معمل الحواسب فائقة السرعة الأكبر من نوعه بمصر وشمال إفريقيا بجامعة الفيوم.. تتحمل قاعدة بيانات مصر بأكملها.. ويمكن أن توفر سنوات من العمل والجهد البشرى بقطاعات عديدة مثل البورصة والصحة والتغييرات المناخية

معمل الحواسب فائقة السرعة الأكبر من نوعه في مصر والشرق الأوسط هو أحد الطفرات التكنولوجية الهامة التي شهدتها جامعة الفيوم في الفترة الأخيرة، وبالإستغلال الأمثل لإمكانيات المعمل المتوفرة حاليا والمقرر أن يصل لها نهاية العام الجاري سيكون المعمل طفرة تكنولوجية حقيقية على مستوى مصر .

وترجع بداية خطوات إنشاء المعمل إلى أكتوبر2020 عندما وصل للجامعة إهداء من المنظمة الأوروبية للأبحاث النووية (سيرن) بقيمة إجمالية مليون دولار مكون من جهاز "السوبر كمبيوتر"  المتخصص في تحليل البيانات الكبيرة وهو عبارة عن مجموعة خوادم (سيرفرات حاسوبية وسيرفرات للتخزين ) متصلة ببعضها البعض تعمل كوحدة واحدة، ولها قدرة فائقة على التعامل مع البيانات الكبيرة التي لا يستطيع الكمبيوتر العادي تحليلها وهو الأول من نوعه في الشرق الأوسط وأفريقيا حيث يتكون من أكثر من 3000 كور بروسيسور processor)   (core ومساحة تخزين أكثر من 1400 تيرابايت .

يقول الدكتور محمد عطية مدير مركز فيزياء الطاقات العالية والأستاذ المساعد بقسم فيزياء الطاقات العالية بجامعة الفيوم، في تصريحات خاصة لليوم السابع، ان ما حدث في الجامعة وتمكنها من إنشاء معمل الحواسب فائقة السرعة جاء بعد جهود كبيرة، ودعم كبير من الجامعة والجهات المعنية، ولفت الي ان فكرة  معمل الحاسبات فائقة السرعة لها أبعاد عديدة فعلي سبيل المثال جميعنا بالنسبة لمحركات البحث والشركات الكبري عبارة عن أرقام ونقود، فمثلا كلا منا بعدما يبحث عن سلعة محددة يجد كل الإعلانات أمامه حول هذه السلعة، وهذا نتاج تحليل البيانات الذكي وهو أساس فكرة الحواسب فائقة السرعة، والحواسب فائقة السرعة هي عبارة عن مجموعة من الحواسب التي يتم توصيلها معا بشكل قوي بحيث تستطيع إنجاز ما يفعله جهاز الكمبيوتر العادي في سنوات يتم من خلال الحاسب فائق السرعة في خلال ساعات.

وعن استخدامات الحاسب فائق السرعة، لفت الدكتور محمد عطية الي أن استخداماته لا حصر لها في كل المجالات، مثل المجال الإقتصادي والتعليمي والبحث العلمي والتجارة والصناعة وغيرها من المجالات، ولا يقتصر الأمر علي تخصص بعينه.

ولفت الدكتور محمد عطية  الي ان الحاسب فائق السرعة يمكنه أن يستضيف مواقع وخدمات مختلف الشركات والمواقع الإليكترونية وغيرها، بالإضافة الي استضافة قاعدة البيانات والأبحاث العلمية الخاصة بالجامعات المصرية والعربية.

وأشار الدكتور محمد عطية الي أن أهم ما يميز الحاسب فائق السرعة، هو تحليل البيانات، وهو الجانب الذي تميزت به الجامعة منذ فترة وهو ما نستخدمه حاليا بعدما أصبحت جامعة الفيوم العضو الوحيد كامل العضوية من بين الجامعات المصرية في المركز الأوروبي للأبحاث النووية، في تجربة المركز الحالية، ولدينا ردود فعل عظيمة حول جهودنا في التجربة، لافتا الي ان تصنيف الجامعة في مجلة التايمز جاء فيه إشادة بما يتم في مجال فيزياء الطاقات العالية .

ولفت الدكتور محمد عطية الي ان كل الجهود السابقة في فيزياء الطاقات العالية مكنتهم في الحصول علي إهداء للجامعة من الأجهزة وإنشاء معمل الحاسبات فائقة السرعة، وكان كل طموحنا هو عمل مركز معلومات مطابق للمواصفات الدولية، وفي هذا الوقت حصلنا علي مشروع من هيئة العلوم التكنولوجية والإبتكار، وعن طريق هذا المشروع تمكنا من الحصول علي أجهزة السيرفر وقمنا بشراء جزء آخر وتمكنا من إفتتاح معمل الحواسب فائقة السرعة، ولدينا حاليا إمكانيات بالمعمل فائقة مثل مساحة تخزين 1700 تيرا و7800 كور .ونحن في طريقنا لإنهاء إجراءات إهداء للجامعة بتكلفة 20 الف تيرا وعدد المعالجات من 13 ال 14 الف كور، والجزء الخاص بالذكاء الاصطناعي يصل الي أكثر من 100 الف كور لذلك نحن نستطيع الآن تقديم كل الخدمات للباحثين والشركات علي مستوي مصر والوطن العربي .

ولفت الدكتور محمد عطية الي إجمالي القيمة المالية للأجهزة الموجودة في المعمل حاليا تتخطي ال100 مليون جنيه، والجامعات صرفت علي التجهيزات الخاصة بالمكان فقط مثل وحدات الكهرباء والتكييف وغيرها بتكلفة حوالي 8 مليون جنيه وباقي المبلغ كله إهداءات للجامعة نتاج جهودها في مجال فيزياء الطاقات العالية، ونحن نجحنا في عمل علاقة طيبة مع الجهات المانحة من الخارج وأثبتنا أننا نحقق نتائج بحثية ذات قيمة .

وعن الاستخدامات المتعددة الحواسب فائقة السرعة قال الدكتور محمد عطية انه من خلال تطبيقات الذكاء الاصطناعي في الأجهزة نستطيع مثلا استخدامه في البورصة من خلال ادخال بيانات عن تحركات أسهم شركة معينة خلال السنوات الماضية، ويمكن ان يتم عمل تنبؤ الي ان سيصل هذا السهم، كذلك يمكن استخدامه في تغيرات المناخ وهو التوجه العالمي الحالي وذلك من خلال استخدام قاعدة البيانات الخاصة بمنطقة معينة أو مجموعة بلدان وأستطيع ان أتوقع التغيرات المناخية لعشرات السنوات القادمة ، كما يمكن استخدامه في التركيبات الكيميائية لتوليد عناصر معينة من خلال إدخال صفات وخواص هذه العناصر، بما يسمي المحاكاة ثم أحصل علي مركب معين بمواصفات محددة، وممكن عن طريق تحليل البيانات نقوم بعمل خريطة صحية لمصر تحدد وفقا لما منطقة أنواع الأمراض الشائعة بها واحتياجاتها من المستشفيات والأطباء والأدوية، لافتا إلي أن استخدامات الحاسب فائق السرعة أو كما يطلق عليه " السوبر كمبيوتر" لا حصر لها، وأكد أن المعمل والجامعة جاهزون لتقديم هذه الخدمات المجتمع الخارجي.

معمل الحواسيب العملاقة