يعيش إقليم دارفور، فى حالة كبيرة من انعدام الأمن، مع سيطرة ميليشيا الدعم السريع، على الإقليم المنكوب، وبعد فرض سيطرته على مدينة الفاشر، عاصمة ولاية شمال دارفور، وارتكابه لجرائم وانتهاكات كبيرة بحق المدنيين، وفقا لما أكدته تقارير دولية.
مقتل 10 فى هجوم بطائرة مسيرة فى هجوم على سوق المالحة
وتتزايد حدة أعمال العنف فى إقليم دارفور، وأصبح استهداف المدنيين والبنية التحتية مسلسلا يوميا، إذ كشف ناشطون فى ولاية شمال دارفور، أن طائرة مسيرة استهدفت سوق منطقة المالحة بولاية شمال دارفور، ونفذت غارة جوية، تسببت فى مقتل ما لايقل عن 10 أشخاص.
ومنطقة المالحة، تقع على بعد نحو 210 كيلو متر، شمال مدينة الفاشر، عاصمة ولاية شمال دارفور، وتخضع لسيطرة ميليشيا الدعم السريع منذ مارس الماضي.
وقال مجلس غرف طوارئ شمال دارفور، إن 10 أشخاص على الأقل استشهدوا في قصف بطائرة مسيّرة استهدف مدينة المالحة بولاية شمال دارفور، ولم يقم المجلس بتسمية الجهة التى نفذت الغارة الجوية.
وأدان البيان بشدة القصف الذي استهدف سوق الحارة بمحلية المالحة، مشيرًا إلى أن الهجوم أسفر عن اندلاع حرائق في عدد من المحال التجارية وتسبب في خسائر مادية كبيرة.
وأكد البيان، أن استهداف الأسواق المكتظة بالأبرياء يمثل جريمة نكراء وتصعيدًا خطيرًا ضد المدنيين، وناشد المنظمات الإنسانية والطبية بالتحرك العاجل لإسعاف الجرحى وتدارك الموقف.
أطباء بلا حدود تحذر من انتشار الحصبة
وفى سياق متصل، حذرت منظمة أطباء بلا حدود، من تزايد انتشار مرض الحصبة في ولايات وسط وجنوب وغرب دارفور، في ظل غياب حملة تطعيم فعالة وتأخر وصول اللقاحات.
وانهارت سلاسل إمداد لقاحات أمراض الطفولة والأوبئة الأخرى إلى دارفور بعد اندلاع الحرب في أبريل 2023، رغم مساعي الحكومة المركزية لوصول العلاجات إلى الإقليم الذي بات معظمه خارج نطاق سيطرتها.
وقالت أطباء بلا حدود، في بيان، إن حالات الحصبة تتزايد بسرعة في ولايات وسط وجنوب وغرب دارفور في السودان، في ظل غياب حملة تطعيم عاجلة وفعالة.
وكشفت عن رصدها أكثر من 1300 حالة منذ سبتمبر الماضي في المرافق الصحية التي تدعمها في وسط وجنوب وغرب دارفور، داعية إلى إطلاق حملات تطعيم واستئناف برامج التحصين الروتيني.
قوة دولية محتملة لحماية المدنيين فى دارفور
ومن جهة أخرى، كشفت مصادر دبلوماسية أن الاتحاد الأوروبي يدرس مقترحاً لإنشاء قوة لحفظ السلام في إقليم دارفور، بهدف حماية المدنيين في ظل تصاعد الانتهاكات الإنسانية وتدهور الأوضاع الأمنية.
والمقترح الأوروبي، يعتمد على آلية تمويل ومساهمة مختلطة تجمع بين موارد الاتحاد الأوروبي ودعم شركاء دوليين، مع تنسيق مباشر مع الاتحاد الأفريقي لضمان شرعية التحرك وتكامله مع الجهود الإقليمية القائمة، وفقا لصحيفة المشهد السوداني.
وكشفت المصادر الدبلوماسية، إلى احتمال مشاركة الولايات المتحدة في هذه القوة، سواء عبر الدعم اللوجستي أو التمويل، وهو ما يعكس توجهاً دولياً متزايداً نحو التدخل لحماية المدنيين في دارفور.
وتتزايد الدعوات من المجتمع الدولي لوقف الانتهاكات وضمان وصول المساعدات الإنسانية، خاصة مع المخاوف من تفاقم الأزمة.
وفى تقرير جديد، كشف تقرير جديد صادر عن مختبر الأبحاث الإنسانية بجامعة ييل الأمريكية، أن مليشيا الدعم السريع قامت بتدمير وإخفاء أدلة مرتبطة بعمليات قتل جماعي واسعة النطاق ارتكبتها عقب دخولها مدينة الفاشر، بولاية شمال دارفور.
وأوضح المختبر، الذي يعتمد على صور الأقمار الاصطناعية وتقنيات الاستشعار عن بُعد في رصد الانتهاكات منذ اندلاع الحرب أن مليشيا الدعم السريع سعت إلى طمس معالم جرائم قتل جماعي ارتُكبتها بحق مدنيين في أعقاب دخولها المدينة، وفقا لوكالة أنباء سونا.
وأكد مختبر الأبحاث الإنسانية أنه وثّق نحو 150 أثرًا يتطابق مع رفات بشرية عقب دخول الدعم السريع، لمدينة الفاشر، مبينًا أن عشرات من هذه الآثار تتوافق مع تقارير عن عمليات إعدام ميدانية، فيما تتطابق آثار أخرى مع إفادات تشير إلى قتل مدنيين أثناء محاولتهم النزوح من المدينة.
وأضاف التقرير أنه خلال فترة لا تتجاوز شهرًا، اختفى ما يقرب من 60 أثرًا من هذه المواقع، في حين جرى رصد ثماني مناطق حفر جديدة قرب مواقع القتل الجماعي لا تتوافق مع أنماط الدفن المدني المعروفة، ما يعزز فرضية التخلص المنهجي من الجثث.
وخلص التقرير إلى أن ما جرى في الفاشر يمثل عمليات قامت بها المليشيا من قتل جماعي وتخلص من الجثث على نطاق واسع ومنهجي، مقدرًا عدد الضحايا في المدينة بعشرات الآلاف.