ممرات الأمل.. شاحنات المساعدات الإنسانية تتدفق إلى غزة..استقبال قوافل المساعدات من كل أنحاء مصر.. مطار وميناء العريش محطات للإغاثة الدولية.. الهلال الأحمر المصرى يتسلمها ويعيد تجهيزها ونقلها لغزة.. صور

الأحد، 19 يناير 2025 11:00 ص

شاحنة مساعدات

رفح ـ محمد حسين

على طول الطريق الممتد من مدينة العريش إلى معبر رفح، تتحرك قوافل الشاحنات التى تحمل على متنها حياة جديدة لقطاع غزة المكلوم.. شاحنات محملة بالطرود الغذائية والإمدادات الإنسانية، تُرسَم بها صورة إنسانية مفعمة بالأمل وسط مشهد صعب رسمته الحرب.

فى العريش، القلب النابض لجهود الإغاثة، تنتشر المخازن اللوجستية التابعة للهلال الأحمر المصري، هنا تُستقبل المساعدات القادمة من كل صوب، لتبدأ رحلة تجهيز شاقة يقودها متطوعون يعملون بلا كلل، هؤلاء الشباب، بقلوبهم المليئة بالإيمان بالإنسانية، يتعاملون مع كل صندوق كأنه رسالة حياة جديدة تحمل الأمل لأسرة فلسطينية تنتظر بفارغ الصبر.
المشهد فى المخازن اللوجستية مزدحم، لكنه منظّم بعناية، تصل المساعدات عبر شاحنات قادمة من القاهرة والمحافظات، بينما تأتى أخرى جوًا على متن طائرات تهبط فى مطار العريش، أو بحرًا عبر ميناء العريش، بمجرد وصولها، يبدأ فريق الهلال الأحمر المصرى عمله بتفريغ المساعدات وتصنيفها حسب نوعها: غذائية، طبية، أو إغاثية عامة.

عملية التعبئة لا تخلو من التحديات، يُعاد ترتيب المساعدات فى طرود صغيرة وفق معايير دولية صارمة، كل طرد يمر بفحص دقيق لضمان سلامة المحتويات وصلاحيتها قبل التحميل على الشاحنات و فى ساحات المخازن، تصطف الشاحنات فى انتظار دورها لتحميل المساعدات، بينما يعمل المتطوعون على مدار الساعة لضمان جاهزيتها للعبور.

معبر رفح، الذى يمثل البوابة الوحيدة بين غزة والعالم الخارجي، يشهد نشاطًا غير مسبوق. على بعد أمتار من بوابته، تتكدس الشاحنات المحملة بالمساعدات الإنسانية فى ساحات الانتظار، حيث تصطف مئات الشاحنات على مسارات محددة بدقة.

أكدت مصادر مطلعة أن الشاحنات مجهزة بالكامل للتحرك عبر المسارات الآمنة المعتمدة، وتم تجهيز أكثر من 1000 شاحنة للإغاثة، تُسيَّر على دفعات تضم كل دفعة منها 600 شاحنة، هذه العملية تُدار بتنظيم عالٍ يضمن انسيابية التحرك وعدم تعطّل المساعدات.

وسط كل هذا الحراك، يبقى العنصر البشرى حاضرًا بقوة. شباب الهلال الأحمر المصرى يعملون دون توقف، تقول إحدى المتطوعات: "كل صندوق نحمله هو حياة لعائلة فى غزة، نحن لا ننقل بضائع، بل نحمل الأمل والكرامة".

فى إحدى المخازن، يقف أحمد، متطوع آخر، منشغلاً بتصنيف الطرود. يقول بابتسامة: "عندما أرى هذه الشاحنات تتحرك، أشعر أن تعبنا لم يذهب هباءً نحن نفعل ذلك من أجل إخوتنا".

تشمل المساعدات أصنافًا متنوعة: مواد غذائية أساسية، أدوية، مستلزمات طبية، وحتى مستلزمات للأطفال، لمساعدات لا تأتى فقط من داخل مصر، بل من دول عربية وأجنبية، طائرات منظمات الإغاثة الدولية تهبط فى مطار العريش، وسفن محمّلة بالمساعدات ترسو فى ميناء العريش.

من بين المساهمات البارزة، طرود غذائية مقدمة من الشعب المصري، وأخرى مقدمة من الأمم المتحدة ومنظمات دولية، هذا التضامن الدولى يعكس أهمية القضية الفلسطينية ويبرز الدور المحورى الذى تلعبه مصر فى هذا السياق.

الدكتورة مايا مرسي، وزيرة التضامن الاجتماعى ونائب رئيس مجلس إدارة الهلال الأحمر المصري، أكدت أن غرفة عمليات الهلال الأحمر المصرى تعمل على مدار الساعة لتنسيق الجهود، وان الهلال الأحمر المصرى بكوادره المميزة ومراكزه اللوجستية لم يتوقف منذ بداية الحرب. نحن ملتزمون بإيصال المساعدات بالتنسيق مع كافة الشركاء".

وأثنت على جاهزية المتطوعين المصريين، مؤكدة أن كفاءتهم تعكس قدرة مصر على إدارة الأزمات الإنسانية الكبرى، ودورها كجسر لإغاثة الشعب الفلسطيني.