لا تزال تتكشف تفاصيل اتفاق شرم الشيخ حول سلام غزة ووقف إطلاق النار بين إسرائيل وحماس بعد حرب استمرت عامين راح ضحيتها عشرات الآلاف.
الاتفاق المبدئى يرتكز على خطة الـ20 نقطة التى اعلنها الرئيس الأمريكى دونالد ترامب الأسبوع الماضى، وارسل مبعوثه الخاص ستيف ويتكوف وصهره جاريد كوشنر إلى مصر لإتمام المفاوضات بحضور رون ديرمر كبير مستشارى نتنياهو ورئيس الوزراء القطري.
وفيما يلى رصدت صحيفة وول ستريت جورنال تفاصيل جديدة حول العناصر الرئيسية للمرحلة الأولى:
سيتم إطلاق سراح جميع الأسرى الأحياء الذين تحتجزهم حماس: هناك 48 رهينة، يعتقد أن حوالى 20 منهم على قيد الحياة وصرح ترامب أنه من المرجح إطلاق سراح الرهائن يوم الاثنين.
تسليم جثث الرهائن: قالت حماس إنها ستحتاج إلى 10 أيام على الأقل لتحديد مكان جثث الرهائن القتلى، وفقًا لأشخاص مقربين من المحادثات.
ستفرج إسرائيل عن أسرى فلسطينيين: بمجرد عودة جميع الرهائن، من المتوقع أن تفرج إسرائيل عن 250 فلسطينيًا من السجون الإسرائيلية و1700 فلسطينى اعتقلوا فى غزة خلال الصراع ويجرى حاليًا تحديد أسماء هؤلاء المدرجين فى القائمة النهائية وقد سعت حماس لإطلاق سراح أكبر عدد ممكن من الأسرى البارزين، بمن فيهم مروان البرغوثي، الذى سجنته إسرائيل لدوره فى الانتفاضة الفلسطينية فى أوائل العقد الأول من القرن الحادى والعشرين.
انسحاب قوات الدفاع الإسرائيلية من 70% من القطاع: يتضمن الاتفاق خريطة لخطوط الانسحاب، ولكن دون تحديد المواقع أو الإحداثيات الدقيقة. ربما لا تزال الخطوط النهائية التى سينسحب إليها الجيش الإسرائيلي قيد النقاش.
فتح معبر رفح مع مصر: سيفتح المعبر بعد سريان وقف إطلاق النار لتسهيل إيصال المساعدات، والسماح بعودة الفلسطينيين وقد يتم تحديث هذه النقطة دوريًا.

عودة كوشنر
وخلال المفاوضات، عاد جاريد كوشنر صهر ترامب بعد اختفاء لافت خلال حملة ترامب الانتخابية إلا أنه بعد مرور أشهر قليلة من الولاية الثانية عاد اسمه فى صدارة المفاوضات بين إسرائيل وحماس لإنهاء الحرب.
سافر كوشنر ومبعوث ترامب الخاص إلى الشرق الأوسط، ستيف ويتكوف، إلى مصر يوم الثلاثاء لصياغة تفاصيل الصفقة، وفقًا لمسؤولين أمريكيين كبار، وناقشوا جوانب مختلفة من الاقتراح، بما فى ذلك كيفية إعادة انتشار القوات العسكرية الإسرائيلية وترتيب إطلاق سراح الرهائن والسجناء.
وقال أحدهم، إن من أهم سمات عمل كوشنر وويتكوف قرار تقسيم اتفاق السلام إلى مرحلتين واضحتين، ما سمح بالتوصل إلى اتفاق بشأن تبادل الأشخاص، بينما يتم التفاوض على النقاط الأخرى للصفقة فى مرحلة ثانية.
قال مسؤولون أمريكيون كبار أن كوشنر وويتكوف ناموا حوالى خمس ساعات فقط خلال الأيام الثلاثة الماضية وقال أحد المسؤولين، إن المفاوضين الأمريكيين يتوقعون أن تكون المرحلة القادمة وقف إطلاق نار شبه دائم حتى يتم التفاوض على جميع القضايا الأخرى التى يتعين التعامل معها والنظر فيها، مشيرًا إلى مواضيع عالقة شائكة مثل كيفية إدارة غزة.
وفقا لشبكة أن بى سى، قال مسؤول إسرائيلى سابق أن كوشنر تمكن من إيصال رسالة إلى ترامب تفيد بان الصراع فى غزة يهدد اكبر نجاح دبلوماسى حققه خلال ولايته الأولى وهو اتفاقات ابراهام والتى لن يستطيع توسيع نطاقها فى ظل استمرار الصراع، وأضاف: كان كوشنر مهندس هذه المفاوضات.. كان الإرث بأكمله فى خطر.
حماس وتونى بلير وحل الدولتين
فى الوقت نفسه، رفض مسؤول كبير فى حماس اقتراح ترامب بتشكيل مجلس سلام انتقالى للإشراف على إدارة غزة بعد الحرب يرأسه رئيس الوزراء البريطانى الأسبق تونى بلير، فوفقا لصحيفة التليجراف صرح أسامة حمدان، المسؤول فى حماس الذى شارك فى مفاوضات سابقة بين الحركة والولايات المتحدة، بأنه لن يقبل أى فصيل فلسطينى بمثل هذه الخطة وقال: "جميع الفصائل، بما فيها السلطة الفلسطينية، ترفض هذا".
ووفقا للتقرير، لا تزال هناك بعذ النقاط الغامضة فى الاتفاق فى مقدمتها نزع سلاح حماس ومن سيحكم القطاع، وخلال اجتماع مع وزرائه امس لم يتطرق ترامب إلى مخاوف المتحدث باسم حماس وبدلًا من ذلك، قال أن نزع السلاح سيكون جزءًا من المرحلة الثانية من اتفاق غزة، مع إصرار إسرائيل على ضرورة تخلى حماس عن سلاحها.
وقال ترامب: سيكون هناك نزع سلاح، مضيفًا أن القوات الإسرائيلية ستنفذ أيضًا عمليات انسحاب، ولم يبد ترامب التزامًا عندما سئل عن حل الدولتين، قائلًا إنه سيلتزم بأى شيء يتفق عليه فى النهاية. وقال: ليس لدى رأي. سألتزم بما اتفقوا عليه.
وعندما سئل مساء الخميس عن إمكانية قيام دولة فلسطينية، أشار ترامب إلى أنه سيتم النظر فى الأمر فى الوقت المناسب وقال خلال اجتماع ثنائى مع ألكسندر ستاب، رئيس فنلندا: سنرى كيف ستسير الأمور هناك نقطة قد نقوم عندها بشيء مختلف بعض الشيء، وربما يكون إيجابيًا جدًا للجميع وأضاف: سننظر فى ذلك فى حينه. أعتقد أننا سنصل إلى هناك، وعن ما يمكن أن يتوقعه الفلسطينيون، أضاف: سننشئ مكان يمكن للناس العيش فيه.. سنهيئ ظروفًا أفضل لهم.
يستعد ترامب لزيارة الشرق الأوسط ليشهد توقيع الاتفاق التاريخى وأعرب عن تفاؤله بتحقيق ما هو أكبر من سلام غزة فى الشرق الأوسط خلال تواجده فى المنطقة، كما أعرب عن سعادته البالغة بهذا الإنجاز التاريخى، وبصداقته الوطيدة مع الرئيس السيسى، مشيرًا إلى أن الأنظار كانت تتجه نحو مصر خلال الأيام الماضية لمتابعة تطورات مفاوضات شرم الشيخ والتوصل إلى اتفاق وقف الحرب فى قطاع غزة.