الصناعة خلف الأسوار.. مراكز الإصلاح والتأهيل تتحول إلى مصانع للفرص.. منتجات وراء القضبان من الزنازين إلى الأسواق..أثاث ومنتجات غذائية وأعمال يدوية تعرض للجمهور.. إشادات حقوقية بوزارة الداخلية

الأربعاء، 29 يناير 2025 01:00 م
الصناعة خلف الأسوار.. مراكز الإصلاح والتأهيل تتحول إلى مصانع للفرص.. منتجات وراء القضبان من الزنازين إلى الأسواق..أثاث ومنتجات غذائية وأعمال يدوية تعرض للجمهور.. إشادات حقوقية بوزارة الداخلية اليوم السابع داخل مراكز الإصلاح والتأهيل

كتب محمود عبد الراضي

في عالمٍ يضيق به الأمل أحيانًا، وتثقل فيه الأيام على نفوسٍ عانت من الأخطاء، هناك مكانٌ يفتح أبوابه لطريق جديد، طريقٌ لا يقتصر على التحرر من الجدران، بل يمتد إلى التحرر من الماضي، ليمنح المستقبل فرصًا جديدة، هذا هو هدف مراكز الإصلاح والتأهيل، التي تبتكر مسارات مهنية جديدة للنزلاء خلف الأسوار، لتصنع منهم أعضاءً فاعلين في المجتمع بعد أن يعودوا إلى الحياة.

وراء الجدران يتشكل الأمل

تولي وزارة الداخلية، ممثلة في قطاع الحماية المجتمعية، اهتمامًا بالغًا بتأهيل النزلاء نفسيًا ومهنيًا، لتكون مراكز الإصلاح والتأهيل أكثر من مجرد أماكن للعقاب، بل منصات لإعادة بناء الإنسان، من خلال مشروعاتٍ وورشٍ مبتكرة، لا تقتصر فقط على تعليم الحرف والمهن، بل تصنع قيمة حقيقية تستفيد منها الدولة والمجتمع.

منتجاتٌ تروي قصة تحول

تتنوع المنتجات التي يبدعها النزلاء داخل هذه المراكز، بين منتجات أثاث فاخر، وأعمال يدوية متقنة، ومنتجات غذائية صحية، وغيرها من المنتجات التي تحاكي الجودة والابتكار، كل قطعة من هذه المنتجات تحكي قصة تحول حقيقية، وتحمل بين طياتها فكرة الإصرار على التجديد رغم قسوة الظروف.

فمن خلف الأسوار، بدأ النزلاء بتعلم الحرف المختلفة، مثل صناعة الأثاث الفاخر، والخياطة، وتعبئة وتغليف المنتجات الغذائية، وكلها مجالات يحتاجها السوق المحلي، هذه المنتجات لا تمثل فقط جزءًا من الدخل المادي للنزلاء، بل هي أيضًا فرصة لهم للارتقاء بأنفسهم، مع العلم أن الأرباح التي يجنونها من هذه الأعمال توزع عليهم بما يتيح لهم تحقيق هامش ربح ملموس.

فرص جديدة بعد الخروج

وعندما يغادر النزيل مركز الإصلاح والتأهيل، لا يجد نفسه عاطلًا عن العمل أو ضائعًا في بحر الفراغ، بل يصبح لديه فرص عمل حقيقية في مجالات عدة، بفضل التدريب الذي حصل عليه داخل هذه المراكز، فالدورات التدريبية في مراكز الإصلاح والتأهيل تهدف إلى إكساب النزلاء مهارات جديدة، تأهلهم لسوق العمل، وتمنحهم القدرة على الحصول على وظائف مستقرة، مما يسهم في إعادة دمجهم في المجتمع بشكل إيجابي وفعال.

ورش الإنتاج من مراكز الاصلاح إلى الأسواق

يمتد نشاط قطاع الحماية المجتمعية ليشمل إقامة معارض خاصة لعرض منتجات النزلاء، بحيث تعرض للجمهور من المواطنين العديد من المنتجات ذات الجودة العالية وبأسعار مخفضة، هذه المعارض ليست مجرد مكان لبيع السلع، بل هي منصة لتعريف المجتمع بالمجهودات التي يبذلها النزلاء في إصلاح أنفسهم، وتقديم نماذج حية على قدرة الإنسان على التغيير مهما كانت الظروف.

إشادات دولية

مراكز الإصلاح والتأهيل لم تعد مجرد مؤسسات عقابية، بل تحولت إلى صروح تُحتفى بها على الصعيدين المحلي والدولي، فقد حصلت هذه المراكز على إشادات كبيرة من منظمات حقوق الإنسان الدولية، نتيجة التزامها بتطبيق أعلى معايير حقوق الإنسان، ومنح النزلاء الفرصة للتأهيل النفسي والاجتماعي بما يتماشى مع القوانين والمعايير الدولية.

لقد أثبتت هذه المراكز أن الإصلاح ليس مجرد عقاب، بل هو مسار طويل يبدأ بتحقيق التوازن النفسي، ثم يتبع بتعليم الحرف والمهارات، لينتهي بتأهيل المتهم ليكون فردًا منتجًا في المجتمع، ومن هنا، تأتي أهمية هذا النموذج المتكامل الذي يجسد قدرة المجتمع على منح كل إنسان فرصة جديدة، حتى لو كان خلف الأسوار.

صناعة المستقبل

لا تقف مراكز الإصلاح والتأهيل عند حدود الجدران، بل تمتد لتصنع فرصًا جديدة لجميع الأطراف، من نزلاء ينهضون من كبواتهم إلى مجتمع يستفيد من طاقاتهم وقدراتهم، تتسارع خطوات هذه المراكز لتبني نموذجًا يحتذى به في إعادة تأهيل البشر وتزويدهم بالأدوات التي تمكنهم من النجاح، ليتحقق بذلك مفهوم "الإصلاح" بمعناه الأوسع والأعمق.




أخبار اليوم السابع على Gogole News تابعوا آخر أخبار اليوم السابع عبر Google News
قناة اليوم السابع على الواتساب اشترك في قناة اليوم السابع على واتساب



الرجوع الى أعلى الصفحة