قبل أن يطرق الشتاء الأبواب.. احمِ عينيك من الحساسية الموسمية

الأحد، 12 أكتوبر 2025 09:00 م
قبل أن يطرق الشتاء الأبواب.. احمِ عينيك من الحساسية الموسمية الحساسية الموسمية

كتبت مروة محمود الياس

مع اقتراب فصل الشتاء، تبدأ درجات الحرارة بالانخفاض، ويزداد اعتماد الناس على التدفئة والبقاء في الأماكن المغلقة، في الوقت الذي تُصبح فيه أمراض العيون التحسسية أكثر شيوعًا.فبين الهواء الجاف، والغبار المتصاعد من أجهزة التدفئة، وروائح العطور الثقيلة، تتهيّج العيون لدى الكثيرين وكأن فيها رملاً لا يُرى.إنها ليست مجرد شكوى عابرة، بل قد تكون حساسية في العينين تحتاج إلى عناية خاصة قبل أن تتفاقم وتؤثر على جودة الرؤية والحياة اليومية.هذا ما أكده تقرير نشر فى موقع acaai.


 

 تعرف على طبيعة الحساسية العينية
 

تشبه حساسية العين ردّ فعل مفرطًا من جهاز المناعة تجاه مواد غير ضارة في العادة، مثل حبوب اللقاح أو عث الغبار أو وبر الحيوانات الأليفة.
تتعرف خلايا العين على هذه المواد كأجسام غريبة، فتطلق مواد كيميائية كـ الهيستامين تسبب تمدد الأوعية الدموية واحمرار العين، إضافةً إلى حكة مزعجة ودموع متكررة.إن ما يجعل التشخيص صعبًا أحيانًا هو تشابه أعراض الحساسية مع أمراض أخرى تصيب العين، لذلك يجب فحصها من قبل اختصاصي لتحديد السبب بدقة وتفادي المضاعفات.


 

أعراض حساسية العين… إشارات لا ينبغي تجاهلها
 

قد تختلف الأعراض بين شخص وآخر، لكنها غالبًا تشمل:

إحساس بالحكة أو الوخز المستمر في العينين.

احمرار واضح في الملتحمة أو حول الجفون.

حرقة مزعجة خاصة عند التعرض للغبار أو الهواء الجاف.

دموع مائية صافية لا تتوقف بسهولة.

في الحالات المتقدمة: تورم الجفون وصعوبة تحمّل الضوء الساطع.


وفي كثير من الأحيان، ترافق هذه الأعراض نوبات العطاس وسيلان الأنف المرتبطة بحساسية الأنف، مما يجعل المعاناة مزدوجة.


 

أنواع الحساسية العينية... ليست كلها سواء
 

1. التهاب الملتحمة التحسسي الموسمي
 

هو الشكل الأكثر شيوعًا، ويظهر عادة في الربيع والخريف مع ازدياد تركيز حبوب اللقاح في الهواء.
يشعر المصاب بحكة قوية ودموع غزيرة، وقد يصاحبه تورم تحت العينين يُعرف بـ “الهالات التحسسية”.
ينصح الأطباء في هذه الفترة بتجنّب فرك العينين، لأن الحكّ المستمر يؤدي إلى تهيّج أشد وربما إلى التهاب ثانوي.

2. التهاب الملتحمة الدائم
 

يستمر على مدار العام، وغالبًا ما تسببه المواد المنزلية الدقيقة مثل الغبار أو وبر الحيوانات أو العفن.
ورغم أن الأعراض فيه أخف من الموسمي، إلا أنها متواصلة وتؤثر على راحة المريض ونومه.

3. التهاب القرنية والملتحمة الربيعي
 

يُصيب في الغالب الأطفال والمراهقين الذكور، وغالبًا ما يترافق مع الربو أو الأكزيما.
من علاماته المميزة: إفرازات مخاطية كثيفة، وحساسية شديدة للضوء، والشعور بوجود جسم غريب داخل العين.
في حال إهماله، قد يؤدي إلى ضعف مؤقت في النظر.

4. التهاب القرنية والملتحمة الأتوبي
 

يظهر لدى الرجال البالغين ممن لديهم تاريخ طويل مع أمراض الجلد التحسسية.
يتصف بإفرازات كثيفة ولزجة، وتلتصق الجفون صباحًا، كما يمكن أن يسبب في الحالات المزمنة تندب القرنية إن لم يُعالج بشكل مناسب.

5. التهاب الملتحمة التلامسي والحليمي
 

يرتبط عادة باستخدام العدسات اللاصقة أو مستحضرات التجميل غير المناسبة.
يظهر على شكل احمرار، حكة، إفرازات لزجة، وشعور مستمر بوجود شيء في العين.
أما الشكل المتقدم منه، فيُعرف بـ الحليمي العملاق، حيث تتكوّن حبيبات صغيرة على السطح الداخلي للجفن تجعل ارتداء العدسات مؤلمًا ومستحيلاً.


 

الوقاية… خط الدفاع الأول قبل العلاج
 

يُجمع الأطباء على أن تجنّب المهيجات هو الخطوة الأهم في السيطرة على حساسية العين.
وفيما يلي بعض الإجراءات الوقائية البسيطة قبل دخول الشتاء:

أغلق النوافذ أثناء انتشار الغبار أو حبوب اللقاح.

استخدم مكيف الهواء في المنزل والسيارة بدل فتح النوافذ.

ارتدِ نظارات شمسية كبيرة عند الخروج لتقليل دخول المهيجات.

نظّف فراشك بانتظام، واستعمل أغطية مقاومة للعث.

تجنّب الحيوانات الأليفة إن كنت تتحسس من وبرها، واغسل يديك بعد ملامستها.

لا تحكّ عينيك مهما شعرت بالحكة، فذلك يزيد الالتهاب.

 

العلاجات المتاحة... من القطرات إلى الحقن المناعية


1. الدموع الاصطناعية

 

تعمل على غسل العين من مسببات الحساسية وترطيبها.يمكن استخدامها بأمان عدة مرات يوميًا، خصوصًا في الشتاء حين يكون الهواء جافًا.
لكن يجب التأكد من مصدرها، إذ حذّرت إدارة الغذاء والدواء الأمريكية (FDA) من بعض الأنواع الملوثة 

تُساعد على تقليل الاحمرار، لكنها لا تُستخدم لأكثر من ثلاثة أيام متواصلة لتجنب ما يُعرف بـ “الارتداد التحسسي” الذي يجعل العين أكثر تهيجًا بعد التوقف عنها.

3. مضادات الهيستامين الفموية
 

تخفف من الحكة، لكنها قد تُسبب جفاف العينين أو النعاس، لذلك يُفضل استشارة الطبيب قبل استخدامها خاصة لمن يعانون من أمراض مزمنة.

4. القطرات الموصوفة طبيًا
 

هناك أنواع حديثة تجمع بين مضادات الهيستامين ومُثبّتات الخلايا البدينة، توفر راحة سريعة وطويلة الأمد من الحكة والاحمرار والدموع.
تُستخدم مرتين يوميًا تحت إشراف الطبيب.

5. القطرات المضادة للالتهاب
 

سواء كانت غير ستيرويدية أو كورتيكوستيرويدية، فإنها تُخفف التورم والحرقة في الحالات الشديدة.
لكن الاستخدام الطويل للستيرويدات يجب أن يكون تحت إشراف طبيب العيون لتفادي مضاعفات مثل الزرق أو اعتام العدسة.

6. العلاج المناعي (حقن الحساسية)
 

يُعد من أنجع الوسائل طويلة الأمد، إذ يدرّب جهاز المناعة على التوقف عن المبالغة في التفاعل مع المهيجات.
يستغرق العلاج عدة أشهر، وتزداد فعاليته تدريجيًا مع الزمن.


 

 العين هي المؤشر الأول
 

يؤكد الأطباء أن إهمال الأعراض الخفيفة قد يؤدي إلى التهاب مزمن يصعب السيطرة عليه لاحقًا.لذلك، عند ظهور أي من العلامات السابقة، لا بد من مراجعة طبيب الحساسية أو طبيب العيون المختص.فالعين، كما يقول الأطباء، “ليست مرآة الروح فقط، بل مرآة لصحة الجسم بأكمله”.


 

الأطفال وحساسية العين... الوقاية تبدأ مبكرًا
 

حتى الأطفال قد يعانون من هذه الحساسية، خصوصًا من الغبار أو وبر الحيوانات.
يمكن استخدام الدموع الاصطناعية بأمان لهم في أي عمر، أما القطرات المخصصة مثل مضادات الهيستامين فتُستخدم للأطفال فوق سن الثلاث سنوات بعد استشارة الطبيب.


 

 

 




أخبار اليوم السابع على Gogole News تابعوا آخر أخبار اليوم السابع عبر Google News
قناة اليوم السابع على الواتساب اشترك في قناة اليوم السابع على واتساب



الرجوع الى أعلى الصفحة