مراسم تتويج الملك تشارلز، وأشاد آنذاك بـ"الروابط القوية" بين البلدين، خاصة بعد مساعي المصالحة التي تلت الحرب العالمية الثانية.
ويأتي الإعلان عن الزيارة بعد نحو عامين من زيارة الملك تشارلز إلى ألمانيا، حيث أصبح أول ملك بريطاني يلقي كلمة أمام البرلمان الألماني، في مارس 2023، كما حضر مأدبة رسمية أقامها الرئيس شتاينماير في قصر بيلفيو بالعاصمة برلين، أكد خلالها التزام بلادهما المشترك بدعم أوكرانيا في مواجهة "العدوان غير المبرر"، على حد وصفه.
الملك تشارلز الثالث والملكة كاميلا برفقة الرئيس فرانك فالتر شتاينماير وزوجته إلكي بودينبندر
وكانت تلك الزيارة قد شهدت أيضًا إشادة متبادلة بالعلاقات التاريخية بين لندن وبرلين، إذ وصف الملك تشارلز ألمانيا بأنها "قريبة للغاية من قلوبنا"، ووجه الشكر للشعب الألماني على "الترحيب الدافئ والمؤثر" الذي لقيه.
وتُعد زيارة الرئيس شتاينماير المرتقبة أول زيارة دولة تُستقبل في بريطانيا منذ استضافة الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب وزوجته ميلانيا، كما تمثل استمرارًا للعلاقات الثنائية الوثيقة بين البلدين رغم خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي.
يُذكر أن الملك تشارلز زار ألمانيا أكثر من 40 مرة قبل اعتلائه العرش، وأبدى في تصريحات سابقة إعجابه بالثقافة الألمانية، متحدثًا عن ذكريات تناول النقانق البافارية والبيرة في ميونيخ، ومشيرًا إلى "دفء الصداقة بين الشعبين البريطاني والألماني".
وفي تصريحات سابقة للرئيس شتاينماير، وصف قرار بريطانيا بالانسحاب من الاتحاد الأوروبي بأنه كان "يومًا حزينًا"، لكنه أكد أن العلاقات بين البلدين "ظلت قوية ومتينة"، مشيرًا إلى أن "الروابط الإنسانية والمصالح المشتركة أعمق من أي خلاف سياسي".
وتُعد الدبلوماسية التي تمارسها العائلة المالكة البريطانية، والمعروفة بـ"الدبلوماسية الناعمة"، من أبرز أدوات تعزيز العلاقات التاريخية بين المملكة المتحدة وألمانيا، والتي ساهمت على مدار عقود في ترسيخ التقارب بين البلدين رغم التحولات السياسية الكبرى في أوروبا.