عاد الغزيون إلى السير على الأقدام في رحلة كانت في السابق هربًا من الموت، ومتاعها آلم الجرح والفقد والتغريب، قبل أن تتحول إلى رحلة الحياة، ومتاعها الأمل، في ظل تدفق آلاف المدنيين إلى الشمال مرة للعودة من ديارهم، وإنهاء معاناة نزوحهم.
وبدأ النازحون الفلسطينيون إلى جنوب غزة رحلة العودة إلى ديارهم مع دخول وقف إطلاق النار حيز التنفيذ لأول مرة منذ ستة أشهر، ما دفعهم للسير شمالًا على طول الطريق الساحلي بحسب "ذا جارديان" البريطانية.
بدأ عشرات الآلاف من النازحين الفلسطينيين في غزة العودة إلى أنقاض منازلهم، بعد أن دخل وقف إطلاق النار -الذي تم التفاوض عليه في الأيام الأخيرة بين حماس وإسرائيل- حيز التنفيذ عند الظهر بالتوقيت المحلي أمس الجمعة، وهو أول تخفيف للعنف المستمر الذي يحظى به سكان المنطقة المدمرة منذ شهر مارس.
ونزح ما يقرب من نصف مليون فلسطيني يعيشون في شمال غزة بسبب التوغل العسكري الإسرائيلي في المدينة، وكان الكثيرون منهم يتوقون العودة إلى ديارهم.
انسحبت قوات الاحتلال الإسرائيلي إلى مواقع جديدة متفق عليها صباح الجمعة، ومن المتوقع أن تطلق حماس سراح المحتجزين الإسرائيليين العشرين الأحياء الذين تحتجزهم في وقت مبكر من الأسبوع المقبل، وبعد ذلك ستطلق إسرائيل سراح 250 فلسطينيًا يقضون أحكامًا طويلة الأمد في السجون الإسرائيلية، فضلًا عن 1700 آخرين اعتقلوا خلال الحرب.
وتعتبر صفقة تبادل الأسرى، التي وافقت عليها الحكومة الإسرائيلية مساء الخميس، المرحلة الأولى من "اقتراح السلام" الذي صاغته الولايات المتحدة وأعلنه دونالد ترامب الأسبوع الماضي، والذي أثار الآمال في نهاية دائمة للحرب الوحشية على غزة المستمرة منذ عامين، ما دفع الأطراف المعنية للاجتماع في شرم الشيخ المصرية، برعاية مصرية، لبحث أطر الاتفاق.