حكاية من التاريخ.. محمود سامى البارودي يستقيل احتجاجًا على إبعاد عرابى

الأحد، 26 مايو 2024 09:00 م
حكاية من التاريخ.. محمود سامى البارودي يستقيل احتجاجًا على إبعاد عرابى محمود سامى البارودي
محمد فؤاد

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

تمر اليوم، ذكرى استقالة رئيس وزراء مصر الشاعر محمود سامى البارودى، احتجاجًا على قبول الخديوى توفيق مطالب إنجلترا وفرنسا بإبعاد أحمد عرابى عن مصر، وذلك فى مثل هذا اليوم 26 مايو عام 1882.

كانت البداية بما عرف بمؤامرة الضباط الجراكسة؛ ففي أواخر مارس 1882 انتهت دورة مجلس النواب الذي قدم نموذجًا لحياة برلمانية مكتملة الأركان، تؤكد نضح الوعي السياسي في مصر منذ أكثر من قرن وربع القرن وعدم حاجته إلى وصاية الأوصياء، لكن فترة العطلة البرلمانية شهدت أزمة في الجيش امتد تأثيرها إلى البلاد كلها، عندما اكتشف المسئولون مؤامرة خطط لها بعض الضباط الشراكسة بقيادة عثمان باشا رفقي ناظر الحربية السابق، لاغتيال أحمد عرابي وعدد من القادة العسكريين الوطنيين وبعض الوزراء، وشكل عرابي باعتباره ناظرًا للحربية مجلس تحقيق عسكريًا برئاسة الفريق راشد باشا حسني الشركسي، وقد تعمد أن يكون رئيس المجلس شركسيًا حتى يكون التحقيق خاليًا من الأغراض، وانتهى التحقيق بإدانة المتآمرين وعددهم أربعون، والحكم عليهم بالعزل والنفي إلى السودان مع التجريد من رتبهم، وبدأت الأزمة مع رفض الخديوي التصديق على الحكم، وطلب المشورة من إنجلترا وفرنسا، ورفع الأمر إلى السلطان العثماني؛ الأمر الذي اعتبرته الحكومة الوطنية إهدارًا لاستقلال مصر، وطلبت دعوة مجلس النواب، فرفض الخديوي دعوته، فدعته الحكومة للاجتماع بصورة غير رسمية، وبدأ الانقسام في صفوف الحركة الوطنية فرأى البعض ضرورة عزل الخديوي؛ لكن جناحًا آخر بزعامة سلطان باشا رئيس مجلس النواب رأى العمل على حل النزاع بشكل ودي حفاظًا على وحدة البلاد، وانتصر هذا الرأي في النهاية، وذلك حسب ما جاء في كتاب مشروع استقلال مصر 1883 لـ عماد أبو غازي - وليد غالي والصادر عن دار الشروق‎.

وجاء فى الكتاب أن الخلاف كان بين الحكومة والخديوي الحجة التي بررت بها إنجلترا القيام بمظاهرة، بحرية بالاشتراك مع فرنسا في المياه الإقليمية المصرية» وفي 25 مايو 1882 بعثت إنجلترا وفرنسا بمذكرة رسمية إلى محمود سامي البارودي رئيس مجلس النظار تطالبانه فيها بالاستقالة وإبعاد عرابي عن مصر مؤقتًا وإبعاد اثنين من قادة الثورة عن العاصمة مؤقنًا هما علي باشا فهمي وعبد العال باشا حلمي، وبالطبع رفضت الحكومة مطالب الدولتين، لكن الخديوي توفيق قبلها، وكان رد فعل الحكومة على قبول الخنديوي للمذكرة الثنائية الاستقالة في 26 مايو 1882، لقد تعاملت الوزارة وفقًا للمبادئ البرلمانية في الدول العريقة، لكنها بذلك حققت غرض إنجلترا وفرنسا، وغرض الخديوي، وباستقالة وزارة محمود سامي البارودي أخذت الأحداث تتصاعد بسرعة نحو اللحظة المحتومة؛ لحظة الاحتلال البريطاني لمصر، وترك الخديوي البلاد بلا حكومة لمدة أسبوعين، وقد اضطر توفيق إلى إعادة تعيين عرابي ناظرًا للجهادية دون أن يكون هناك مجلس للنظار.










مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة