ثورة 30 يونيو المجيدة ليست مجرد حدث تاريخى عابر، بل هى استكمال مسيرة نضال شعب عظيم، استطاع أن يغير مسار التاريخ بدءا من الدولة القديمة خلال الحقبة ما بين حكم الأسر السادسة والتاسعة مرورا بهبات الدولة الوسطى، وما أطلقوا عليه هوجة عرابى وثورة 19 وغيرها.
ولكن ثورة يونيو لها طابع خاصة شكلا وموضوعا لكل ما شهدته البلاد لم تحمل طياتها مطالب فؤوية أو خاصة وتوحد فيها صفوف المصريين باختلاف الأديان والأجناس والأعمار والطبقات الاجتماعية، مما جعلها ثورة الحفاظ على مصر من هاوية نيران الإرهاب وضياع الهوية وتحطيم الحضارة وإرث الأجداد.
لم تقتصر تبعات ثورة 30 يونيو على المحيط القريب فحسب، بينما كانت ضربة مصرية سديدة قاصمة للكثيرين تبدد على صخرتها مخطط التقسيم وتدمر بين جنباتها مكيدة تمكين جماعة إرهابية سلبت حكم مصر بدعم أسيادها لتصبح ذراعى المخربين فى أوطان العرب والقلب منها أم الدنيا كلها، ولكن هيهات مصر الصلدة والصخرة العصية وشعبها الجسور لن يرضخ أبدا، ولا يعرف طريق الخنوع أمام تحالفات الغدر أو نيران الإرهاب.
لقد أثبت الشعب المصرى فى ثورة 30 يونيو أنه البطل والمعلم، شعب عظيم لا يخشى التحديات، قادر على التضحية من أجل وطن لديه إرادة من فولاذ وعزيمة مستوحاه من تاريخه العتيق.
لقد وقف المصريون صامدين فى وجه كل المحاولات الرامية إلى إجهاض الثورة، سواء من حروب الشوارع أو نيران الجماعة الإرهابية، ولكن مصر المحفوظة بيد الله كان جندها السند المرتكز من أهلها وأبنائها ومؤسساتها الوطنية، وفى مقدمتها جيش مصر الباسل، وفى القلب منه رجل أصيل يحب بلاده ويقدر معنى الوطن وقيمته وحجم المسؤولية.. إنه السيد الرئيس عبدالفتاح السيسى.
رجل حمل روحه على كفه فى وجه طاغوت جماعة متجذرة فى أرض مصر لسنوات، وخلفها أجهزة ودول ومنافذ لا حصر لها من الدعم والإمداد، ولكنه كان سندا لصوت الشعب وإرادته الحرة، وسدد المصريون فاتورة الخلاص من الدماء والتدمير والتخريب على يد جماعات الشر والإرهاب.
فى الوقت الذى مضت الدولة المصرية قدما لاقتلاع الإرهاب من أرضها، كانت يدها تبنى وتعمر والأخرى تحمى أمننا القومى وما تبقى من مقدرات الأمة، فإننا أمام تاريخ حافل بالتحديات والإنجازات، لكن روح 30 يونيو ما زالت حية فى قلوب المصريين، شعلة تضىء دروب المصريين، وتؤكد على عظمة هذا الشعب وإرادته الراسخة فى بناء مصر اللى بنحلم بيها.
إننا نفخر بوجود حزب المصريين الأحرار فى طليعة الأحزاب السياسية، ووجوده شريك فى النصر من خلال نضاله الدؤوب ومواقفه الوطنية، وكان حاضرا بقوة فى إذكاء نار الثورة ومواجهة مخططات جماعة الإخوان، فقد وقف الحزب بكل قوته ضد ممارسات الإخوان القمعية، ودافع عن حرية التعبير والتظاهر والمسيرات والاعتصام فى الميادين، ونظم العديد من الفعاليات والاحتجاجات المناهضة للجماعة.
فما كان من ميليشيات الجماعة إلا الاعتداء والإرهاب.. تعرضت مقرات حزب المصريين الأحرار فى العديد من أنحاء مصر للاعتداء وبعضها للحريق الممنهج من قبل الإخوان وبلطجيتها، كما تعرض قيادات وإداريو الحزب لاعتداءات وحملات ترهيب.
لم يكف الحزب أو يتراجع، فكان قطب رئيسا فى جبهة الإنقاذ الوطنى وشبابه وأعضاؤه وقياداته ومحبوه فى أرجاء الميادين من أسوان وحتى السلوم، وهنا نسدل الستار عن جانب من خبايا الأمور، عقب تعرض مقر حملة تمرد للحريق نقلنا غالبية الأوراق الموقعة من المصريين إلى أحد المقرات الآمنة بمتابعة ومسؤولية شخصية بالمقام الأول.
انتصرت إرادة الشعب أولا وأخيرا، وإيمانا منّا بمسؤوليتنا الوطنية، نواصل فى حزب المصريين الأحرار العمل الجاد للمساهمة فى بناء الجمهورية الجديدة التى ترنو إليها القيادة السياسية، لتحقيق تطلعات الشعب المصرى.
هناك نجاحات لا يمكن إغفالها عبر 11 عاما من الثورة على مختلف الأصعدة، بدءا من القضاء على الإرهاب، وتحقيق الأمن والاستقرار، مرورا بتحسين البنية التحتية، وتطوير الاقتصاد، وصولا إلى تعزيز مكانة مصر إقليميا ودوليا.
ورغم الدواء المر فى الإصلاح الذى نعيشه حاليا وهو تركة الأنظمة السابقة المتعاقبة على المسؤولية دون حلول جذرية، مما جعل السوس ينخر جسد مصر من الداخل، ولكن المصريين عزموا على بناء دولة قوية تليق بشعبها، وأخيرا تحية لكل مواطن مصرى حر شارك فى صناعة تاريخ بلاده، ولكل مؤسسة وطنية ساندت إرادة الجماهير، وللرئيس السيسى لتحمل أحلك المخاطر للحفاظ على مصر، ونقولها مصر قيادة وشعبا قادران على تحقيق أى إنجاز، وتظل روح 30 يونيو حية فى قلوبهم، وظلت إرادتهم قوية، ووحدتهم سر قوتهم، واثقون فى القيادة المصرية المخلصة التى بادرت بمواجهة الجميع لصون الوطن ومقدراته، وما زال يواصل الليل بالنهار سعيا لخدمة بلادنا العزيزة للوصول إلى صدارة الأمم.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة