أكرم القصاص

انتصارات وهمية ومزايدات.. تكتيك دفن الرؤوس فى «فيس بوك»

السبت، 11 أكتوبر 2025 10:00 ص


على مدى عامين، كانت هناك الكثير من التحولات فرضت نفسها على كل أطراف الصراع، وكشفت ما هو حقيقة وما هو مجرد «فرقعة» أو سلاح فارغ لا يمكنه حماية نفسه ولا من معه، مسنودا بترسانة من الادعاءات والمزايدات والبيانات الفارغة، ثم نواصل رؤية هذا الفصيل الوهمى من محترفى الاستمتاع بالهزيمة، ولطم الوجود وتعذيب النفس، مع متعة التلذذ بالوهم.


نقول هذا بمناسبة بعض التحليلات التى يطلقها رجال ونساء عاشوا عامين فى سياق الجهل والتجهيل، وما زالوا غير قادرين على قراءة ما يجرى بشكل يمكنهم من الفهم الذى يفضى للتفهم والتعامل، ومنذ البداية، وبالرغم من وضوح أن «7 أكتوبر» كانت ذريعة لأكبر حرب إبادة، فقد كانت هناك مساحات يصعب معها تفهم وجهات نظر البعض ممن اعتادوا تبرير الأخطاء وتحويل الهزائم الى انتصارات.


وبشكل عام، فإن كل حدث سياسى أو عسكرى غالبا ما يحتاج إلى سنوات وربما عقود ليتم تحليل نتائجه، لكن أغرب ما نراه الآن هو أن بيننا من يزعم أنه عاقل بالغ رشيد، يتحدث عن انتصار ونتائج، ولا يرى 70 ألف شهيد بين طفل وامرأة وشيخ، و89% من المبانى مهدمة، وإطاحة بقيادات ما كان يمكن فقدانها على مدى عقود، لولا الرعونة والتمسك بالعناد وغياب الإرادة السياسية التى يمكنها تحديد الوقت المناسب للتوقف أو قبول التفاوض، وليس القبول بحافة النهاية.


طوال عامين كان التحالف واضحا بين تنظيم الإخوان وبين نتنياهو والحركة الصهيونية، وهو أمر لا يمكن تجاهله أو إخراجه من المعادلة، ويمكن مراجعة كل البوستات والتويتات والتقارير التى نشرتها مواقع: «رصد، ومزيد، وميدل إيست آى»، وقنوات إقليمية تحمل أسماء عربية وغيرها، بجانب مئات البوستات كلها كانت تحارب مع الصهاينة ضد مصر، وهناك من كان يحمل هذا الهراء ويذهب إلى سلالم نقابة الصحفيين ليرمى هذا الغثاء، من مدعى نضال ممول، ومدعيات نضال «أهبل»، كل هذا يفترض وضعه فى الاعتبار بعد أن اتضحت الصورة، وتبين أن مصر كانت ولا تزال الطرف الذى يعمل للقضية الفلسطينية وينحاز لها، ويواجه التهجير والتصفية، ويعرف أكثر من الجميع.


ونقول هذا لأن القطعان التى نشرت كل هذا ضد موقف مصر، ما زالوا يقدمون أنفسهم على أنهم محللون بينما هم مجرد خونة يعملون بالأجر لصالح الاحتلال، حتى لو كانوا يبكون كل يوم من أجل فلسطين، ثم الأدهى أن نرى من يرفعون شعارات العقل والتحليل العميق يقدمون هذا الهراء، باعتباره نوعا من التحليلات العميقة، ثم نكتشف أنه ينتقى كل من يطعن فى الموقف الأكثر شرفا، وهذا المدعى وغيره ما زالوا يرفعون شعارات الحرية، أو يهاجمون الاستبداد، بينما يروجون لكل الخونة وأرباب السوابق والمتمولين.


ومن غرائب العجائب، أن شخصا اعتاد إعادة نشر هراء التنظيمات الممولة، وهو يتلذذ باعتبار أطفال غزة شهداء للنضال، وكأنهم اختاروا الموت بالقنابل والحصار، بينما فشل من بدأوا الحرب بكل قوة فى أن يحموا أنفسهم أو غيرهم، بالرغم من أنهم احتكروا التحرك والعمل والخراب، ولم يمنحوا مواطنيهم فرصة لحماية رؤوسهم.


الشاهد أن مصر انتصرت لأنها رأت ما يجرى، واعترفت بينما المزايدون وأنصار نتنياهو اعتادوا دفن رؤوسهم فى «فيس بوك» ويعانون عزلة، ويحملون كتلا من الضجيج الكئيب، بلا أى فاعلية. ربما لو عاد هؤلاء إلى بدايات الجولة لوجدوا أن الاحتلال ومحللون كثيرون أعلنوا أن الحرب ستستمر عامين، ربما لم يحقق نتنياهو كل ما أعلنه من أهداف، لكنه أعاد غزة خمسين عاما للوراء، خلال عامين، اختفى حزب الله وخرجت إيران من الصراع، وسقطت سوريا فى يد تل أبيب، ولولا مصر ربما كانت مخططات التهجير قد مرت، لو كانت مصر استمعت إلى هراء المزايدين وأنصار نتنياهو.


نقول هذا بينما وقف إطلاق النار بالكاد يبدأ، وتبدأ معه عمليات إعمار ومعالجات وتفاصيل صعبة، لا يكفى لتفسيرها هذا الهراء والادعاءات حول انتصارات وهمية، أطاحت بكل ما كان قائما وتحتاج عشر سنوات لمعالجته، ثم إنه تم قبول ما كان مرفوضا قبل عامين من شروط، بينما كانت مصر ولا تزال الأكثر قدرة على رؤية ما يجرى وتداعياته.


الشاهد، أن سقوط تحليلات نقاد السياسة والسينما، واللطميات المصاحبة لعجز مع ادعاءات فارغة، عليها أن تتوقف، وتتوقف معها الأوهام والمزايدات، وفى انتظار المزيد من تنظيرات زعماء التضخم الافتراضى، وصناعة اللايكات.


 

 




أخبار اليوم السابع على Gogole News تابعوا آخر أخبار اليوم السابع عبر Google News
قناة اليوم السابع على الواتساب اشترك في قناة اليوم السابع على واتساب



الرجوع الى أعلى الصفحة