العالم علمين.. بين الترفيه والرسالة الوطنية

النسخة الثانية من مهرجان "العالم علمين" لهذا العام تجاوزت كل التوقعات، حيث تحولت إلى حدث إنساني يعبر عن الهوية المصرية التي تنتصر دومًا لقيم الجمال والحق والعدل، ولم يعد المهرجان مجرد حدث سياحي وترفيهي ورياضي فقط، بل أصبح أيضًا منصة لدعم القضية الفلسطينية بشكل فعّال.

عند شراء المواطن المصري تذكرة لحضور المهرجان، فإنه يشارك بإيجابية في دعم فلسطين، حيث سيتم تخصيص 60% من الأرباح لصالح الفلسطينيين، ومنذ 7 أكتوبر، أظهر المصريون رغبتهم في تقديم الدعم الحقيقي للفلسطينيين بطرق تتجاوز تداول المنشورات على مواقع التواصل الاجتماعي، وجاءت الفرصة لتقديم هذا الدعم الفعلي.

تمامًا كما كانت السيدة أم كلثوم تتبرع للمجهود الحربي نيابة عن جمهورها من الشعب العربي، يمنح مهرجان "العالم علمين" الفرصة لكل مواطن مصري وعربي لدعم القضية الفلسطينية بفعالية، وزاد المهرجان على شعاره بُعدًا جديدًا، حيث أصبح "العالم علمين" يعبر عن المدينة وكذلك عن علمي مصر وفلسطين.

لا يخفى على أحد أن العلمين كانت تُعرف في الماضي باسم "أرض الموت والألغام"، لكن بفضل رؤية الرئيس عبد الفتاح السيسي تحولت هذه المدينة إلى واحة للحياة والأمل، من خلال إنشاء مدينة العلمين الجديدة، تمّت إزالة آثار الدمار الذي خلّفه الحلفاء والمحور على أرضنا، ليحلّ محلها مشاريع عمرانية ضخمة تُجسّد إرادة مصر في التقدم والازدهار.

ومن هذه الأرض، التي عانت من ويلات الحرب في الماضي، ينبع دعم مصر للقضية الفلسطينية، كرسالة قوية تُرسلها أرض مصرية إلى أرض فلسطينية تُواجه نفس الظلم والقهر، بأنّ المستقبل يحمل في طيّاته الأمل والخير.

إلى جانب دعم القضية الفلسطينية، يُضيف مهرجان "العالم علمين" حلمًا جديدًا يتمثل في "مهرجان نبتة"، يهدف هذا المهرجان إلى خلق بيئة إبداعية وثقافية للأطفال والمراهقين، لتنمية مواهبهم وصقل مهاراتهم، إيمانًا بأهمية دورهم في بناء مستقبل مصر.

اختيار الاسم له دلالة ومعنى يتوافق مع هدف المهرجان، فالطفل المصري بمثابة نبتة تشارك الدولة في رعايتها وسقايتها بالإبداع والتثقيف، واختيار أحمد أمين رئيسًا لهذا المهرجان جاء مناسبًا تمامًا، نظرًا لخبرته السابقة في رئاسة تحرير مجلة للأطفال قبل أن يتوجه للفن ويصبح من النجوم القلائل الذين ارتبط بهم الأطفال.

ما بين "نبتة" وفلسطين، يتغير مفهوم المهرجان لدى المواطن الذي أصبح على دراية بأن "العالم علمين" أكثر من مجرد حدث ترفيهي، بل هو رسالة ثقافية وإنسانية تُجسّد قيم التضامن والدعم، وتُؤكد إيمان مصر الراسخ بوحدة الأمة العربية ودعمها للقضايا العادلة.