محافظ سوهاج ومدير الأمن يضعان الزهور على النصب التذكارى لشهداء الشرطة

الأحد، 26 يناير 2025 02:30 م
محافظ سوهاج ومدير الأمن يضعان الزهور على النصب التذكارى لشهداء الشرطة جانب من وضع إكليل الزهور

سوهاج محمود مقبول

قام اللواء عبدالفتاح سراح محافظ سوهاج، يرافقه اللواء صبرى صالح عزب مساعد وزير الداخلية مدير أمن سوهاج، بوضع أكاليل الزهور على النصب التذكارى لشهداء الشرطة بمقر إدارة قوات أمن سوهاج، وذلك بمناسبة الاحتفال بالذكرى الـ 73  لأعياد الشرطة المصرية، بحضور الدكتور محمد عبدالهادى، نائب المحافظ، واللواء علاء عبدالجابر، السكرتير العام للمحافظة، عدد من القيادات الأمنية.

وأكد محافظ سوهاج على أهمية دور رجال الشرطة وما يقدمونه من تضحيات في سبيل تحقيق الأمن والأمان على أرض الوطن، موجهاً التحية لشهداء الشرطة وأسرهم، مشيرا إلى وقوف الشعب المصري ورجال القوات المسلحة ورجال الشرطة خلف القيادة الوطنية الحكيمة للرئيس عبد الفتاح السيسي رئيس الجمهورية صفا واحدا لاستكمال مسيرة التنمية والبناء.

ومن جانبه أكد اللواء صبرى صالح عزب، مساعد الوزير مدير أمن سوهاج على دور رجال الشرطة في الحفاظ على الأمن والاستقرار، مشيرًا إلى التضحيات العظيمة التي قدمها رجال الشرطة عبر التاريخ، من أجل الدفاع عن الوطن والمواطنين.

وقال مساعد الوزير مدير أمن سوهاج فى هذه الذكرى العظيمة، نتذكر بكل فخر واعتزاز شهداءنا الأبطال الذين قدموا أرواحهم فداءً للوطن، ونشيد بتضحيات جميع رجال الشرطة الذين يعملون ليل نهار في مواجهة التحديات، حماية للوطن والمواطن، وضمان استقرار البلاد، و إن هذا اليوم هو يوم تكريم لكل من ضحى بالغالي والنفيس في سبيل تأدية رسالته السامية."

وأضاف "إننا في مديرية أمن سوهاج نواصل العمل بكل إخلاص وتفانٍ لضمان أمن وسلامة أبناء المحافظة، وتحقيق العدالة وحماية حقوق المواطنين ولن نتوانى عن تقديم الدعم الكامل لقواتنا الأمنية وتعزيز سبل التعاون مع كافة مؤسسات الدولة."

اختتم مدير أمن سوهاج كلمته أن "عيد الشرطة هو عيد لكل المصريين، فهو يوم الفخر والاعتزاز برجال الشرطة، وفي هذا اليوم نعاهد شعبنا الكريم على الاستمرار في العمل بكل جهد لتأمين الوطن، والمحافظة على استقراره وأمنه."

يذكر أن قصة معركة الشرطة بدأت فى صباح يوم الجمعة الموافق 25 يناير عام 1952، حيث قام القائد البريطانى بمنطقة القناة "البريجادير أكسهام" باستدعاء ضابط الاتصال المصرى، وسلمه إنذارا لتسلم قوات الشرطة المصرية بالإسماعيلية أسلحتها للقوات البريطانية، وترحل عن منطقة القناة وتنسحب إلى القاهرة فما كان من المحافظة إلا أن رفضت الإنذار البريطانى وأبلغته إلى فؤاد سراج الدين، وزير الداخلية فى هذا الوقت، والذى طلب منها الصمود والمقاومة وعدم الاستسلام.

وكانت هذه الحادثة اهم الأسباب فى اندلاع العصيان لدى قوات الشرطة أو التى كان يطلق عليها بلوكات النظام وقتها وهو ما جعل إكسهام وقواته يقومان بمحاصرة المدينة وتقسيمها إلى حى العرب وحى الإفرنج ووضع سلك شائك بين المنطقتين بحيث لا يصل أحد من أبناء المحافظة إلى الحى الراقى مكان إقامة الأجانب.

هذه الأسباب ليست فقط ما ادت لاندلاع المعركة بل كانت هناك أسباب أخرى بعد إلغاء معاهدة 36 فى 8 أكتوبر 1951 غضبت بريطانيا غضبا شديدا واعتبرت إلغاء المعاهدة بداية لإشعال الحرب على المصريين ومعه أحكام قبضة المستعمر الإنجليزى على المدن المصرية ومنها مدن القناة والتى كانت مركزا رئيسيا لمعسكرات الإنجليز وبدأت أولى حلقات النضال ضد المستعمر وبدأت المظاهرات العارمة للمطالبة بجلاء الإنجليز.

وفى 16 أكتوبر 1951 بدأت أولى شرارة التمرد ضد وجود المستعمر بحرق النافى وهو مستودع تموين وأغذية بحرية للانجليز كان مقره بميدان عرابى وسط مدينة الإسماعيلية، وتم إحراقه بعد مظاهرات من العمال والطلبة والقضاء علية تماما لترتفع قبضة الإنجليز على أبناء البلد وتزيد الخناق عليهم فقرروا تنظيم جهودهم لمحاربة الانجليز فكانت أحداث 25 يناير 1952.

وبدأت المجزره الوحشية الساعة السابعة صباحا وانطلقت مدافع الميدان من عيار ‏25‏ رطلا ومدافع الدبابات ‏(السنتوريون‏)‏ الضخمة من عيار‏ 100‏ ملليمتر تدك بقنابلها مبنى المحافظة وثكنة بلوكات النظام بلا شفقه أو رحمة وبعد أن تقوضت الجدران وسالت الدماء أنهارا، أمر الجنرال إكسهام بوقف الضرب لمدة قصيرة لكى يعلن على رجال الشرطة المحاصرين فى الداخل إنذاره الأخير وهو التسليم والخروج رافعى الأيدى وبدون أسلحتهم وإلا فإن قواته ستستأنف الضرب بأقصى شدة‏.‏

وتملكت الدهشة القائد البريطانى المتعجرف حينما جاءه الرد من ضابط شاب صغير الرتبة لكنه متأجج الحماسة والوطنية، وهو النقيب مصطفى رفعت، فقد صرخ فى وجهه فى شجاعة وثبات‏: لن تتسلمونا إلا جثثا هامدة. واستأنف البريطانيون المذبحة الشائنة فانطلقت المدافع وزمجرت الدبابات وأخذت القنابل تنهمر على المبانى حتى حولتها إلى أنقاض، بينما تبعثرت فى أركانها الأشلاء وتخضبت أرضها بالدماء‏ الطاهرة.

وبرغم ذلك الجحيم ظل أبطال الشرطة صامدين فى مواقعهم يقاومون ببنادقهم العتيقة من طراز ‏(لى إنفيلد‏)‏ ضد أقوى المدافع وأحدث الأسلحة البريطانية حتى نفدت ذخيرتهم، وسقط منهم فى المعركة ‏56‏ شهيدا و‏80‏ جريحا، ‏‏ بينما سقط من الضباط البريطانيين ‏13‏ قتيلا و‏12‏ جريحا، وأسر البريطانيون من بقى منهم على قيد الحياة من الضباط والجنود وعلى رأسهم قائدهم اللواء أحمد رائف ولم يفرج عنهم إلا فى فبراير‏ 1952.

ولم يستطع الجنرال إكسهام أن يخفى إعجابه بشجاعة المصريين فقال للمقدم شريف العبد ضابط الاتصال‏ لقد قاتل رجال الشرطة المصريون بشرف واستسلموا بشرف، ولذا فإن من واجبنا احترامهم جميعا ضباطا وجنودا. وقام جنود فصيلة بريطانية بأمر من الجنرال إكسهام بأداء التحية العسكرية لطابور رجال الشرطة المصريين عند خروجهم من دار المحافظة ومرورهم أمامهم تكريما لهم وتقديرا لشجاعتهم‏ وحتى تظل بطولات الشهداء من رجال الشرطة المصرية فى معركتهم ضد الاحتلال الإنجليزى ماثلة فى الأذهان ليحفظها ويتغنى بها الكبار والشباب وتعيها ذاكرة الطفل المصرى وتحتفى بها.




أخبار اليوم السابع على Gogole News تابعوا آخر أخبار اليوم السابع عبر Google News
قناة اليوم السابع على الواتساب اشترك في قناة اليوم السابع على واتساب



الرجوع الى أعلى الصفحة