دراسة أمريكية على 90 فتاة تكشف سببا غير متوقع لشعورهن باضطرابات القلق

السبت، 11 أكتوبر 2025 01:00 ص
دراسة أمريكية على 90 فتاة تكشف سببا غير متوقع لشعورهن باضطرابات القلق الصحة النفسية للمراهقات

كتبت: دانه الحديدى

أجرى علماء نفس من جامعة كنساس الأمريكية، دراسة على 90 فتاة مراهقة في جلسات امتدت لثلاث سنوات، باستخدام نظارات تتبع حركة العين القابلة للارتداء، لبحث أسباب الإصابة بالقلق.

ووفقا لموقع "Medical xpress"، ألقت المشاركات بالتجربة خطابًا أمام اثنين من المقيمين القائمين على التجربة، أحدهما استجاب بشكل إيجابي والآخر قد يكون سلبيًا،  بمعنى آخر، حافظ أحد المقيمين على تعبير وجه محايد، ونظر الآخر حوله من حين لآخر، وتحرك في مقعده.

وأفادت الفتيات المراهقات اللواتي تجنبن النظر إلى هذه الملاحظات السلبية المحتملة أثناء خطاباتهن،  بأنهن شعرن بأكبر قدر من القلق بعد ثلاث سنوات، حتى مع الأخذ في الاعتبار مستوى القلق الأساسي لديهن.

ما هو "انحياز الانتباه"؟
 

قالت كريستي ألين، الأستاذة المساعدة في علم نفس الطفل السريري بجامعة كانساس، إنه عندما نفكر فيما يعرض الأطفال لخطر القلق، فإن أحد الأشياء التي ننظر إليها هو كيفية انتباههم للعالم من حولهم.

وتشير الأبحاث السابقة إلى أن البالغين الذين يركزون على أشياء في بيئتهم تبدو أكثر تهديدًا قد يكونون أكثر عرضة للخطر، على سبيل المثال، في حشد من الناس، إذا كان لدى أحد الأشخاص تعبير سلبي أو غاضب، أو حتى تعبير غامض لا يمكنك قراءته جيدًا، فسيركز بعض الأفراد على هذا الوجه أكثر من غيرهم، و هناك أدلة تشير إلى أن البالغين الذين يركزون عادةً على الإشارات السلبية الصريحة أو المحتملة السلبية قد يكونون أكثر عرضة للإصابة بمستويات مرتفعة من القلق، ومع ذلك فإن الأدبيات أكثر تباينًا بشكل واضح بين الشباب، وهو ما حاولت هذه الدراسة فهمه بشكل أفضل.

وقالت ألين إن هذه الفكرة تُسمى "انحياز الانتباه"، بمعنى آخر، إنها انحراف في كيفية توجيه تركيزك عبر البيئات، موضحة أن تلك كانت خلفية هذه الدراسة تحديدًا، لكن المثير للاهتمام أننا وجدنا عكس ما يُلاحظ عادةً لدى البالغين، وتحديدًا أظهرت المراهقات اللواتي تجنبن المعلومات التي يُحتمل أن تُشكل تهديدًا، سواءً في بداية المهمة أو على مدار الدقيقتين، أكبر زيادة في أعراض القلق مع مرور الوقت.

ويعتقد أن الفتيات حساسات بشكل خاص للتأثيرات الاجتماعية، مما قد يُسهم في ظهور اضطرابات القلق في مرحلة المراهقة، لهذا السبب، ركزت الدراسة على الفتيات، اللواتي تراوحت أعمارهن بين 13 و15 عامًا بحلول السنة الثالثة من الدراسة.

تفاصيل الدراسة
 

في هذه الدراسة تحديدًا، تم التركيز على ما يسمى "مهمة الانتباه"، حيث تم الطلب من المشاركات أن يتخيلن أنهن يجرين تجربة أداء لبرنامج تلفزيوني واقعي للأطفال، وعليهن إقناع المقيمين باختيارهن للبرنامج، مع منحهن دقيقتين فقط لإعداد خطاب مدته دقيقتان، وهو أمر مقصود، فمن الصعب التحضير في ظل هذا الضغط الزمني، الهدف هو جعله موقفًا مرهقًا بعض الشيء لنتمكن من ملاحظة تأثيره على توجيه انتباههن.

استمع محكمان إلى خطابات المشاركات، و ما لم تعرفه المشاركات هو أن الحكام كانوا مدربين مسبقًا على التصرف بطرق محددة، وقالت ألين إن أحد الحكام كان "القاضي الإيجابي"، متبعًا مجموعة من التعليمات بحيث يقوم كل 10 ثوانٍ بشيء غير لفظي ولكنه مُشجع  كالابتسام، والإيماء، وتقديم ردود فعل إيجابية دافئة، أما المحكم الثاني فكان "القاضي الذي يُحتمل أن يكون ناقدًا"، وقد حافظ على تعابير وجهه محايدة طوال الوقت.

تعتمد معظم الأبحاث في هذا المجال على ردود أفعال الشباب تجاه الصور الثابتة المعروضة عبر مهام حاسوبية، لذلك سعت ألين وفريقها إلى خلق حالة واقعية تُحاكي بشكل أدقّ ما قد يبدو عليه تحيز الانتباه في الحياة اليومية للمراهقين، وتُتيح نظارات تتبع حركة العين المحمولة هذا الابتكار.


وتقوم ألين حاليا بتحليل بيانات تتبع العين للأمهات أثناء مراقبة خطابات بناتهن أمام المحكمين، والتي تم استخلاصها من نفس البيانات التجريبية المستخدمة في الورقة البحثية الحالية.

قالت ألين إنه كانت هناك أمهات في الغرفة مع بناتهن المراهقات، ارتدت الأمهات أيضًا نظارات تتبع حركة العين لمراقبة مدى انتباههن للتهديدات المحتملة، وكيف يؤثر هذا الانتباه على تفاعلاتهن مع أطفالهن، و ساعدت الأمهات بناتهن في الواقع على الاستعداد للمهمة.

وأوضحت أن الأمهات الأكثر يقظة تجاه التهديدات قد يتعاملن مع المواقف العصيبة بطرق تزيد من إجهاد أطفالهن، على سبيل المثال، قد يحاولن تولي المهمة بدلاً من منح أطفالهن استقلالية العمل عليها بأنفسهن.

وتستخدم دراسة حالية في مختبر ألين علم وظائف الأعضاء الكهربائية، لفهم أفضل لكيفية استجابة أدمغة الأمهات والأطفال عندما يلاحظون محفزات غامضة.

 




أخبار اليوم السابع على Gogole News تابعوا آخر أخبار اليوم السابع عبر Google News
قناة اليوم السابع على الواتساب اشترك في قناة اليوم السابع على واتساب



الرجوع الى أعلى الصفحة