أكرم القصاص - علا الشافعي

صلاح السروى: المجموعة القصصية "كلنا عبده العبيط" صرخة ومحاولة لبناء الفن

الخميس، 22 نوفمبر 2018 10:28 ص
صلاح السروى: المجموعة القصصية "كلنا عبده العبيط" صرخة ومحاولة لبناء الفن غلاف المجموعة
كتب محمد عبد الرحمن

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
استضاف نادى أدب آفاق اشتراكية ندوة لمناقشة المجموعة القصصية "كلنا عبده العبيط" للقاص الشاب محمود فطين، والصادرة عن دار الثقافة الجديدة، بحضور عدد من المثقفين والنقاد.
 
وقال الناقد الدكتور صلاح السروى، أستاذ الأدب العربى الحديث بكلية الآداب جامعة حلوان، إن طموح المجموعة لاقتناص حقيقة اللحظة الإنسانية صنف المجموعة ضمن ما اسميه قصص ما بعد 25 يناير مثل أدب ما بعد نكسة 67 فهي تنتمي لكتابة ما بعد الثورات.
 
وأضاف "السروى"، خلال مناقشته المجموعة، أن المجموعة مليئة بنقد الذات ونقد الآخرين والمشاعر المفعمة وأسى واضح دفين يتخللها مع الإحساس بالهزيمة، مشيرا إلى أن هذه القصص صرخة أكثر منها محاولة لبناء الفن وإن لم تعدم الإهاب الفني المقنع وهي تمضي في اتجاه ما يسمى "بنية الإخفاق" أو قصة الأزمة حيث المثقف يرى بعين بصيرة الأمام مثل قصة رائحة الدخان لإدريس علي وهو الاتجاه الذي ترعرع عقب 67، هذا الاتجاه الآن يتجدد بعد أن انقطع.
 
ولفت الدكتور صلاح السرورى، إلى أن "كلنا عبده العبيط" تبدو  فى نزعة المذكرات أو تقنية كتابة التقرير مع ظهور تحطيم الحائط الرابع في قصص (نص متعدد الأغراض) و(ملل)، موضحا لسنا إزاء قصص بل تلاعب بالقارئ وتخييل يود أن ينقل إلى القارئ أكثر مما يريد أن يمتعه بشكل أقرب إلى الملحمية في صيغة مراوغة: أكتب خيالا/أكتب واقعًا، فتبدو فيها الشبحية أو الواقع المرائي كما في أعمال أخرى مثل سورة الأفعى لمصطفى الشيمي.
 
وتابع "السروى" بنية الأسى الذي يعبر عن نفسه في كل قصص المجموعة، قصة "عبده العبيط" الألفاظ تحتمل أكثر من دلالاتها المباشرة وفيها الرنو نحو المغاير والمختلف كتطلع شخصية عبده إلى السماء ولكن دائما هناك عوائق أمام الرغبة حتى "انكسرت قوادم الأحلام" ويتحول الأمر إلى مسخرة.
 
واستطرد أستاذ الأدب العربى الحديث بجامعة حلوان، المزحة تفجر هذا الانفعال والاحتشاد العاطفي، وجوهر الأزمة في المجموعة هي مشكلة الاتصال والانفصال فمثلا في قصة (السحب) أزمة التواصل وعجز المثقف واليسار وهو مأزق إنساني أكثر منه سياسي مما يذكر بقصيدة الدايرة المقطوعة لعبد الرحمن الأبنودي، فيها يمارس لعب في غاية البراعة بين الواقع وبين ما يمكن أن نراه لوثة تصيب الشخصية من مشوار الرفض والهزائم المتكررة.
 
ويوضح "السرو" إن في قصة "لا أحد يزور السيدة" يتحول ميدان السيدة كمجال روحاني شبه مقدس إلى بيت دعارة كبير فيبدو أن أوان تنظيفه لم يأت بعد المكان بصفة عامة جاء مفتوحا الأمر الذي يريد أن يقول أن ما يحدث يحدث في العام ويحيل إلى الوجود الكلي والزمن هو زمن الحاضر .
واختتم "السروى"، إجمالا الشخصيات إشكالية كما يسمى البطل المعضِل، هو بطل من حيث مركزيته لكنه في حقيقة الأمر مهزوم، مركزي ولكنه مسحوق، ورغم ما في المجموعة من سنتمنتالية إلا أنها تصل بدون التصريح التلقائي باستثناء كلمة (اصرخ) في آخر قصة (مشروع الدقائق الخمس)، إجمالا نحن أمام عمل مهم للغاية نشكر عليه الكاتب.









مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة