صدر حديثًا عن الهيئة المصرية العامة للكتاب أحدث أعمال القاص الدكتور محمود فطين، مجموعة قصصية تحت عنوان "تم عمل اللازم" وهي المجموعة القصصية الثالثة في مسيرته الأدبية بعد "كلنا عبده العبيط" و"المركب بتغرق يا قبطان".
وتضم المجموعة القصصية "تم عمل اللازم" ثلاث عشرة قصة قصيرة، ترتبط جميعها بخيط درامي وإنساني واحد، إذ يجتمع بينها محور الموت كحدثٍ رئيسي، لكنه يظهر في كل قصة بصورة مختلفة وسياق مغاير. فالقاص يتناول الموت لا بوصفه نهاية، بل بوصفه مساحة للتأمل وكشف ما وراء الإنسان من مشاعر وخفايا. وتتنوع أجواء القصص ما بين الواقع والخيال، والحياة والموت، في معالجة تجمع بين الرمزية والواقعية.
كما تتقاطع معظم أحداث القصص مع أجواء المستشفيات، التي تتحول في رؤية الكاتب إلى مسرحٍ درامي يختزل صراع الإنسان مع الحياة، ويكشف عن جوانب الرحمة والضعف والأمل في آنٍ واحد. ومن خلال هذه البيئات المتكررة، ينسج محمود فطين عالمًا سرديًا خاصًا، يجمع بين التجربة الإنسانية العميقة والطرح الفلسفي الهادئ الذي يميّز أعماله السابقة.
محمود فطين طبيبٌ وقاص، صدر له من قبل مجموعتان قصصيتان هما «المركب بتغرق يا قبطان» (2015)، و«كلنا عبده العبيط» (2018)، يتميز أسلوبه بالجمع بين الكتابة الذاتية والنقد الاجتماعي والأدبي. يتناول الكاتب في فصول أعماله المختلفة الأشكال الفنية التي بزغت في تلك الفترة في مجالات الموسيقى والأدب والرسم والشعر، متتبعًا التحولات الثقافية والاجتماعية التي صاحبتها.
وكان آخر أعماله كتاب «أشباح يناير»، الذي يفحص بعض الأحداث التي وقعت في الفترة ما بين عامي 2011 و2013 من واقع معايشته لها، ويقدم الكاتب من خلاله نظرة دقيقة وقراءة في عقل جيلٍ كامل عبر التعبير الفني عن تلك المرحلة، كما يظهر في الشعر والموسيقى وبعض الأنشطة الفنية الأخرى، وذلك في محاولةٍ لاستقراء إمكانيات تطور هذه المجالات في ضوء ارتباطها بظروف الحياة المصرية الراهنة.

تم عمل اللازم